زيارات دبلوماسية مكثفة تقود لمصالحة خليجية قريبة
زيارات دبلوماسية مكثفة تقود لمصالحة خليجية قريبةزيارات دبلوماسية مكثفة تقود لمصالحة خليجية قريبة

زيارات دبلوماسية مكثفة تقود لمصالحة خليجية قريبة

تشهد منطقة الخليج العربي خلال الأيام الحالية، تحركاً دبلوماسياً رفيع المستوى، وزيارات بينية مكثفة، لإنهاء خلاف خليجي نادر استمر لنحو خمسة أشهر، ويبدو أنه لن يتعداها، مع رغبة دول الخليج الست الواضحة بتحقيق المصالحة.

ووسط تكتم شديد عما دار في لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى، حضر أغلبها زعماء الدول الخليجية الست، يقول مراقبون سياسيون في حديث لشبكة إرم الإخبارية "إن زعماء الخليج يريدون على مايبدو إنجاز مصالحتهم بعيداً عن وسائل الإعلام التي لعبت دوراً سلبياً في الخلاف الخليجي النادر، وكانت منبراً للتراشق السياسي العبثي".

ومنذ قرار السعودية والإمارات والبحرين، في مارس/آذار الماضي، بسحب السفراءا من الدوحة، احتجاجاً على سياسة قطر الخارجية، تورطت وسائل الإعلام، لاسيما القطرية والإماراتية في إعطاء الخلاف السياسي بين قادة الدول الأربع، طابعاً شعبياً تسبب بحروب كلامية على مواقع التواصل الاجتماعي.

قرار خليجي بتحقيق المصالحة

تشكل زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية، الأسبوع الماضي، ولقائه بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أول خطوة حقيقية بتجاوز نقاط الخلاف وتحقيق المصالحة، رغم ما سبقها من محاولات اقتصرت على الوساطة والمبعوثين وتبادل الرسائل دون تحقيق تقدم يذكر.

وشكل اللقاء، بداية لزيارات دبلوماسية مكثفة ورفيعة المستوى، شملت كل دول الخليج، كان بينها جولة مكوكية، لولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، على كل من الإمارات والبحرين والكويت وعمان، خلال اليوميين الماضيين.

وتعد زيارة الممثل الشخصي لأمير قطر، الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، إلى الكويت، مساء الأحد، ولقائه بأمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤشراً على أن لدى الكويت ماتريد أن تقوله للقطريين.

وجاءت زيارة الشيخ جاسم بن حمد، بعد ساعات من مغادرة ولي ولي العهد السعودي للكويت، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ورغم التكتم الشديد على ماقاله الأمير السعودي للكويتيين، إلا أن زيارة المبعوث القطري للكويت بعد ساعات ولقائه بأمير الكويت يعد مؤشراً على أن لدى الكويتيين عرض سعودي جديد للقطريين.

إعلان مفاجئ لمصالحة خليجية

وفي مؤشر آخر على نية الفرقاء الخليجيين بتحقيق المصالحة، تلقى العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مساء الأحد، اتصالاً هاتفياً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هنأه فيه بحلول عيد الفطر.

ويقول عدد من المراقبين السياسيين الذي تحدثوا لشبكة إرم "إن مصالحة خليجية ستعلن بشكل مفاجئ خلال الفترة المقبلة، كتتويج لهذا الحراك الدبلوماسي الذي يبدو أن قادته قد تخطوا سياسة القطيعة التي رافقته طوال خمسة أشهر".

ويرجح عدد من المراقبين أن يختار الفرقاء الخليجيون، عيد الفطر، لإعلان مصالحتهم، وينهوا الخلاف الخليجي النادر بين محورين خليجيين، الأول تقوده السعودية، وتصطف خلفها الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والثاني تقوده قطر، فيما بقيت سلطنة عمان والكويت على الحياد، رغم الدور الكبير الذي لعباه، لاسيما الكويت في تقريب وجهات نظر المتخاصمين.

معركة محسومة

يقول مراقب سياسي في حديث خاص بشبكة "إرم" مفضلاً عدم ذكر اسمه، "إن الخلاف الخليجي الذي يوضع له بشكل رسمي، عنوان مخالفة قطر لاتفاق الرياض، هو في الحقيقة والجوهر حول مصر، حيث اختارت الدوحة الوقوف حتى النهاية خلف جماعة الإخوان المسلمين، رغم أن الرياض حسمت النتيجة لصالحها".

وأضاف المراقب "إن أي من المحورين المختلفين ليس لديه نية لتغيير سياسته الخارجية، وهو أمر يعلن عنه بشكل يومي، لكن ثمة قناعة خليجية راسخة عند كل الأطراف بأن المعركة في مصر حسمت لصالح السعودية، مهما حاولت قطر فعله وتقديمه للجماعة المحظورة في السعودية من دعم مادي وإعلامي.

وتوقع المراقب، أن تبنى المصالحة على هذا المبدأ، حيث تستمر الدوحة في سياستها وإن بشكل أقل وعلني يتم الاتفاق عليه في اللقاءات الجارية بين الأطراف الخليجية، طالما أن الواقع في مصر لصالح الرياض.

ولايبدو أن لدى قطر، نية لتغيير سياستها الخارجية، في عدة ملفات شائكة في مصر وفلسطين وسوريا، ورغم أنها سياسة مناقضة لتوجهات المملكة العربية السعودية، إلا أن لدى الرياض قدرة على تحجيم الدور القطري، متمتعةً بحجمها وإمكانياتها كأكبر بلد خليجي جغرافياً وديمغرافياً ومادياً.

ويرى مراقب سياسي آخر أن دول الخليج بدأت تستشعر الخطر القادم من تطورات العراق، لذلك تريد أن تنجز مصالحتها وتبدأ تنسيقاً أمنياً وعسكرياً لمواجهة خطر تتفق الدول الخليجية الست على أنه لايميز بينها.

دبلوماسية بعيدة عن الإعلام

ابتعدت وسائل إعلام كبرى تمثل سياسة الطرفان المتخاصمان عن أي إشارة لفحوى الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي يشهدها الخليج، واختار كبار الكتاب السعوديين والقطريين، الحديث عن قضايا غير خليجية على رأسها الحرب على غزة، ملتزمين على مايبدو بتوجيهات عليا بجعل خطوات المصالحة الوشيكة سرية.

ووسط تكتم إعلامي شديد عما يدور في قاعات الاجتماعات، واختيار وسائل الإعلام الخليجية، لمصطلحات عامة من قبيل، العلاقات الثنائية، والحرب على غزة، قالت صحيفة "الشاهد" الكويتية اليومية، الأحد، تحت عنوان " قرارات خليجية حاسمة قريباً"، إن الزيارات الحالية ستثمر عن بلورة عدد من القرارات والمواقف الهامة بشأن العلاقات الخليجية المصيرية، والقضايا العربية الملحة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com