معهد واشنطن: هل تعتبر أحداث الضاحية الجنوبية بداية ثورة ضد حزب الله؟
معهد واشنطن: هل تعتبر أحداث الضاحية الجنوبية بداية ثورة ضد حزب الله؟معهد واشنطن: هل تعتبر أحداث الضاحية الجنوبية بداية ثورة ضد حزب الله؟

معهد واشنطن: هل تعتبر أحداث الضاحية الجنوبية بداية ثورة ضد حزب الله؟

لم يكن الأربعاء الماضي يومًا عاديًا في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، المنطقة التي تحوي أكبر قاعدة شعبية للحزب في لبنان.

 إذ امتلأت الشوارع بالمحتجين، الذين قطع بعضهم الطرقات وأشعلوا إطارات السيارات، فيما تحدث كثيرون لوسائل الإعلام مطلقين السباب والشتائم ضد "حزب الله" وقياداته بمن فيهم حسن نصر الله، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها زعيم الحزب للشتائم علنًا من قبل الموالين له، بعد مداهمة الشرطة اللبنانية لمحلاتهم المقامة بطريقة غير قانونية، وإغلاقها رغم أنها كانت دوما تحت حماية حزب الله.

إزاء ذلك، تساءل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، عن ما إذا كانت أحداث الشغب التي اندلعت الأسبوع الماضي في الضاحية، بداية ثورة ضد الحزب؟، داعيًا الدول الغربية إلى استغلال ذلك الوضع.

وفي تقرير حول الأحداث كتبته الباحثة في المعهد الأمريكي حنين غدار، أشارت فيه إلى "قيام عدد من أصحاب المحلات الشيعة، بشتم حزب الله، والتلفظ بكلام بذيء ضد أمين عام الحزب حسن نصرالله أمام الكاميرات بطريقة غير مسبوقة".

وقالت الكاتبة اللبنانية الشيعية في البحث الذي نشره المعهد الاثنين، إنها "المرة الأولى التي تقوم بها الشرطة بمداهمة تلك المحلات، وتجريفها منذ سنين طويلة، على أساس أنها كانت دوما تحت حماية حزب الله"، معتبرة أن "سكوت الحزب يعني مشاركته في هذه الحملة".

ورأت غدار أن "هذه الأحداث تبدو كأنها بداية ثورة ضد الحزب، وهي في الحقيقة ليست مصادفة؛ لأن الحرب في سوريا أدت إلى تغيير كبير في النظرة للحزب خاصة من قبل الشيعة في لبنان، بعد تزايد الهوة بين الفقير والغني في الضاحية الجنوبية."

وأضافت أن "السبب الآخر هو أن الشيعة الفقراء هم الذين يزودون الحزب بالمقاتلين، في حين أن الطبقة العليا والوسطى والضواحي الغنية نسبيًا، هي المستفيدة من الحرب."

سخط وخيبة

ووفقا للكاتبة فإن "أحداث الأسبوع الماضي عكست سخط وخيبة أمل الفقراء الشيعة، إزاء ثراء عناصر حزب الله؛ الذين أصبحوا يقيمون في شقق فخمة، ويقودون سيارات فارهة، ويرسلون أولادهم إلى مدارس وجامعات خاصة باهظة التكاليف."

وأشارت إلى أن "حزب الله نجح في السابق في احتواء نقمة الفقراء الشيعة، نظرًا لما يوفره من الحماية والأمن، لأصحاب المحلات غير القانونية، وغيرهم من التجار الصغار".

وتساءلت غدار بقولها "لماذا قرر الحزب وقف هذه الحماية فجأة، ولم يتدخل في منع الشرطة من مداهمة حي السلم الأسبوع الماضي"، لافتة إلى أن "مصادر في الضاحية تؤكد أن حزب الله لم يسمح بالمداهمة فحسب، بل إنه هو الذي طلب من السلطات مداهمة المحلات، في إطار خطة شاملة للحزب تحت اسم ضاحيتي، التي أطلقت في شهر أيلول الماضي بهدف تجميل الضاحية، وتوفير الراحة للسكان كما أعلن الحزب."

وأوضحت أن "الهدف الحقيقي للحزب هو بالطبع ليس راحة السكان؛ لأن معظمهم يعتبرون الخطة  وسيلة لمواجهة التحديات التي تضر بسمعة الحزب، خاصة تفشي الجريمة بما فيها تهريب المخدرات والدعارة منذ عام 2011، عندما اندلعت الحرب السورية، في الوقت الذي دفع فيه الحزب بمعظم اللبنانيين إلى جحيم الحروب ضد إسرائيل."

دعوة للغرب

وحسب الكاتبة فإن "الشيعة في لبنان باتوا مقتنعين بأن مشروع ضاحيتي، ليس لراحتهم بل يهدف إلى جذب المستثمرين وتحقيق مزيد من الأرباح والمكاسب للحزب، في الوقت الذي تزداد فيه الهوة بين مسؤولي الحزب والأسر الشيعية التي تقدم الشهداء."

وأعربت عن اعتقادها بأنه "في نهاية الأمر سيتخذ الوضع واحدًا من سيناريوهين، إما أن يقوم الحزب باحتواء الغضب والنقمة ضده بالقوة، أو أن الغضب سيتطور إلى مزيد من التوتر، ومن ثم مواجهات مع الطبقات الغنية وعناصر الحزب".

ونوهت إلى أنه "من الواضح أن الشيعة الفقراء باتوا يدركون أن الأيديولوجية والانتصارات التي يتحدث عنها الحزب، لن توفر لهم الطعام لذلك فإن همهم الأول والأخير هو البحث عن بديل اقتصادي."

وأنهت غدار تقريرها قائلة "إذا كان حزب الله غير قادر على توفير هذا البديل، فإنهم سيبحثون عن مصدر آخر، ففي هذا الإطار ينبغي على الدول الغربية أن تتحرك، عليها أن تتحول إلى إستراتيجية بعيدة المدى، تقوم على تنفيذ برامج اقتصادية فعالة؛ لتوفير الاحتياجات الأساسية لشيعة لبنان، من خلال العمل مع القطاع الخاص اللبناني والمنظمات الدولية مثل: البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومن المؤكد أن هذه البرامج سيكون لها ثمارها السياسية لاحقا."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com