هل تصبح قرية "حضر" الدرزية ذريعة للتدخل الإسرائيلي في الحرب السورية؟
هل تصبح قرية "حضر" الدرزية ذريعة للتدخل الإسرائيلي في الحرب السورية؟هل تصبح قرية "حضر" الدرزية ذريعة للتدخل الإسرائيلي في الحرب السورية؟

هل تصبح قرية "حضر" الدرزية ذريعة للتدخل الإسرائيلي في الحرب السورية؟

أثار إعلان الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه على استعداد لمنع احتلال قرية "حضر" الدرزية، إحدى قرى جبل الشيخ، في القسم السوري من مرتفعات الجولان، علامات استفهام بشأن الطريقة التي سيعمل بها من أجل منع سقوط القرية بأيدي القوى المتنازعة حولها، أي القوات السورية وحزب الله من جانب، وتنظيمات المعارضة السورية من جانب آخر.

وتفيد تقارير إعلامية إسرائيلية، أن رئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، وجه بتعزيز قوات الجيش على الحدود السورية – الإسرائيلية في هضبة الجولان، عقب تطورات تشهدها الساحة السورية، واندلاع معارك عنيفة بين الجيش السوري وحزب الله، وبين قوى معارضة حول القرية الدرزية.

وتشير التقارير إلى أن المعارك في محيط تلك القرية، أدت إلى إصابة مستوطن إسرائيلي بقرية "مجدل شمس"، الواقعة بالقسم المحتل من الجولان، جراء سقوط قذيفة من الجانب الآخر، فيما تسبب تفجير سيارة ملغومة في مقتل 9 أشخاص على الأقل، وإصابة 23 في قرية "حضر" نفسها.

منع احتلال قرية حضر

وعقد رئيس الأركان الإسرائيلي غادي أيزنكوت، اليوم الجمعة، اجتماعًا بقائد الجبهة الشمالية يوئيل ستريك، وعدداً من القادة العسكريين بالجيش الإسرائيلي؛ وذلك لتقييم الموقف، وتبادل الأفكار والمشاورات بشأن تطورات الأوضاع على الأرض وكيفية مواجهتها.

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانيليس، أن سقوط القذيفة جاء نتيجة للمعارك في الجانب الآخر من هضبة الجولان، وأن الساعات الأخيرة شهدت اشتعال هذه المعارك في منطقة قرية "حضر" الدرزية.

وأضاف أن الجيش يراقب عن كثب التطورات الميدانية، منوهًا إلى أن الجيش "يتحلى باليقظة إزاء التطورات، ومستعد لمساعدة مواطني القرية ، ومنع المساس بهم أو احتلالها، من منطلق التزامه تجاه السكان الدروز".

تساؤلات

واستغرب مراقبون إسرائيليون بيان الناطق باسم الجيش، في وقت تتمسك فيه المؤسسة العسكرية بتأكيدها على أنها لا تتدخل في الحرب السورية، ولا تدعم أي طرف على حساب الطرف الآخر، وقالوا أن إعلان الناطق بأن الجيش مستعد لمنع احتلال القرية الدرزية، أمر يحتاج تفسير.

ونقل موقع "ديبكا" الإسرائيلي عن مراقبين، أن هناك تساؤلات تحتاج إلى إجابة، ومن ذلك كيف سيمنع الجيش الإسرائيلي احتلال القرية السورية، وبأي قوات سيعمل هناك؟، فضلاً عن ذلك، ما هي القوى التي سيعمل الجيش الإسرائيلي على منعها من احتلال "حضر"؟.

وبدأت ملامح مسألة إمكانية التدخل الإسرائيلي لصالح الدروز في سوريا تتضح منذُ شهر حزيران/ يونيو من عام 2015، عقب مقتل 20 درزيًا على أيدي تنظيمات متطرفة؛ ما تسبب في اندلاع تظاهرات داخل إسرائيل، قادها أبناء الطائفة الدرزية بالدولة العبرية، والبالغ عددهم قرابة 130 ألف نسمة.

وسادت حالة من الغضب في الشارع الدرزي في إسرائيل، وسط دعوات للحكومة بالتدخل لإنقاذ دروز سوريا، وتأكيدات بأن الدروز في إسرائيل  لن يلتزموا الصمت على تعرض أشقائهم في سوريا للقتل.

التزام إسرائيلي

ولم يستبعد رئيس الأركان الإسرائيلي إمكانية التدخل لحماية الدروز السوريين، في حال تغيرت الاستراتيجية المتبعة من جانب المستوى السياسي، بشأن عدم التدخل في الحرب السورية.

حيثُ نسبت له تصريحات في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2016، أكد خلالها أن السياسة العامة تقوم على عدم التدخل المباشر في مجريات الحرب، وأن خطرًا مباشرًا يهدد وجود الدروز، قد يتطلب تدخلًا عسكريًا هو الأول من نوعه لحمايتهم، ولا سيما في القرى والبلدات القريبة من الحدود الإسرائيلية.

ونوه أيزنكوت وقتها، أن إسرائيل في كل الأحوال ملتزمة تجاه أمن الطائفة الدرزية،  كما أنها- إسرائيل- تعمل بناءً على اعتبارات أمنية في هذا الصدد، بحسب تعبيره.

ذريعة للتدخل

وكان المحلل العسكري بالقناة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، قد تحدث عن اهتمام كبير بقرية "حضر" الدرزية، وقدر أن إسرائيل تخشى أن تنجح تنظيمات المعارضة في السيطرة عليها، واحتمال إقدامهم على ارتكاب مذابح فيها ضد الدروز.

ولفت المحلل إلى أن ما يعني إسرائيل هو مصير قرية "حضر"، حيث أن الدروز في الجليل والجولان والكرمل يتضامنون مع أشقائهم في الجانب السوري من الجولان، وبخاصة في قرية "حضر"، ونظموا العديد من التظاهرات قبل ذلك ضد تهديدات وجهتها "جبهة النصرة" وغيرها إليهم بالطرد والقتل.

وأشار دافيد وقتها، إلى أنه في حال تم بث مشاهد قتل وترويع بحق الدروز في "حضر"، لن يبقى أمام إسرائيل سوى التحول إلى طرف رئيسي في الحرب السورية، وفضلاً عن ذلك، سوف يتسبب هذا الأمر في ثورة درزية داخل إسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com