التعثر يخيّم على المشهد السياسي العراقي
التعثر يخيّم على المشهد السياسي العراقيالتعثر يخيّم على المشهد السياسي العراقي

التعثر يخيّم على المشهد السياسي العراقي

الخلافات بين الكتل العرقية والطائفية الرئيسية تصيب البلاد بالشلل

بغداد-قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الأربعاء إنه يأمل أن يتمكن البرلمان من تشكيل حكومة جديدة في جلسته القادمة بعد أن انتهت الجلسة الأولى دون التوصل لاتفاق.

ويكافح المالكي من أجل إنقاذ مستقبله السياسي في الوقت الذي يهدد فيه مسلحون سنة بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وحدة البلاد.

ولا تستطيع بغداد تحمل التأجيل لفترة طويلة. وسقطت أجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق في أيدي التنظيم الذي أعلن فيما بعد إقامة "خلافة" وتعهد بالزحف الى العاصمة.

لكن المخاوف المتزايدة والضغوط من الولايات المتحدة وايران والأمم المتحدة ورجال الدين الشيعة في العراق لم تسهم بدرجة تذكر في إنهاء الخلافات بين الكتل العرقية والطائفية الرئيسية بالعراق والتي تصيب البلاد بالشلل.

وانسحب السنة والأكراد من الجلسة الاولى للبرلمان الجديد بعد ان أخفق الشيعة في طرح مرشح لمنصب رئيس الوزراء. وهم يعتبرون المالكي العقبة الرئيسية في طريق حل الأزمة ويأملون أن يتنحى جانبا.

وفي كلمته الأسبوعية التي بثها التلفزيون قال المالكي إنه يأمل أن يتمكن البرلمان يوم الثلاثاء القادم من تجاوز "حالة من الضعف".

وأضاف "لقد حصلت حالة من الضعف لكن باذن الله سوف نتجاوزها في الجلسة القادمة بالتعاون والانفتاح والاتفاق باختيار الافراد والاليات التي ستنتهي الى عملية سياسية تستند على الوسائل الديمقراطية."

وأكد أن المادة 140 من الدستور العراقي لم تنته بعد، وتصرف اقليم كردستان في الاحداث الاخيرة كان "غير مقبول"، مشيرا إلى أن جميع القوات العسكرية ستعود الى مواقعها بعد انتهاء الازمة، فيما حذر الشعب الكردي من خطورة "فكرة الانفصال وتقرير المصير".



ولكن ليس واضحا متى سيتمكن قادة العراق من التوصل لاتفاق. وتعاني كافة الكتل العرقية الرئيسية من خلافات داخلية ولم يتفق اي منها بعد على المرشح الخاص بالمنصب المخصص لها.

ويقول السنة والأكراد إنهم يريدون أن يختار الشيعة رئيسا للوزراء قبل أن يعلنوا مرشحيهم بينما يقول الشيعة إن على السنة أن يختاروا رئيس البرلمان أولا.

وقال مهند حسام وهو سياسي ومساعد للنائب السني البارز صالح المطلك إن كل كتلة لديها مشاكلها الآن.

وأضاف أنه اذا فشلت الكتلة الشيعية في اختيار من يحل محل المالكي فإن هناك خطرا بأن ينسحب النواب السنة من العملية السياسية برمتها. وأضاف أن هذا يهدد مستقبل العراق.

وقال سامي العسكري الحليف القديم للمالكي إن تشكيل الحكومة يمكن ان يستغرق حتى نهاية شهر رمضان. لكنه هون من خطر انهيار الدولة قائلا إن حكومة تسيير الأعمال التي يقودها المالكي ستستمر.

وأضاف العسكري أن الواقع هو أن هناك حاجة للتحلي بالصبر مشيرا الى أنه في النهاية ستتشكل حكومة لكن هذا لن يتم قريبا.

وتزايد غضب سكان بغداد من تكرار مشهد الخلاف بين المسؤولين بينما تحترق البلاد.

وقال ضامي ستار شفيق استاذ الإحصاء بإحدى الجامعات في بغداد وكان يتسوق في حي يسكنه السنة والشيعة "أنا غاضب جدا من كل هؤلاء الساسة.

"هذا البلد يتجه الى كارثة وهؤلاء الرجال لا يعملون الا من أجل أغراضهم."

وبدا نجاء حسن (54 عاما) وهو نجار مستفزا بنفس الدرجة. وقال "الديمقراطية جلبت علينا الكثير من المشاكل التي لا داعي لها."

وخارج العاصمة اشتعل القتال مجددا. وقالت مصادر طبية وشهود إن 11 شخصا على الأقل قتلوا بينهم نساء وأطفال حين هاجمت طائرات هليكوبتر عراقية الشرقاط على بعد 300 كيلومتر شمالي بغداد.

وقال شهود إن طائرات الهليكوبتر تستهدف مبنى للبلدية يتحصن بداخله متشددون وإن الضربة الجوية أصابت ايضا ثلاثة منازل قريبة.

وقال حامد الجميلي وهو طبيب بمستشفى الشرقاط إن المستشفى استقبل 11 جثة و18 مصابا بسبب قصف الطائرات الهليكوبتر. وأضاف أن بعض الأطفال في حالة خطيرة.

ولم يذكر المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء اللواء قاسم عطا الحادث لكنه ذكر الشرقاط ضمن عدد من المواقع التي نفذت فيها القوات الجوية عمليات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتواجه الحكومة خصما عنيدا يتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي اختصر اسمه الى الدولة الإسلامية هذا الأسبوع وأعلن قائده "خليفة" للمسلمين.

وفي أول تصريحاته منذ هذا الإعلان دعا ابو بكر البغدادي زعيم التنظيم امس الثلاثاء المسلمين في مختلف أنحاء العالم الى حمل السلاح والتوافد على دولة الخلافة التي أعلنها في الأراضي التي تقع خارج سيطرة الحكومة في سوريا والعراق.

ويعمل تنظيم الدولة الإسلامية الى جانب عدد من الجماعات السنية بينها ميليشيات إسلامية ورجال عشائر مسلحون وضباط سابقون بالجيش وموالون للرئيس السابق صدام حسين الذين وعلى الرغم من أنهم لا يعتنقون نفس ايديولوجية التنظيم فإن ما يوحدهم هو الشعور بالاضطهاد في ظل حكومة المالكي التي يقودها الشيعة.

وعرض المالكي اليوم الأربعاء عفوا عن العشائر التي حملت السلاح ضد الحكومة لكنه استبعد من قتلوا وسفكوا الدماء.

وقالت الأمم المتحدة امس الثلاثاء إن اكثر من 2400 عراقي قتلوا في يونيو حزيران وحده ليصبح الشهر الذي سقط فيه اكبر عدد من القتلى منذ ذروة الاقتتال الطائفي خلال الحملة التي قادتها الولايات المتحدة عام 2007.

ونجحت حكومة المالكي مدعومة بمتطوعين مدنيين وميليشيات شيعية في وقف تقدم المتشددين حتى العاصمة لكنها لم تستطع استعادة المدن التي انسحبت منها القوات الحكومية. وفشل الجيش الأسبوع الماضي في استعادة تكريت التي تقع على بعد 160 كيلومترا شمالي بغداد.

وحتى اذا تنحى المالكي جانبا وهو أمر لم يتأكد بعد فإن قلة في بغداد هي التي تتوقع أن يؤدي هذا الى حل سريع للأزمة.

وقال حيدر جمعة وهو عامل بناء (31 عاما) "رحيله لن يحل المشكلة لأن الخلاف بين السنة والشيعة سيستمر والعداء سيتواصل."

وأضاف "مهما بلغت معاناة الناس فإن الساسة لا يكترثون."

وقالت المتحدث باسم شرطة كربلاء العقيد احمد الحسناوي إن قوات الشرطة والجيش حاولت اليوم الإربعاء إلقاء القبض على رجل الدين المثير للجدل محمود الصرخي مما أدى الى اندلاع اشتباكات استمرت لساعات مع أنصاره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com