تقرير يكشف أسرار الخداع في حرب أكتوبر
تقرير يكشف أسرار الخداع في حرب أكتوبرتقرير يكشف أسرار الخداع في حرب أكتوبر

تقرير يكشف أسرار الخداع في حرب أكتوبر

تقرير يكشف أسرار الخداع في حرب أكتوبر

إرم- خاص

أثارت تسجيلات صوتية للرئيس السابق محمد حسني مبارك سجلها طبيبه في المستشفى، ونشرتها صحيفة الوطن المصرية موخرا ضجة بسبب قول مبارك إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو من كشف موعد الحرب دون توضيح ملابسات ذلك، ودون توجيه اتهام محدد لعرفات.

ومع أن الإسرائيليين أعلنوا أن أشرف مروان سكرتير الرئيس السادات للمعلومات والذي قيل إنه كان عميلا مزدوجا للمخابرات المصرية والاسرائيلية ، هو من أبلغهم بموعد الحرب، ومع أن هناك من قال إن العاهل الاردني الراحل الملك حسين هو من أعلم الاسرائيليين بموعد الحرب، الا أن الحقيقة هي أن أحدا لم يكن يعلم بموعد الحرب الا القيادتان السورية والمصرية فقط، وأي تسريب قد تم من هناك كان تسريبا مقصودا، أو على سبيل السهو، أو من خلال عملية استخباراتية وعبر جواسيس.

ويشير تقرير خاص في هذا الشأن حصلت إرم على نسخة منه أن الرئيس المصري الراحل انور السادات رتب عملية تضليل واسعة لخداع الاسرائيليين مستخدما كل أشكال التمويه حتى لا يصدقوا أنه على وشك شن الحرب,بما في ذلك دور عرفات في هذه المسألة .

وحكاية عرفات وحرب اكتوبر كما يقول التقرير تستحق أن تروى. فالرجل لم يكن على علم بموعد الحرب مثله مثل العاهل الأردني ، ولربما جاءت المعلومات من طرف أمريكي وفقا لرواية إسرائيلية قبل اسابيع عن أن الحرب كانت منسقة بين إسرائيل ومصر وأمريكا برعاية هنري كيسينجر وأنها خرجت عن السيطرة بعد اندلاعها .

و كان عرفات أول من أذاع في خطبة علنية له على مسرح جامعة بيروت العربية بحضور جمع غفير من القادة والضباط الفلسطينيين وغيرهم في شهر تموز / يوليو 1973 أن مصر قررت الحرب، وكلامه هذا كان علنياً وكان يزف اليهم البشرى من أنه التقى السادات وتأكد من أنه سيخوض الحرب لكنه لم يذكر موعداً، وربما كان هذا الخطاب هو ما قصده مبارك عندما قال بأن عرفات هو من أفشى نية السادات خوض الحرب.

وحسب التقرير فإن عرفات في بداية صيف 1973 تلقى  وهو في زيارة للقاهرة اتصالا من سيد مرعي رئيس مجلس الشعب المصري وصهرالسادات يدعوه فيه الى استراحة له قرب الهرم فيها اسطبل للخيول، واشترط أن يصطحب معه شخصاً واحداً من الموثوق بهم، فقرر اصطحاب إعلامي فلسطيني لا علاقة له بالسياسة ولا بأي من ممثلي فتح والمنظمة في مصر.

بعد وصول عرفات الى الاستراحة اصطحبه مرعي الى الطابق العلوي وأبلغه أن الرئيس السادات سيصل الى المكان، وبعد ربع ساعة وصل السادات دون موكب رسمي كبير, وصعد الى الاستراحة ثم اقترح الجلوس في الاسفل خارجاً وطلب مرعي من الخدم تركيب مروحة كبيرة بسبب حرارة الطقس، وبالطبع كان حديث السادات مع عرفات خاصا, وبعد اللقاء ابلغ عرفات مرافقه ان مصر على ما يبدو قررت الحرب بصورة جدية .. وسمع منه ان السادات طلب منه مشاغلة اسرائيل بعمليات خارجية في اوروبا وفي جنوب لبنان, وطلب ارسال قوة فدائية الى قناة السويس عن طريق سوريا لأن السادات حسب ما نفل التقرير عن الاعلامي الفلسطيني الذي رافق عرفات كان يريد حربا تليها مفاوضات، ويريد اشراك الفلسطينين في الحرب حتى يشاركوا لاحقا في مفاوضات السلام. مشيراً إلى أن ذلك يعكس ما كان يتمتع به السادات من دهاء فضلا عن أنه في قرارة نفسه كان يعطف على الفلسطينيين.

ويضيف التقرير بعد ذلك توجه ابو عمار الى بيروت واجتمع مع زملائه في القيادة السياسية والعسكرية وطلب من سعد صايل القائد العسكري لفتح ارسال وحدة الى مصر, لكنه ابدى ملاحظة ان المصريين ما زالوا يبحثون عن حل لمسألة السواتر الرملية التي اقامها الاسرائيليون شرق قناة السويس وكيفية تدميرها، فقال العقيد سعد صايل وهو اركان حرب متمكن جاء من الجيش الاردني انه زار جبهة السويس ولاحظ ان المصريين يحاولون تحطيم السواتر بالمياه, لكنه اقترح عليهم مضخات مياه ضخمة، فعاد ابوعمار لاحقا وركز للمصريين على هذه النقطة، وبالفعل طلب المصريون مضخات عملاقة من الاتحاد السوفياتي ايضاً، واجروا تجارب عليها في الصحراء الغربية ونجحت في ازالة السواتر الرملية.

بعد ايام دعا ابو عمار قادته وضباطه الى اجتماع عام في مسرح جامعة بيروت العربية, والقي خطابا حماسيا لرفع معنوياتهم ومما قاله ان مصر قررت الحرب، ولم يكن ذلك الكلام سرا وجاء في سياق خطاب علني كما أنه لم يتضمن تحديدا لأي موعد . لكنه لم يحدد موعدا بل ربما لم يبلغه السادات بأي موعد، لأن الرئيس المصري قال له: لقد استنفذنا كل وسائل التضليل والتمويه للاسرائيليين على قناة السويس، وكان الجيش المصري قام بحشد قواته في استعراضات متتالية على الجبهة لإيهام الإسرائيليين بأنه يستعد لشن الحرب.

ووفق التقرير قام عرفات أيضا بلقاء الرئيس السوري حافظ الأسد لكن الأخير لم يأت مطلقا على ذكر الحرب، ولم يكن يعلم أن السادات طلب مشاركة فلسطينية رمزية على جبهة السويس، ومن جهته لم يتحدث عرفات عنها, لكن عرفات تمكن من إرسال وحدة إلى مصر عن طريق البحر من سوريا ثم تولت منظمة أيلول الأسود مهاجمة معسكر للمهاجرين الروس في فيينا.. وظلت المناوشات مستمرة في جنوب لبنان بناء على طلب السادات.

إسرائيليون : الحرب مسرحية رعاها كيسنجر وخرجت عن السيطرة

على صعيد آخر طرح اسرائيليون بمناسبة ذكرى الحرب نظرية المسرحيةعن تلك الحرب وذلك، عبر وسائل الاعلام، وخاصة القناة  العاشرة الاسرائيلية. وفي هذا المجال عبر سفير إسرائيل السابق في القاهرة إسحاق ليفانون عن دعمه لنظرية «المسرحية»، قائلا: «السادات كان يرغب فى تحقيق هدفين، استعادة سيناء والتقرب من الغرب، وخطته كانت سياسية أكثر من كونها عسكرية». وتابع: « موشيه دايان كان يسعى لسلام مع مصر، بينما السادات رفض خوض المفاوضات من موقع الخاسر، هكذا اتفقا على (مواجهة محدودة)، يعبر فيها المصريون قناة السويس، ثم يعودون للضفة الغربية للقناة، مع معارك محدودة يسقط فيها بضع مئات القتلى من الجانبين، ثم يتوجه الجانبان إلى السلام .

ويواصل ليفانون: «هنرى كسينجر تعهد بتوفير مظلة لتلك الخطة، لضمان عدم إصدار رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، أوامر بشن ضربة وقائية على القوات المصرية قبل اندلاع الحرب، أو استدعاء مبكر لقوات الاحتياط الإسرائيلية .

ويبرر أنصار هذه الرواية «استحالة تصديق حجم الفشل الذريع الذى سقطت فيه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلال الحرب. مستشهدين بأن تحقيقات لجنة (أجرانات)، التي حققت مع قادة تل أبيب فى أسباب الهزيمة، كشفت أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بالاستعدادات العسكرية لمصر وسوريا، ولكنه لم يعرها اهتماما وقلل من خطورتها وقال أحد باحثي نظرية «المسرحية»، الدكتور أورى ميلشتاين، إن هناك وثائق تثبت أن سفير الاتحاد السوفيتى لدى مصر، حينئذ، فلاديمير فينوجاردوف، كان على علم مسبق بهذا الاتفاق.

وتقول نظرية «المسرحية»، إن مصر اخترقت عبر جاسوس لها قيادة الحكم بإسرائيل، ويدللون على ذلك بمعركة واحدة يطلق عليها الإسرائيليون اسم «فرسان القلب»، كانت تستهدف عبور قوات من الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية للقناة، وبدأت فى ١٤ أكتوبر ١٩٧٣، وكان من المفترض أن تستغرق ١٢ ساعة، لكنها استغرقت ٣ أيام، وكلفت إسرائيل ٤٥٠ قتيلا. وتبين للإسرائيليين، فيما بعد، أن المصريين كان لديهم علم مسبق بخطة العبور الإسرائيلي وموقع تحركاتهم بدقة، لذلك استعدوا جيدا لمواجهتهم. وهناك من يلقي بالمسؤولية على أشرف مروان، الذى كان الموساد قد جنده، مع اتهامه بأنه كان عميلا مزدوجا، وأنه الذي كشف خطة الجيش الإسرائيلي. وهناك تفسير آخر، يقول ببساطة إن جنرالات الجيش المصري كانوا أكثر مهارة مما كان يعتقد الإسرائيليون.

ويربط مروجو نظرية «المسرحية»، بين مزاعمهم وبين مقتل الملحق العسكرى الجوي بسفارة تل أبيب فى واشنطن، جو آلون، فى ١ يوليو ١٩٧٣، عند باب بيته فى ميريلاند. وأنه تم إغلاق ملف القضية، دون التوصل إلى القاتل، وأن موشيه ديان قال لضابط إسرائيلي رفيع المستوى أن «آلون» قتله «إرهابيون فلسطينيون»، رغم أنه لم تعلن أية منظمة فلسطينية مسؤوليتها عن اغتياله.

وبعدها تطورت الثغرة في الدفرسوار وقصتها معروفة بتواطؤ اميركي بائن وبإنزال معدات أميركية متطورة لدعم الجيش الاسرائيلي, ومساعدة بالأقمار الصناعية, وبينما كان الفريق سعد الدين الشاذلي يفكر في سحب القوة التي عبرت القناة لسحق القوة الاسرائيلية بالكامل واستدعى الاحتياطي من حول القاهرة تدخل الاميركيون بقوة بواسطة هنري كسينجر لأنهم لن يسمحوا بإبادة 22 الف جندي إسرائيلي كانوا غرب القناة. وبقية القصة معروفة بعد وقف إطلاق النار .

المهم أن الملك حسين وياسر عرفات لم يعلما ولما يطلعهما أحد على موعد الحرب.. لكن الإسرائيليين يجاهرون بأن المصدر عميل مصري يدعى اشرف مروان،الذي تؤكد المصادر المصرية أنه كان عميلا مزدوجا .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com