باريس تتجنّب "عاصفة فالس" وتشهد بتعافي بوتفليقة
باريس تتجنّب "عاصفة فالس" وتشهد بتعافي بوتفليقةباريس تتجنّب "عاصفة فالس" وتشهد بتعافي بوتفليقة

باريس تتجنّب "عاصفة فالس" وتشهد بتعافي بوتفليقة

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في تصريحات بثّتها إذاعة "فرانس إنتار"، إنّ الزيارة التي قادت الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، سمحت له بالوقوف على "تعافي" الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وشدد الوزير جان إيف لودريان أن الرئيس الجزائري "بصحة جيدة وقد تحادث مُطوّلاً مع نظيره الفرنسي". مضيفًا أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون قد التقى ببوتفليقة وتبادل معه أطراف الحديث حول جميع المسائل المرتبطة بعلاقات فرنسا والجزائر.

وتابع الوزير الفرنسي أنّ محادثات بوتفليقة وماكرون قد توسّعت إلى تباحث الوضع في العالم، مُبرزًا أنّ "اللقاء كان مفيدًا جدًّا، ما مكّن من التطرق بعمٍق إلى علاقاتنا".

وتعاطى رئيس الدبلوماسية الفرنسية بحذرٍ شديدٍ مع الجدل المتصاعد حول مراكز صنع القرار في الجزائر، وقدرة الرئيس الجزائري من عدمها على تسيير دفّة القيادة وشؤون الدولة في ظلّ تشكيك معارضيه ومطالبتهم له بالتنحّي عن السلطة التي قضّى فيها قرابة 19 عامًا.

ولفت لودريان إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "بكامل قواه الفكرية، وإن كان متًعبا من الناحية البدنية، وذلك قد يحدث في سنٍّ معينةٍ"، ما يتوافق مع التصريحات الرسمية في الجزائر، والتي تروّج لتعافي بوتفليقة (80عامًا) رغم إصابته بجلطة دماغية منذ نيسان/أبريل2013.

وبدا في نظر مراقبين، أنّ السلطات الفرنسية تعمّدت "الترويج لتعافي الرئيس الجزائري لتجنّب تكرار سيناريو الصورة التي نشرها رئيس الحكومة الفرنسية السابق مانويل فالس خلال زيارته للجزائر في أبريل/نيسان2016، والتي أظهرت الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، "في وضع صحّيٍ صعب".

وقد انحدرت علاقة الطرفين إلى الهاوية بسبب تلك الحادثة، ودفعت بالحكومة الجزائرية إلى التنديد بأشدّ العبارات لصورة مانويل فالس مع بوتفليقة، والتي جرى تأويلها على أنّها "سخرية وإساءة" للجزائر ورئيسها.

وقد وصل الأمر بباريس إلى تقديم اعتذارها عمّا اعتبرته "سوء الفهم" الذي أحاط بتغريدة أرفقها رئيس الحكومة بصورته في مكتب بوتفليقة أثناء نشرهما على حسابه بموقع تويتر.

وتقاطعت شهادة وزير الخارجية الفرنسي بشأن تحسّن الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مع تصريحات أطلقها بهذا الخصوص من باريس، رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى الذي ترأّس اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى.

وقال أويحيى في لقائه، مساء الخميس، مع ممثلي الجالية الجزائرية بمقر سفارة بلاده في باريس، إنّ الرئيس بوتفليقة يتمتع بصحة جيدة وهو يدير شؤون البلاد بشكل جيد"، مفندًا وجود "ديوان أسود أو سلطة خفية" ردًّا على ما تتداوله المعارضة في الجزائر.

وخاطب أويحيى جزائريي المهجر في فرنسا: "فيما يخص أخبار البلاد فإني أقول لكم إن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بصحة جيدة وندعو الله أن يطيل في عمره ويمده بالصحة الجيدة".

وتابع بقوله: "حقيقة أن رئيسنا لم يعد يملك كل الحيوية التي كان عليها عند لقائكم به عامي 2000 و2004 هنا بفرنسا، لكن وعكس كل الشائعات والادعاءات التي يروجها البعض سواء من الجزائر أو من الخارج، فإن رئيسنا يسير البلاد بشكل جيد في شتى المجالات ولا يوجد لا ديوان أسود ولا سلطة خفية في الجزائر".

وظلّ الملف الصحي للرئيس الجزائري مُحدّدًا لعلاقات الجزائر وفرنسا في السنوات الأخيرة، حيث يجد المسؤولون الفرنسيون أنفسهم مُحرجين كلما سُئلوا عن صحّة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لاعتباراتٍ عديدةٍ أهمها أن الأخير يُجري فحوصاته الطبية الدورية بمستشفيات فرنسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com