مصر ترجح كفة الاعتدال العربي بمواجهة غزة وليبيا والسودان
مصر ترجح كفة الاعتدال العربي بمواجهة غزة وليبيا والسودانمصر ترجح كفة الاعتدال العربي بمواجهة غزة وليبيا والسودان

مصر ترجح كفة الاعتدال العربي بمواجهة غزة وليبيا والسودان

لاحظ محللون سياسيون أن القاهرة التزمت الصمت مطلع شهر آيار/ مايو الجاري حين نشرت تقارير أفادت بوجود قوات مصرية تقاتل في دولة جنوب السودان، إلى جانب قوات الرئيس سيلفا كير، ضد قوات نائبه السابق رياك مشار.

كما التزمت الصمت مجددا في 18 الجاري، حين أعلنت قيادات عسكرية ليبية عن تعرض اهداف في بنغازي إلى قصف من قبل طائرات عسكرية مصرية، وهددت بإسقاط أي طائرة تخترق المجال الجوي الليبي.

ويرى المحللون أن صمت القاهرة، وامتناعها عن الرد أو التعقيب، ينسجم مع تصريحات متلفزة للمشير عبد الفتاح السيسي، بداية الأسبوع الجاري، أعلن فيها أن جيش مصر جاهز للدفاع عن الأشقاء العرب.

تصريحات السيسي فسرت باعتبارها تقصد الدفاع عن دول الاعتدال العربي، وكذلك عن نهج الاعتدال السياسي العربي.

تؤكد ذلك تصريحات مسؤولين فلسطينيين، أكدوا أنه لولا بيان السيسي في 30 حزيران/ يونيو 2013، وتنحية الجيش للرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو 2013, لما قيض للمصالحة الفلسطينية أن ترى النور أواخر نيسان/ ابريل الماضي.

المحللون يرون أن بقاء مرسي رئيسا كان من شأنه أن يبقي الانقسام الفلسطيني قائما،

وبعبارة أكثر وضوحا، فإن ازدياد الضغوط المصرية وتشديد إجراءات إغلاق معبر رفح وتراجع الآمال بفتح هذا المعبر، فيما لو دامت رئاسة مرسي، لضاعفت من حجم المأزق الذي تعانيه حركة "حماس" وحكومتها في قطاع غزة، بالتوازي مع تفاقم أزمة السلطة الفلسطينية في رام الله ـ كما يؤكد قادة "حماس"، حيث أدى تفاقم أزمتي الجانبين إلى الاضطرار لإنجاز المصالحة بعد سبع سنوات من الانقسام الفلسطيني.

بغض النظر عن النفي المزدوج الذي صدر عن معسكري الرئيس كير ونائبه السابق مشار، وصمت القاهرة في حالة الحاجة إلى بيان ما إذا كانت هناك قوات مصرية تقاتل إلى جانب طرف ضد آخر، وبغض النظر عن صمت القاهرة فيما يتعلق بدور مصري أعلنه قادة عسكريون ليبيون في شرق ليبيا (بنغازي)، وبناء على قاعدة لا دخان بلا نار، فإن محللين سياسيين يستشفون مما سبق، وخصوصاً من تصريحات السيسي، أن القاهرة معنية بما يجري في دول المحيط الإقليمي لأكثر من سبب:

أولا: استعادة الدور الإقليمي المصري الذي ملأت فراغه دولة قطر في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس حسني مبارك.

ثانيا: إعادة بناء وترميم محور الاعتدال العربي.

ثالثا: الدفاع عن أطراف من هذا المحور بمواجهة الأخطار التي تتهددها سواء من داخل الحدود، أو من خارجها.

رابعا: توفير ظروف ذاتية وموضوعية فلسطينية مواتيه لمتابعة مشوار الحل السياسي النهائي للقضية الفلسطينية.

ترجمة هذه الخطوط العريضة من الناحية العملية على أرض الواقع تعني؛ وفقاً للمحللين:

أن مصر معنية بعدم سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، لأسباب تتعلق برفض البديل الإسلامي المتوقع.

ويبدو أن المراهنة على موقف مصر هو الذي شجع السعودية على وقف استراتيجيتها السابقة التي فكرت في دعم تنظيمات سلفية متشددة لإسقاط نظام الأسد، كونه يمثل طرف الفك الآخر من الكماشة السورية الإيرانية التي تقلق دول الخليج العربي.

مصر بدون مرسي تحولت إلى عامل أمن واستقرار لدول الإقليم، بعد أن كانت عامل قلق، وعلى ذلك، يمكن أن توظف الحالة المصرية الراهنة في اتجاهين متوازيين يخدمان أمن واستقرار المنطقة، هما : تعزيز معسكر الاعتدال العربي، و ضبط ايقاع اندفاع النظام السوري في حالة بقائه نحو طهران.

ثانياً: أن مصر – في حال فوز السيسي- معنية باستئصال البؤر الإسلامية في المنطقة لما تمثله من مخاطر مباشرة على أمن بقية دول المنطقة، وعامل تحفيز لتنظيمات إسلامية داخل دول أخرى للقفز إلى سدة الحكم عبر حراكات سياسية وعسكرية محتملة.

ثالثاً: هذه البؤر المعنية تتمثل أساساً في: إنهاء حكم حركة "حماس" في قطاع غزة، والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، ولجم الميليشات الإسلامية والقبلية التي تهدد أمنه وصوملة ليبيا، واحتواء نظام الحكم الإسلامي في السودان، حتى لو استدعى الأمر الاصطفاف ميدانيا إلى جانب الرئيس سيلفا كير، ضد نائبه السابق رياك مشار، الذي يبدي تقرباً للخرطوم، إضافة إلى منع أي مساعدات عن قوى التشدد الإسلامي في سوريا.

ويخلص المحللون في ضوء ترجيح السيسي لكفة معسكر الاعتدال العربي، إلى أن إعادة التوازان إلى ميزان القوى الإقليمية، يدفع إيران إلى إعادة دراسة حساباتها السياسية والإستراتجية، وهذا ما يبدو أنه دفع الرياض إلى اتخاذ خطوة عملية باتجاه طهران، عبر دعوة وزير خارجيتها لزيارة الرياض؛ بهدف إفساح المجال أمامها للتراجع عن اندفاعها السابق في سوريا الذي أوشك أن يجعل من سوريا عراق آخر يخضع بشكل مطلق للنفوذ الإيراني، إلى جانب لبنان.

ويرى المحللون أن الدعوة السعودية، تمثل حبل إنقاذ للسياسة الإيرانية قبل أن تغرق، خصوصاً أن إيران بددت كل دخلها من عائدات النفط على حرب إبقاء نظام بشار الأسد، وهو يثير ما يفوق التساؤلات داخل المجتمع الإيراني، مهدداً بقاء النظام الإيراني نفسه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com