بعد 7 سنوات على اندلاعها.. ماذا تحقق من شعارات الثورة التونسية؟
بعد 7 سنوات على اندلاعها.. ماذا تحقق من شعارات الثورة التونسية؟بعد 7 سنوات على اندلاعها.. ماذا تحقق من شعارات الثورة التونسية؟

بعد 7 سنوات على اندلاعها.. ماذا تحقق من شعارات الثورة التونسية؟

قبل 7 سنوات وتحديدًا في 17 من شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2010، أقدم بائع الفواكه والخضراوات المتجول محمد البوعزيزي في تونس، على حرق نفسه أمام مقر المحافظة في مدينة سيدي بو زيد، احتجاجًا على منعه من ممارسة عمله في شوارع المدينة.

وأدى عمل البوعزيزي البالغ من العمر 26 عامًا إلى إشعال حركة احتجاج عبر عدة بلدان عربية، تُعرف باسم "الربيع العربي".

ففي تونس، أدى الاحتجاج إلى سقوط الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في يوم 14 من شهر كانون الثاني/ يناير لعام 2011، وكان التونسيون حينها يأملون في غدٍ أفضل، ولكن بلدهم اليوم يرزخ تحت أزمة عنوانها خيبة أمل.

غياب رسمي

قال رئيس مهرجان تخليد الذكرى محمد نجيب كوكة، في كلمة افتتاحية، إن "الثورة أسهمت في ضمان مكسب الحريات".

وندد كوكة بما وصفه "تعمد" تغيب رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، عن الاحتفال بذكرى الثورة.

وأعرب كوكة عن رفضه لأي تبريرات لعدم حضور المسؤولين الثلاثة رغم الدعوات التي وجهت إليهم.

من جانبه، قال أمين عام حزب "تيار المحبة" حسان الحناشي، إنه "بعد 7 سنوات من اندلاع الثورة لم تتحقق المطالب الشعبية التي نادت بالحرية والتشغيل والعدالة الاجتماعية".

ورأى الحناشي، أن "الشعب التونسي قد ازداد فقرًا بعد الثورة واتسعت الفجوة بين الطبقات الاجتماعية".

وبحسب تقرير نشره موقع "فرانس 24" اليوم الأحد، أعرب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (FTDES) في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، عن استيائه، من أن التغيير الحقيقي لا يزال ينتظر، من حيث الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وقال المنتدى غير الحكومي، "لقد مرت السنوات ولا يزال المواطنون يشعرون بالإحباط إزاء الحقوق التي تجندوا من أجلها".

وأوضح المنتدى أن البلاد "احتفظت بنفس النموذج الاقتصادي مع نفس المشاكل" كما كان الحال قبل ثورة عام 2011 التي طردت الرئيس بن علي من السلطة بالهتافات "عمل، حرية، كرامة وطنية".

وقال رئيس المنتدى مسعود رومداني، على هامش مؤتمر حول البلاد "إن الوضع ما زال يزداد سوءًا".

وحذر المنتدى التونسي من أنه على الرغم من التقدم الديمقراطي، فإن "البطالة والبؤس والتفاوت الاجتماعي والإقليمي قد ازداد سوءًا"، مشيرًا إلى خطر عدم الاستقرار الذي قد ينجز عن الوضع الراهن.

احتجاجات

وعلى هامش المهرجان، نظم شبان تونسيون عاطلون عن العمل احتجاجًا، رفعوا خلاله شعارات منددة بسياسة الحكومة، منها "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، و"لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب".

ودفع الاحتجاج وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى الرقيق اللومي، إلى التراجع عن إلقاء كلمة خلال المهرجان ومغادرة منصة الشرف مع الوفد المرافق لها.

الأوضاع تتدهور 

وفي أحاديث منفصلة للأناضول انتقد تونسيون مشاركون في مهرجان تخليد ذكرى اندلاع الثورة، عدم تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، رغم مرور 7 أعوام على اندلاع الثورة.

حيثُ قال المحامي محمد الجلالي، إن "الثورة جاءت نتيجة قهر اجتماعي بلغ حد الإشباع، غير أن الشعب لم تكن لديه استعدادات معرفية وثقافية لازمة حتى يجني ثمار هذه الثورة".

وأضاف "النخب لم تكن على قدر من الوعي أيضًا فتكالبت على المناصب عوض الانكباب على إصلاح الأوضاع الاجتماعية والسياسية، وهو ما سهل تدخل الغرب لإجهاض الثورة لأنها مثلت خطرًا على مصالحه في تونس".

في حين أعرب الشاب قيس البوعزيزي، وهو عاطل عن العمل، عن عدم ثقته في السياسيين والأحزاب التونسية لأنها "لا تلتفت إلى الشعب إلا في المناسبات الانتخابية".

وقال البوعزيزي، إن "الحكومات المتعاقبة على تونس بعد الثورة ولدت هشة ولم تكن قادرة على الإصلاح والتنمية".

ركود اقتصادي

تأثر الاقتصاد التونسي بشدة بسبب عدم الاستقرار الذي أعقب الثورة، كما أن القطاع السياحي وهو قطاع رئيس في البلاد، عانى من الهجمات الإرهابية التي ضربت تونس في عام 2015.

وكان من المتوقع أن يتجاوز معدل النمو في البلاد 2٪ في عام 2017، إلا أن البطالة بين الشباب لا تزال مرتفعة جدًا، إذ تشكل نسبتها أكثر من 35٪، وفقًا لمنظمة العمل الدولية.

كما تراجع معدل الالتحاق المدرسي  إلى 96 %، حيثُ ذكر المنتدى التونسي، استنادًا إلى أرقام رسمية أن 10 آلاف طفل يتخرجون من المدارس الابتدائية كل عام منذُ عام 2011 ، و100 ألف شاب يغادرون المعاهد أو الثانوية دون شهادات.

والوضع الراهن يُحبط التونسيين الذين لا يرون ظروف معيشتهم تتحسن، حيثُ ظهرت ظاهرة مروعة في السنوات الأخيرة، وهي التضحية بالنفس كتعبير عن اليأس.

ظل "بن علي"

وقال شريف يوسف المحلل السياسي لقناة فرنسا 24، إن العادات القديمة للدكتاتورية في الإدارات لا تزال تمارس بشدة.

وأضاف "بعد 7 سنوات من الثورة لم يتحقق بعد التغيير الجذري كما كان يتمناه التونسيون".

وتابع يوسف قائلًا: "ما زلنا نرى نفس الأشخاص في الإدارات العامة، مع نفس ردود الفعل، مما يعني أن تونس بن علي لا تزال حاضرة."

وأوضح أن "هناك دائمًا بعض العنف وبعض الإهمال من جانب الإدارة عندما يحاول المواطنون تأكيد حقوقهم".

وبين يوسف "هناك مجنّدون جدد يصلون، والعقلية تتغير شيئًا فشيئًا، وجيل جديد يأخذ ببطء المزيد من المسؤولية".

وأشار إلى أن "هناك نقطة واحدة تميز تونس عن بقية المنطقة، وهي  حرية الصحافة، حيثُ يمكن للناس استخدام الصحافة والشبكات للتنديد بالفساد، وعنف الشرطة، والسلطات ملزمة بأن تأخذ كل هذا في الاعتبار".

وخلص يوسف الشريف إلى القول: "إذا كان الوضع لا يزال سيئًا في تونس، فإنه يسير تدريجيًا نحو التحسن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com