بعد معارك "أبو كماش".. هل بدأ الصراع بين ميليشيات المجلس الرئاسي الليبي؟
بعد معارك "أبو كماش".. هل بدأ الصراع بين ميليشيات المجلس الرئاسي الليبي؟بعد معارك "أبو كماش".. هل بدأ الصراع بين ميليشيات المجلس الرئاسي الليبي؟

بعد معارك "أبو كماش".. هل بدأ الصراع بين ميليشيات المجلس الرئاسي الليبي؟

بدا تنفيذ القائد العسكري للمنطقة الغربية، اللواء أسامة الجويلي، وعيده بالهجوم على معبر رأس جدير الحدودي مع تونس كأنه نوع من مسرحية "لا معقول" تدور فصولها في ليبيا اليوم.

فالمعبر الحدودي والمناطق المجاورة له حتى مدينة زوارة تخضع لسيطرة ميليشيات تتبع لحكومة الوفاق التي يُدين لها "الجويلي" بولائه أيضًا، بل إن المعبر الحدودي يدار من قبل قوات تابعة لوزارة الداخلية والحرس الرئاسي.

ورغم أن "جويلي" ساق في معرض تبريره للهجوم ضرورة عودة المعبر الحدودي، وميناء زوارة البحري، وشركة مليتة إلى سيطرة الدولة، وبسط الأمن في كامل المنطقة الغربية، إلا أن دعواه هذه لم تحظ بأدنى تأييد من قِبل المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، اللذين التزما الصمت حتى الآن بشأن هذا الحراك العسكري لقوة مفترض أنها تتبع رئاسة أركانها.

ولا يعوّل مراقبون كثيرًا على صمت المجلس الرئاسي، الذي التزمه سابقًا، حين شنَّ "الجويلي" هجومه على العزيزية بورشفانة بدعوى بسط الأمن فيها وتطهيرها من المجرمين، ولكن حين مالت كفة المعارك لصالح قوات "الجويلي"، أعلن "الرئاسي" تأييده لها، بحيث يبرز هنا تساؤل هو: "هل يمارس الرئاسي ذات الموقف الانتهازي هذه المرة؟".

لقد كشف الهجوم الذي امتد على رقعة واسعة من رأس جدير إلى قرية "أبو كماش" وضواحي زوارة أنه لا صحة لادعاء "الجويلي" أن "العملية الأمنية تُجرى بالتنسيق بين غرف أمنية في معظم مدن المنطقة الغربية"، إذ إن قواته استهدفت ما استهدفته قوات وزارة الداخلية والحرس الرئاسي وغرفة عمليات زوارة، بل إن هذه الأخيرة استنكرت اليوم الجمعة، الهجوم، مشيرة إلى أن المجموعة المهاجمة " دمرت " سيارات الشرطة في المنطقة، محملة تبعات الهجوم لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق.

كما أكد المركز الإعلامي في مدينة زوارة قيام قوات مجلس المدينة العسكري بصد هجوم من وصفتهم بـ"الميليشيات المسلحة التابعة للجويلي" على منطقة أبو كماش، موضحًا أن قوات المدينة نجحت بتكبيد ميليشيات "جويلي" خسائر فادحة، وطردتهم إلى المناطق التي جاءوا منها.

وأدان المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا هجوم من أسماهم ميليشيات وزارة دفاع حكومة الوفاق على منطقة "أبو كماش" الحدودية بين ليبيا وتونس، واصفًا ذلك الهجوم بـ "السافر".

واعتبر المجلس في بيان أصدره، أن هذا الهجوم يعد تهديدًا لجميع أمازيغ ليبيا المؤيدين لحكومة الوفاق، لافتًا إلى أن هذا الهجوم روَّع الآمنين باستخدام الأسلحة الثقيلة، واصفًا المهاجمين على منطقة أبو كماش بٰـ"القوة العرقية التابعة للمدعو أسامة جويلي"، مطالبًا حكومة الوفاق بسحب من وصفها بـ"القوة المعتدية" فورًا.

 وأعلنت كافة ميليشيات زوارة حالة الطوارئ، وأغلقت الطريق الساحلي ومعبر رأس جدير، عقب هجوم "الجويلي" فجر اليوم الجمعة، على بوابة وزارة الداخلية في منطقة "أبو كماش" قبل أن يتم دحر قواته، والسيطرة على البوابة من جديد، وتدمير عدد من العربات العسكرية وغنم دبابة.

ووفق مراقبين فإن المغزى من هذه العملية العسكرية التي تصارعت فيها ميليشيات تابعة للمجلس الرئاسي مع أخرى سرٌّ لا يعرفه سوى القيادي الإخواني "الجويلي"، وهو المخول وحده بنفي الاتهام أن الهدف من حملته هو بسط سيطرة الإسلاميين على مناطق نفوذ تابعة للرئاسي، قبل حلول موعد الانتخابات.

يشار إلى أن غرفة عمليات الجيش الوطني في المنطقة الغربية رفعت منذ مساء الخميس، درجة الاستعداد القصوى لدى قواتها في قاعدة الوطية الجوية وكامل المنطقة، تحسبًا لما قد يُقدم عليه الجويلي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com