"مناسف" بنكهة سياسية تطفئ نار أزمة بين الحكومة والنواب في الأردن
"مناسف" بنكهة سياسية تطفئ نار أزمة بين الحكومة والنواب في الأردن"مناسف" بنكهة سياسية تطفئ نار أزمة بين الحكومة والنواب في الأردن

"مناسف" بنكهة سياسية تطفئ نار أزمة بين الحكومة والنواب في الأردن

وسط حالة احتقان سياسي وشعبي، يعيشها الأردن منذ أيام، على خلفية رفع الحكومة للأسعار، جاءت مأدبة غداء، أقامها وزير الدولة الأردني لشؤون رئاسة الوزراء ممدوح العبادي، وحضرها كبار المسؤولين، بمن فيهم رئيس الحكومة ورئيس وأعضاء مجلس النواب؛ لتكون ما يمكن وصفه بـ "الوصفة السحرية"، التي نزعت فتيل الأزمة بين الحكومة والنواب، من خلال التوصل إلى تفاهمات؛ لإنهاء الخلاف.

وأقدمت الحكومة على رفع أسعار المحروقات والكهرباء، اعتبارًا من مطلع الشهر الجاري، في حين تتوجه إلى رفع الدعم عن الخبز، وإلغاء إعفاءات ضريبة المبيعات؛ الأمر الذي أثار غضبًا في مجلس النواب، يوم الأحد، تجلى في مذكرات؛ لمقاطعة مناقشات قانون الموازنة، وحتى طرح الثقة في الحكومة.

لكن مأدبة الغداء التي أقامها العبادي في منزله، أمس الإثنين، تمخضت عن "تفاهمات"؛ لإنهاء الخلاف الحكومي النيابي.

وحضر المأدبة رئيس الوزراء هاني الملقي، ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، إضافة إلى أعضاء المكتب الدائم، ورؤساء اللجان النيابية والكتل، والذين انتقلوا جميعهم فور الانتهاء من الغداء، من منزل العبادي إلى مقر البرلمان، حيث عقدوا اجتماعًا، أعلن الطراونة خلاله ما جرى التوصل إليه من "تفاهمات".

ماذا تضمنت التفاهمات؟

وتضمنت تلك "التفاهمات"، أن "يُعهد إلى اللجنة المالية النيابية، وضع أسس توزيع الدعم المباشر للسلع والشرائح التي تستفيد منه، والتي عكست بالموازنة، تحت بند شبكة الأمان الاجتماعي، وقيمتها 171 مليون دينار".

واتفق المجتمعون أيضًا على "صرف مبلغ دينارين شهريًا، لكل عائلة تتلقى معونة وطنية؛ بدل دعم للكاز، والذي تم رفعه قبل أيام، وذلك طيلة فصل الشتاء، والاستمرار في الإعفاء من رسوم الشقق، التي تقل مساحتها عن 150 مترًا مربعًا".

وفي ما يتعلق برفع تعرفة الكهرباء بمقدار 4 فلسات لكل كيلو واط، تفاهم النواب مع الحكومة على "إعفاء شريحة المستهلكين التي تقل عن 160 كيلو واط بالشهر من الرفع"، بحسب صحيفة "الغد".

اعتراض رغم التفاهمات

لكن تلك التفاهمات يبدو أنها لم تنه حالة الاحتقان تمامًا في البرلمان، حيث رفضت كتلة الإصلاح النيابية الاعتراف بما تم التفاهم بشأنه، داعية إلى توقيع مذكرة؛ لطرح الثقة في الحكومة.

وأكدت الكتلة في بيان، أنها "ترفض التفاهمات التي جرت بين الحكومة وبعض النواب، بخصوص المذكرة النيابية بتعليق نقاش مشروع قانون الموازنة العامة، إلى حين تراجع الحكومة عن قراراتها، بزيادة أسعار الكهرباء والمحروقات والخبز".

وأشار البيان إلى، أن "الكتلة فوجئت بعقد هذه الاجتماعات، التي لم تدع لها، ولم تعلم عنها إلا عبر وسائل الإعلام".

وأكدت كتلة الإصلاح، أنها "مصرة وثابتة على الموقف النيابي، الرافض لقرار الحكومة رفع أسعار المحروقات والكهرباء، وأنها ماضية في تمثيل نبض الشارع الأردني، الرافض لكل الزيادات التي تقترحها الحكومة في مشروع الموازنة العامة على الضرائب، وأي زيادة على أسعار الخبز".

وطالب البيان "النواب الذين وقعوا مذكرة تعليق نقاش الموازنة العامة، بأن يحولوا هذه المذكرة إلى مذكرة طرح الثقة في الحكومة".

استنكار وسخرية

وأثارت مأدبة العبادي، استنكارًا وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن مصدرًا نيابيًا أكد في وقت سابق، أن "موعد الوليمة حُدد الأسبوع الماضي، عقب إعادة تشكيل اللجان، ولا علاقة له بما جرى بين النواب والحكومة، على خلفية رفع أسعار الكهرباء والمشتقات النفطية".

وكتب البرلماني معتز أبو رمان، على حسابه في "فيسبوك"، معلقًا على مأدبة الغداء: "اللي بده يأكل منسف، ما كان في داعي من البدايه يتفلسف!!".

وأضاف أبو رمان، في تدوينة أخرى: "ما هكذا تورد الإبل يا حكومة! .. القضايا الوطنيه، تناقش فقط تحت القبة وأمام الملأ وفي اللجان المختصة".

من جانبها، كتبت الناشطة ديما علم فراج، على حسابها في "تويتر"، قائلة: "هم راح ياكلوا منسف، ونحن راح نأكل هوا بعد هالجمعة".

وكان موقع "خبرني" المحلي، نقل عن مصادر نيابية، قولها، إن "وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور ممدوح العبادي،  طلب الأسبوع الماضي من مجموعة نواب، القدوم إلى منزله؛ لتناول طعام الغداء، إلا أن الأحداث التي شهدها المجلس، جعلت عددًا من النواب يقدمون اعتذارهم عن الحضور".

وأشارت المصادر، إلى أن "العبادي معروف بعلاقته الطيبة مع النواب، كونه نائبًا سابقًا، وتربطه علاقة قوية بعدد كبير من النواب، وهذا أبرز أسباب استقطابه لحكومة هاني الملقي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com