الحشد السني في العراق يواجه داعش بالعصي لإضفاء صبغة وطنية على مليشيات الحشد الشعبي
الحشد السني في العراق يواجه داعش بالعصي لإضفاء صبغة وطنية على مليشيات الحشد الشعبيالحشد السني في العراق يواجه داعش بالعصي لإضفاء صبغة وطنية على مليشيات الحشد الشعبي

الحشد السني في العراق يواجه داعش بالعصي لإضفاء صبغة وطنية على مليشيات الحشد الشعبي

يسعى قادة الحشد الشعبي لتحقيق توازن "شكلي" داخل مؤسسة الحشد عبر زج مقاتلين سنة ومسيحيين للمشاركة في المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش، كي لا يظهر الحشد كقوات شيعية تقاتل على أساس ديني وطائفي.

ورغم أن فتوى تشكيل الحشد الشعبي تحدثت عن متطوعين ضمن صفوف الجيش العراقي والشرطة المحلية، إلا أن تلك الفصائل المسلحة استغلت وجود تنظيم داعش لتحقق مكاسب مالية وزادت من قوتها وأعدادها.

ووجد قادة الحشد أنفسهم أمام أعداد هائلة من المقاتلين الشيعة الذين يسعى أغلبهم لتحصيل المال بسبب الفقر المدقع الذي يخيم على المحافظات الجنوبية، وهذا ما سيجعلهم يواجهون اتهامات بأن الحشد الشعبي فقط للطائفة الشيعية، فسعوا إلى تشكيل فصائل سنية مسلحة في عدة محافظات وإشراكها " شكليًا" في المعارك ضد تنظيم داعش.

ورغم أن المؤسسات في العراق تخضع للتوازن الطائفي بين السنة والشيعة إلا أن الحشد الشعبي كان تحت سطوة القيادات الشيعية فقط، دون إشراك أي من المكون السني، حيث يتزعم هيئة الحشد فالح الفياض وهو من حزب الدعوة، ونائبه أبو مهدي المهندس أحد رجال إيران في العراق، فضلاً عن باقي القياديين في الحشد كهادي العامري وقادة الفصائل الأخرى.

وبحسب رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض فإن عدد مقاتلي الحشد بلغ أكثر من 140 عنصرًا" أما الحشد العشائري المنتشر في نينوى وصلاح الدين والأنبار فيشكل أقل من 30 ألف عنصر، وهو ما يكشف حقيقة أن تلك الحشود العشائرية هي "ديكور" فقط لإضفاء صبغة على تلك القوات الرديفة للقوات المسلحة.

ورغم أن كل المناطق التي اجتاحها داعش كانت سنية وبعضها مسيحية إلا أن دور المقاتلين السنة كان هامشيًا في تلك المعارك ولم يسمح لأغلبهم بالمشاركة إلا على نطاق ضيق، واتبع العبادي أسلوب "جلب المقاتلين" والزج بهم في تلك المناطق الوعرة كالأنبار وصلاح الدين، حيث تنتشر كتائب "عصائب أهل الحق" في تكريت وجرف الصخر وفيلق بدر في ديالى والنجباء في نينوى وغيرها.

وعلى سبيل المثال يقاتل الآن في الأنبار نحو 17 ألف عنصر من القوات العراقية والحشد الشعبي، بينهم 3 آلاف فقط من الحشد العشائري وأهل الأنبار، رغم أن الحشود في المحافظة هي أقوى الحشود السنية .

واعتبر الشيخ رافع الفهداوي، أحد قادة الحشد العشائري أن الإهمال والتمييز الذي يتعرضون له ترك فجوة كبيرة لم يعد بمقدور الحكومة المحلية والمركزية السيطرة عليها في الوقت الحاضر.

وأضاف في حديث له أصبح الفساد مستشريًا داخل منظومة الحشد العشائري، فهنالك نحو 50% منهم فضائيون، بسبب غياب الرقابة على هذه التشكيلات.

سياسة عدم ثقة والتسلح بالعصي

ولم يكن لتلك الفصائل الدور الكبير كما هو حال وحدات الحشد الشعبي التي تنتشر الآن في أغلب المدن المحررة من سيطرة داعش، وهو ما يعكس سياسة عدم الثقة من قبل الحكومة العراقية بالقوات السنية التي رغم ولائها إلا أنها تبقى بدور هامشي، بل طالب بعض قيادات الحشد الشعبي بإنهاء دورها.

وتعاني وحدات الحشد العشائري من انعدام السلاح والعجلات والدعم الفني واللوجستي، مقارنة بالحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران، وهذا ما يعطي لهم مسوّغًا للانتشار في المناطق المحررة وبسط السيطرة عليها. بحسب مراقبين.

وفي ديالى قال الشيخ نجم عبدالله الجبوري أحد قادة الحشد العشائري إنه ليست هناك جديّة من قبل الحكومة العراقية في تسليحنا، على الرغم من سيطرة مقاتلينا على مناطق مهمة على الأرض.

ويضيف الجبوري أن عدد المقاتلين في فوج "نداء ديالى"  430 مقاتلاً يستلم 160 منهم الرواتب فقط، والآخرون بلا رواتب.

وبحسب عضو مجلس ديالى عبد الخالق العزاوي فإن مقاتلين من الحشد العشائري السني يحملون العصيّ في سواتر ساخنة في ناحية العظيم لمواجهة داعش الذي يتمتع بترسانة عسكرية متطورة وأسلحة متوسطة وخفيفة.

وفي نينوى التي تشكل فيها نحو 8 وحدات عسكرية تابعة لنواب موالين للحكومة العراقية لم يكن دورهم أساسيًا في تحرير الموصل، بل وحتى بعد انتهاء المعارك كان الحشد الشعبي يسيطر على مناطق واسعة واستراتيجية في نينوى، حيث ما زالت تنتشر كتائب النجباء في مدينة ربيعة وعلى الحدود العراقية السورية.

ويرى مختصون أن سياسة العبادي تجاه المقاتلين السنة تطابقت مع سياسة المالكي عام 2008 -2013 حيث تحالفت عشائر سنية مع المالكي لمقاتلة تنظيم القاعدة في الأنبار وصلاح الدين وديالى وجنوب بغداد، وتمكنت في أيام معدودة من طرد عناصر القاعدة بمساعدة أميركية فيما عرف بمشروع "الصحوات" لكن المالكي بعد انتهاء القاعدة انقلب على العشائر وهمّش دورهم في الحياة السياسة العامة، وسحب أسلحتهم ومنح الجيش والمليشيات مهمة مسك مناطقهم، لتبدأ انتفاضة جديدة ضد المالكي عام 2013 في المناطق السنية بسبب الإقصاء والتهميش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com