سيناريوهات صدمة القدس.. إخراج المفاوضات من غرفة الإنعاش أو دفنها؟
سيناريوهات صدمة القدس.. إخراج المفاوضات من غرفة الإنعاش أو دفنها؟سيناريوهات صدمة القدس.. إخراج المفاوضات من غرفة الإنعاش أو دفنها؟

سيناريوهات صدمة القدس.. إخراج المفاوضات من غرفة الإنعاش أو دفنها؟

تقريبًا عند منتصف الليلة الأربعاء على الخميس، سيعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره، الذي تبلغت به يوم أمس الدول العربية المعنية مباشرة بموضوع نقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي جرى تحذير الإدارة الأمريكية من تبعاته الفورية بالغضب الشعبي والسياسي، ومن تأثيراته السلبية على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والحلول النهائية التي كان ترامب تعهد بإنجازها، وأوكل صهره ومستشاره جاريد كوشنر بترتيب صفقتها النهائية؛ التي قيل إنها ستكون مختلفة تمامًا عن كل ما طرح طوال العقود الماضية.

سيناريوهات التصعيد

موضوع تأخير خطاب ترامب إلى منتصف الليل، بالتوقيتات الشرق الأوسطية، هو على الأرجح ترتيبات عادية أكثر منها لتجنّب ردود الفعل الشعبية الغاضبة/ الفلسطينية والعربية، والتي تعرفها واشنطن وتتحسب لها بتبليغ مواطنيها في القدس بالحذر.

وقد يتعمم هذا التحذير اليوم أو غدًا على مواطنيها الموجودين في الأردن ومصر وتركيا وبعض الدول الإسلامية الأخرى، التي أصبح معروفًا أنها ستشهد مظاهرات ومسيرات يصعب التكهن بمدى السيطرة عليها، حتى لا تتحول إلى موجة من العنف السياسي، وربما الديني الذي حذّر منه عدة زعماء عرب يوم أمس.

في فلسطين المحتلة جرى -أيضًا- رفع جاهزية جيش الاحتلال استعدادًا لما وصف بأنه سيناريو التصعيد، لكن التقديرات الأمنية التي أعلنت عنها حكومة بنيامين نتنياهو أمس في الكنيست تقول، إنه "لا توجد معلومات دقيقة تفيد بأن رد الفعل سيكون عنيفًا". وهو الرأي نفسه الذي ذهب إليه رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين الذي زعم أن "الفلسطينيين والعرب والأتراك يهددون بمسدس فارغ" لأنهم كلهم مشغولون بقضايا أخرى غير موضوع القدس.

الأزمة الجديدة 

خارج النصوص التي يمكن أن تكون غامضة نسبيًا، فإن الجديد الذي سيعلنه ترامب اليوم هو قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مشيرًا إلى أن هذا القرار قديم  أصدره الكونغرس عام 1995، وأن كل الرؤساء السابقين دأبوا على تأجيل تنفيذه مرة كل ستة أشهر، وفق قناعات بأن تنفيذه يعني الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن ذلك يتقاطع إجرائيًا ومعنويًا وسياسيًا مع قرارات الأمم المتحدة، ومع الالتزامات بتأجيل موضوع القدس إلى نهاية مفاوضات السلام.

وفي حديث مع مجلة "بوليتكو" الأمريكية يوم أمس أوضح "مسؤول كبير" في البيت الأبيض ثلاث نقاط رئيسة يمكن أن تكون جزءًا من خطاب ترامب مساء اليوم.

- الأولى، أنه يعرف أن وضع القدس شديد الحساسية، وهو ما سمعه يوم أمس من كل القادة العرب الذين أتصل بهم.

- والثانية، أن تأجيل قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لم يحقق طوال السنوات الماضية، الأهدافَ التي كان يراد منها عدم عرقلة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتسهيل الوصول إلى حل نهائي، وقد حان الوقت للتعامل مع الأشياء فوق الطاولة وليس تحتها.

- والثالثة، أن اسرائيل تعلن وتتصرف على أساس أن القدس عاصمتها، إذ إن فيها الكنيست ومقر الحكومة والمحكمة العليا والبنك المركزي؛ ما يعني، حسب مسؤول البيت الأبيض، أن ما سيعلنه ترامب اليوم هو من قبيل "الإقرار بالواقع".

القدس الشرقية والغربية

ما لم يقله البيت الأبيض في مؤتمر صحفي جرى تخصيصه لموضوع قرار ترامب بشأن القدس، قالته اليوم صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحية رئيسة حذرّت فيها من أن يكون قرار السفارة خارج نطاق حلّ شامل أو "صفقة متكاملة" حسب التعابير التجارية التي يهواها ترامب.

طرحت نيويورك تايمز، ومثلها صحيفة الغارديان البريطانية احتمال أن يُضّمن ترامب خطابه اليوم نقطتين:

- الأولى، أن نقل السفارة الأمريكية سيكون إلى "القدس الغربية" وليس إلى القدس الشرقية التي تنص قرارات مجلس الأمن واتفاقية أوسلو على أنها محتلة؛ يتوجب على إسرائيل أن تنسحب منها.

- والثانية، أنه (ترامب) لا يمانع بحلّ الدولتين إذا اتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون؛ ما يعني أن القدس الشرقية يمكن أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية.

روسيا اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل

وتقول نيويورك تايمز، إن ترامب أو ناطقه الصحفي يمكن أن يقول للصحفيين: إن روسيا سبقت الولايات المتحدة بإجراءات الاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل، وقد حصل ذلك قبل أكثر من سنة.

وكذلك، إن للولايات المتحدة قنصلية في القدس الغربية كان يمكن أن تكون هي السفارة ودون ضجة، لولا أن قرار ترامب بتنفيذ نقل السفارة (ولو بعد أشهر)، يراد منه أن يكون "صدمة" تحريكية للمفاوضات.

وبمثل هذه القناعة تحدث  مستشار ترامب للأمن القومي أتش آر مكماستر الذي نسبت له بلومبيرغ ، اليوم، أن قرار  نقل السفارة "سيعطي لجهود السلام دفعة جديدة".

إحياء المفاوضات أو قتلها

صحيفة الغارديان البريطانية عنونت تقريرها اليوم بأن "نصائح جاريد كوشنر لترامب بنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هي وصفة أقرب لقتل مفاوضات السلام المسجّاة في غرفة الإنعاش.

ولم تكن صحيفة الغارديان وحدها التي رأت في إعلان ترامب اليوم، صدمة سلبية وليس إيجابية. مثلها في هذه الرؤية تحدثت نيوزويك الأمريكية، والأهم من ذلك صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي جعلت عنوانها الرئيس يقول: "ترامب يجلب للقدس.. ليس السلام وإنما فيض الدماء".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com