عقب "مصافحة أبيذجان".. توقعات بعودة الزيارات الحكومية بين الجزائر والمغرب
عقب "مصافحة أبيذجان".. توقعات بعودة الزيارات الحكومية بين الجزائر والمغربعقب "مصافحة أبيذجان".. توقعات بعودة الزيارات الحكومية بين الجزائر والمغرب

عقب "مصافحة أبيذجان".. توقعات بعودة الزيارات الحكومية بين الجزائر والمغرب

رأى رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بجنيف، في مصافحة رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى للعاهل المغربي محمد السادس؛ "توجّهًا لضبط الخطاب الرسمي والإعلامي في الدولتين، في ضوء المستجدات التي شهدتها العلاقات الثنائية، خلال الأسابيع الماضية".

وقال الدكتور حسني عبيدي في تصريحات لـــ"إرم نيوز"، من مكتبه بجنيف السويسرية: "إنّ خطوة رئيس الحكومة الجزائرية،  من شأنها التكريس لمستوى مقبولٍ من علاقات سياسية، ينبغي أن يسودها على الأقل الاحترام والثقة، بعد أزمة تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، وما أعقبها من تداعيات، وصلت إلى مقاضاته أمام المحاكم الفرنسية".

وتابع عبيدي، وهو أكاديمي جزائري بارز، في تخصص الدراسات الأورومتوسطية وقضايا الشرق الأوسط، أنّ صناع القرار في البلدين الجارين، مُدركون لخطورة الانزلاق إلى خط الأزمة، التي تُكرّس لتباعدٍ ستكون فاتورته غاليةً جدًّا، ومُكلّفة لجميع الأطراف.

ويعتقد رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بجنيف، أنّ اللقاء الذي تمّ بين مسؤولي البلدين، في الدورة الــ5 لقمة رؤساء حكومات وقادة دول قارتي أفريقيا وأوروبا بأبيذجان، "مؤشر إيجابي في هذه الظرفية السياسية والإقليمية، وأهميته ترتكز على طبيعة المنصب، الذي يشغله أحمد أويحيى في الجزائر، وهو رئيس حكومة، يملك هامشًا كبيرًا من الحركة داخليًّا وخارجيًّا".

وشدّد حسن عبيدي، أنّ القارة السمراء، تُشكّل أولويةً تاريخية لسياسة الجزائر الخارجية، انطلاقًا من العلاقات الدبلوماسية المبنية على أساس التضامن، بين حركات التحرّر في أفريقيا والعالم العربي، مبرزًا كذلك سعي المغرب لجعلها منطقة نفوذٍ وتنافس على الريادة الإقليمية.

وأوضح المتحدث، أنّ "قيادتي البلدين، مُلزمتان بحماية مصالحهما المشتركة، المتمثلة في التنسيق الثنائي؛ لمواجهة التحديات الأمنية والاضطرابات الخطيرة، وتنشيط زيارات الوفود الحكومية في الاتجاهين؛ لتجاوز البرودة التي يشهدها محور الجزائر-الرباط منذ فترة".

وشهدت علاقة الجارين تدهورًا، في أعقاب اتهامات خطيرة، وجّهها الوزير مساهل للرباط، بشأن توظيف "أموال الحشيش"، ونقلها على متن الخطوط الجوية المغربية، لبلدان أفريقية، على حد تعبيره.

وقوبلت تصريحات وزير الخارجية الجزائري-خلال مؤتمر اقتصادي، تناول راهن الاستثمارات في أفريقيا- بانتقادات مغربية حادة، ودفعت بالرباط إلى سحب سفيرها من الجزائر، حسن عبد الخالق، لأكثرمن شهر، قبل إعادته لمنصبه بداية الشهر الجاري.

وأشار رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، في تصريحات صحافية، السبت، إلى أنّ رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة،  والعاهل المغربي محمد السادس، كانا قد اتفقا في السابق، على تنشيط الزيارات بين بلديهما.

لكنّ ذلك لم يحدث منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013، حين اقتحم محتجون مغاربة مبنى القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء، وقاموا بإنزال العلم الجزائري، ما خلّف وقتها استياءً شعبيًّا ورسميًّا في الجزائر، التي استدعت سفيرها بالرباط، وأقدمت على تخفيض تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال فقط.

وتشهد العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، خلافات عميقة؛ بسبب تعارض الموقف من قضية الصحراء الغربية من جهة، والتنافس على ريادة المغرب العربي والقارة السمراء من جهة أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com