هجوم "داعش" في العراق يتيح للأكراد قضم مناطق متنازع عليها
هجوم "داعش" في العراق يتيح للأكراد قضم مناطق متنازع عليهاهجوم "داعش" في العراق يتيح للأكراد قضم مناطق متنازع عليها

هجوم "داعش" في العراق يتيح للأكراد قضم مناطق متنازع عليها

أربيل - الهجوم الذي يشنه المتمردون يعطي فرصة لأكراد العراق للاستحواذ على أراض إضافية، إلا انه يمثل في الوقت ذاته خطرا جسيما على امن الإقليم الذي يتمتع باستقرار أمني نسبيا.



يمنح هجوم مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراقوالشام" أكراد العراق فرصة قضم مناطق متنازع عليها مع بغداد أبرزها كركوك التي سيطروا عليها الخميس، وذلك من خلال نشر قوات في مناطق يغادرها الجيش.

وفرض تنظيم "داعش"، اقوى المجموعات الجهادية المسلحة في العراق وسوريا، سيطرته على معظم انحاء محافظة نينوى الشمالية ومناطق من محافظتي صلاح الدين وكركوك واجزاء من محافظة ديالى في هجوم واسع النطاق بدأ مساء الاثنين.

وتضم المحافظات الأربع مناطق متنازع عليها بين حكومة بغداد الاتحادية وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، ورغم أن لهذه المحافظات حدودا إدارية خاصة، لكنها لا تزال مرتبطة ماليا وإداريا ببغداد.

وأخلت القوات العراقية مواقعها في العديد من مناطق هذه المحافظات وسمحت لقوات البشمركة الكردية بالتحرك واتخاذ مواقع دفاعية في هذه المناطق، واضعة إياها في موقع الريادة في غالبية مناطق الشمال.

وفي حدث تاريخي استثنائي، سيطرت القوات الكردية للمرة الاولى الخميس على مركز مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الذي يعتبر قلب المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد.

وقال العميد شيركو رؤوف قائد قوات البشمركة في كركوك "لقد شددنا من سيطرتنا على مدينة كركوك، ونحن بانتظار الأوامر بالاتجاه نحو المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش".

بدوره، قال محافظ كركوك نجم الدين كريم إن قوات البشمركة "تملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات العراقية من مواقعها في المحافظة".

وأضاف كريم أن "قوات الجيش لم تعد متواجدة، كما حدث في الموصل وصلاح الدين"، في اشارة الى المحافظتين اللتين سقطت عاصمتاهما بيد "داعش" خلال اليومين الماضيين.

ورأى جون دريك المحلل الأمني الذي يعمل مع مجموعة "اي كي اي" الاستشارية البريطانية ان "الازمة الحالية قد تصب في صالح الأكراد، بمعنى أنها ستسمح لهم بالسيطرة على مناطق أكثر في البلاد".

وأضاف أن "الإقليم قد ينتهي بكسب سيطرة أكثر على مناطق متنازع عليها مع بغداد من خلال تعزيز قواته حول مناطق حساسة مثل كركوك وطوزخرماتو".

ونبه إلى أن الإقليم الكردي "قد لا يواجه نفس التحديات التي كان يواجهها في السابق مع بغداد، كون السلطة الاتحادية الآن في موقع ضعيف جدا لفعل أي شي تجاه هذه المواقع".

ولم تؤد قوات الأمن العراقية مهامها بشكل جيد وقامت بترك مركباتها وزيها العسكري ومواقعهم للمسلحين.

وفيما ينظر إلى القوات الكردية بصورة عامة على أنها أكثر قدرة ومدربة بشكل جيد، وأكثر انضباطا، فانه من المحتمل أن تؤدي عملها ضد المتمردين بشكل أفضل من ذلك الذي ظهر عليه الجيش العراقي.

وقال اسوس هاردي وهو صحافي ومحلل يتخذ من السليمانية في اقليم كردستان مقرا له ان "تحرك القوات الكردية باتجاه المواقع التي اخلاها الجيش العراقي يعطيها سيطرة اكبر على المناطق المتنازع عليها".

واضاف "لكن ماذا يحصل بعد ذلك، هذا هو الخطر، وهذه هي المشكلة"، مشيرا الى ان "القوات الكردية قد تنجر الى خوض معارك ضارية".

وظهرت بالفعل هذه المخاطر عندما انفجرت عبوة ناسفة على موكب وزير البشمركة جعفر الشيخ مصطفى في طريق عودته من تفقد القطاعات الكردية في محافظة كركوك اليوم.

وكان القادة الاكراد يطالبون بشكل مستمر بسحب الجيش العراقي من محافظة كركوك علما ان الجيش كان يتواجد خارج مدينتها، وعارضوا تشكيل قيادة عسكرية اتحادية لهذه المحافظة الغنية بالنفط.

وعلى الرغم من ان الهجوم الذي يشنه المتمردون يعطي فرصة لأكراد العراق للاستحواذ على أراض إضافية، إلا انه يمثل في الوقت ذاته خطرا جسيما على امن الإقليم الذي يتمتع باستقرار أمني نسبيا.

وقال دريك بهذا الصدد أن "حقيقة أن يرسخ تنظيم إسلامي وجودا له على الأبواب (كردستان)، فان هذا الآمر سيكون مصدر قلق رئيسي للمستثمرين (في الإقليم) وللسكان المحليين على حد سواء".

ورأى هاردي انه إذا ما نجح المتمردون في السيطرة على المناطق السنية في شمال البلاد "فان ذلك سيقسم العراق، إلى ثلاثة أجزاء، وقد يجر كل المكونات نحو نزاعات إضافية".

وأضاف "إنه وضع خطير جدا، ليس للأكراد فحسب، إنما لكل العراق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com