لماذا تراجعت إسرائيل عن توجيه ضربة جوية ضد سجن "صيدنايا" السوري؟
لماذا تراجعت إسرائيل عن توجيه ضربة جوية ضد سجن "صيدنايا" السوري؟لماذا تراجعت إسرائيل عن توجيه ضربة جوية ضد سجن "صيدنايا" السوري؟

لماذا تراجعت إسرائيل عن توجيه ضربة جوية ضد سجن "صيدنايا" السوري؟

كشفت وسائل إعلام عبرية، أن إسرائيل بحثت إمكانية شن ضربات جوية على أحد السجون السورية الواقعة قرب العاصمة دمشق، وذلك في ضوء معلومات استخباراتية أمريكية كانت قد أشارت إلى عمليات قتل لأسرى سوريين، ومن ثم حرق جثامينهم داخل محارق أعدت خصيصًا لهذا الغرض.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" اليوم الأحد، عن مصدر سياسي رفيع المستوى كان قد شارك في النقاش، قوله "قتل الملايين من اليهود في المحارق، ولا يمكن الصمت أمام ما يحدث بحق شعب آخر يعيش على مسافة عشرات الكيلومترات من إسرائيل".

وشهدت الاجتماعات التي عقدت في إسرائيل خلافًا بشأن العملية، حيث أيدها البعض وعارضها البعض الآخر، وبرر الفريق المعارض للضربة الإسرائيلية، ويجري الحديث هنا عن أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية السياسية "الكابينيت"، الذي برر موقفه بأن وجود المحارق في سوريا "لا يشكل خطرًا أمنيًا ضد إسرائيل، لكنه شأن سوري".

وهو الرأي الذي رجحت كفته، وتقرر في النهاية الامتناع عن توجيه ضربة جوية إسرائيلية ضد السجن السوري، منعًا لحدوث تصعيد غير مرغوب فيه.

ولم توضح الصحيفة الإسرائيلية مبررات الفريق المؤيد للعمل العسكري، لكن على الأرجح أرادت إسرائيل وقتها أن تحقق مكاسب دعائية على الساحة الدولية والإقليمية، وأن تستغل هذا الملف لتكسب تعاطفًا مماثلًا وتجدد الزخم بشأن ملف "الهولوكوست" المحرقة النازية، ويكون هذا التدخل مقدمة لتكثيف عملياتها ضد أهداف داخل سوريا.

حرق جثامين المعارضين

وطبقًا لتقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وموقع "إن. آر. جي" الإسرائيليان الأحد، فقد شهد شهر أيار/مايو الماضي نشر معلومات استخباراتية أمريكية بشأن سجن "صيدنايا" السوري، الذي يشهد عمليات حرق جثامين الأسرى، وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أعدت تقارير بشأن وجود محارق بالسجن، تستهدف طمس الدلائل على عمليات القتل التي يقوم بها النظام السوري بحق معارضيه.

وعرض الأمريكيون على العالم وقتها صورًا التقطتها الأقمار الاصطناعية، تدل على وجود محارق داخل سجن "صيدنايا" الواقع في ضواحي العاصمة السورية دمشق، وبحسب المصادر فقد استخدمت تلك المحارق منذ بضع سنوات، لحرق جثامين عشرات من معارضي النظام السوري بشكل يومي.

وطبقًا لتقرير نشرته منظمة "العدل الدولية" في وقت سابق، اعتقل نظام الأسد وقام بتعذيب عشرات الآلاف من معارضيه طوال سنوات الحرب السورية، فيما تم إعدام الآلاف منهم أو أنهم قضوا نتيجة التعذيب.

وزعم الأمريكيون، أن المحارق كانت تستخدم للتغطية على الفظائع التي يرتكبها النظام السوري، التي شملت استخدام السلاح الكيميائي بشكل دوري ما تسبب في حصد أرواح آلاف المدنيين، وأنه في عدد من المواقع السورية توجد دلائل على وجود مقابر جماعية، تم استخدامها لدفن معارضي النظام السوري، لكن من غير المعروف كم عدد السجناء الذين أحرقوا داخل هذه المحارق.

رواية هوليوودية

ومن جهته، رفض النظام السوري تلك الاتهامات، متهمًا الولايات المتحدة الأمريكية باختلاق "رواية هوليوودية"، بهدف تبرير التدخل العسكري الأمريكي في الحرب الأهلية السورية، حيث كان النظام السوري يخشى أن تقود الدلائل والمعلومات التي جمعت إلى قرار بتوجيه ضربات عسكرية ضد السجن، للتأكيد للعالم على الخطوط الحمراء التي حددها الرئيس الأمريكي.

وامتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن توجيه هذه الضربات، واكتفت بعرض الدلائل على وجود المحارق، كما طالبت الجانب الروسي بمنع الفظائع التي ترتكب بواسطة النظام السوري ضد المدنيين، فيما درست إسرائيل إمكانية توجيه ضربات لهذا السجن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com