هدوء حذر يسود مطار "معيتيقة" بعد اشتباكات دامية بين الميليشيات
هدوء حذر يسود مطار "معيتيقة" بعد اشتباكات دامية بين الميليشياتهدوء حذر يسود مطار "معيتيقة" بعد اشتباكات دامية بين الميليشيات

هدوء حذر يسود مطار "معيتيقة" بعد اشتباكات دامية بين الميليشيات

يسود هدوء حذر محيط مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس، صباح اليوم الثلاثاء، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت، أمس،  بين مجموعة مسلحة بقيادة بشير خلف الله، المدعو "البُقرة"، الموالية لحكومة الإنقاذ السابقة، والمتمركزة بمنطقة تاجوراء (الضاحية الشرقية للعاصمة)، من جهة و"قوة الردع الخاصة"، بقيادة عبد الرؤوف كارة، الموالية لحكومة الوفاق.

وقال الناطق باسم قوة الردع أحمد بن سالم، إن الهدوء الحذر عاد إلى محيط مطار معيتيقة الدولي، بعد صد هجوم قامت به مجموعة من المجرمين؛ وذلك للسيطرة على المطار والسجن الذي يقع بجوار المطار.

وأفاد بأن الاشتباكات انتقلت، أمس، إلى خارج محيط مطار معيتيقة، عند منطقة "بالاشهر"، بتاجوراء، بعد فرض قوة الردع سيطرتها على كل المرافق بالمطار.

وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، في بيان مقتضب، على حسابها على "الفيسبوك"، نشر فجر اليوم، عن ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات بمحيط مطار معيتيقة إلى 20 قتيلاً، وأكثر من 60 جريحاً.

ونعت مليشيا "قوة الردع الخاصة" التي تسيطر على المطار، الثلاثاء، 11 قتيلاً ممن أسمتهم "شهداء الواجب"، من كوادرها وكوادر المليشيات الأخرى التابعة لحكومة الوفاق التي اشتركت في التصدي للهجوم.

من جهته، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أن الاعتداء على مطار "معيتيقة" الدولي، بالعاصمة طرابلس، هدفَ لإطلاق سراح إرهابيين من تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من التنظيمات من مركز احتجازهم (والذي يقع في محيط المطار)، الذي تشرف عليه قوات الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية.

وأصدر السراج، أمس، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، أمرًا بحل "الكتيبة 33 مشاة"، بقيادة بشير البُقرة، التابعة لمنطقة طرابلس العسكرية.

هل طرابلس آمنة؟

وتزامن الهجوم الذي شنته ميليشيا محلية من "تاجوراء" على مطار "معيتيقة"، الاثنين، بتواجد وفد أمني أفريقي رفيع المستوى في العاصمة الليبية طرابلس.

وسيكون صعباً على الوفد -الذي يضم أعضاء لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية " cissa " -تصوّر أن المطار الذي كان بوابتهم للدخول إلى طرابلس، كما هو بوابة المسؤولين الدوليين، يمكن أن يتغير واقعه بين لحظة وأخرى، ليصبح ميدانًا لمعركة لم يكن أحد يتوقعها، تدمر فيها الطائرات وتعلو أصوات القذائف وألسنة الدخان.

وعلى الرغم من أن مهمة الوفد تنحصر في إجراء سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين ومع مديري الأجهزة المختصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، وزيارة عددٍ من مراكز إيواء المهاجرين، إلا أن الحدث سيتجاوز ذلك للتساؤل حول مزاعم استتباب الأمن في العاصمة، التي لطالما تغنت بها حكومة الوفاق وتغاضت عنها البعثة الدولية إلى ليبيا، وما إذا كان ممكنًا إجراء الانتخابات في ظل وضع كهذا.

وقال عضو البرلمان الليبي الدكتور علي التكبالي لـ "إرم نيوز": "أي أمن هو هذا؟ في ظل وجود ميليشيات تتصارع للسيطرة على بعضها البعض".

وشدد التكبالي على وجود "قوى خارجية تحرك هذه الميليشيات التي لا تسيطر عليها حكومة الوفاق، وحتى تلك التي تدّعي تبعيتها للمجلس الرئاسي".

وتشكل الميليشيات غير الرئيسة، وبعضها يتبع جماعات متشددة، صداعًا قويًا لحكومة الوفاق، فقبل أكثر من شهر من الآن تحركت الميليشيات ذاتها التي يقودها بشير البقرة، ذات الميول الإسلامية المتشددة، والمقربة من المفتي المعزول الصادق الغرياني للسيطرة على معسكر "النعام" في "تاجوراء" الذي كانت تسيطر عليه ميليشيا "كتيبة ثوار طرابلس"، ما جعله يتمتع بحظوة في الضاحية الشرقية لطرابلس، التي يقع جزء من مطار معتيقة على أراضيها.

وهددت الميليشيات في وقت لاحق بمهاجمة المطار لإطلاق سراح أعضاء فيها قالت، إنهم يتعرضون للتعذيب في السجن الذي تسيطر عليه ميليشيا قوة الردع الخاصة، وهو ما نفذته أمس.

وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي اندلعت اشتباكات بين ميليشيا النواصي التابعة لحكومة الوفاق والكتيبة 55 المكلفة بحماية ميناء طرابلس، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وأدت إلى إغلاق طريق الشط.

وأغلقت ميليشيا شعبان هدية المعروف بلقب "أبوعبيدة الزاوي" طريق طرابلس - الزاوية في شهر كانون الأول/ ديمسبر الماضي، واشتبكت مع قوات من الحرس الرئاسي وميليشيا قوة الردع الخاصة.

يضاف إلى ذلك عشرات الخروقات الأمنية، واستمرار عمليات الخطف والحرابة؛ ما يجعل الوضع الأمني مترديًا جدًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com