حزب الله: قصفنا بدفعة صاروخية نوعية مركز التأهيل والصيانة 7200 جنوب حيفا
يعد ملف أطفال تنظيم "داعش" في مخيم الهول، الواقع أقصى شمال شرق سوريا، أحد أعقد الملفات الأمنية والاجتماعية في الوقت ذاته، إلى حد وصفه بـ "القنبلة الموقوتة".
ويحذر مراقبون من خطر إهمال آلاف الأطفال ممن زجوا عنوة في مناطق الصراع، ووصموا بجريرة ذويهم ممن التحقوا بالتنظيم.
ويرزح آلاف الأطفال العراقيين تحت وطأة النزوح في مخيم الهول المترامي الأطراف عند الحدود السورية العراقية.
مصدر في الأمن الوطني العراقي كشف لـ "إرم نيوز" عن إحصاء أكثر من 11 ألف طفل عراقي في مخيم الهول السوري، منهم من عوائل "داعش" وآخرون نزحوا إلى المخيم بعد بدء العمليات العسكرية العراقية لتحرير المدن.
وقال المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن "الحكومة العراقية لديها إحصائيات وقاعدة بيانات متكاملة حول أعداد العراقيين في مخيم الهول، خصوصًا ما يتعلق بالأطفال والنساء الذين وضعت إستراتيجية تشترك فيها مؤسسات عديدة من الأجهزة الأمنية والمؤسسات غير الأمنية، بهدف إعادة تأهيلهم".
ورصدت "إرم نيوز" أن غالبية الأطفال في مخيم الهول ممن ولدوا في العراق أو سوريا إبان سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم، ممن ينتمي ذووهم للتنظيم، لا يملكون أيَّ أوراق ثبوتية؛ ما يشكل عائقًا أمام عملية إعادة دمجهم.
وبحسب الباحثة الاجتماعية، رنا الدوسكي، فإن "أطفال داعش هم ضحية صراعات سياسية وأمنية داخلية وخارجية، وعملية التعامل والتعاطي معهم يجب أن تكون بمعزل عن ذويهم".
وقالت لـ "إرم نيوز"، إنه من خلال "المشاهدات العينية لهؤلاء الأطفال، فإنهم يعانون مشاكل نفسية عديدة، خصوصًا أنهم محرومون من الدراسة والرعاية الصحية اللازمة لصحتهم العامة، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا، خصوصًا أن بعضهم أصبح حدثًا وهو لم يندمج مع المجتمعات السليمة".
ويضم مخيم الهول أكثر من 51 ألف فرد ينحدرون من 60 جنسية تقريبًا، بينهم 26.800 طفل، فيما يخضع 6700 امرأة وطفل لهم صلات بمقاتلي تنظيم داعش للحراسة المشددة بمعزل عن باقي المخيم.
وتنعكس عملية احتجاز الأطفال جنبًا إلى جنب مع عناصر "داعش" من النساء، على سلوكياتهم ومدى استقطابهم ليتخذوا محل آبائهم المنتمين للتنظيم مستقبلًا.
وهذا ما أشار إليه الجنرال إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي، بعد إحدى زياراته لمخيم الهول، واصفًا المعسكر بـ "القنبلة الموقوتة".
وأضاف: "هذا المكان هو أرض خصبة للجيل القادم من داعش. هؤلاء الأطفال والشباب عرضة للتطرف؛ نظرًا لنوعية حياتهم السيئة للغاية".
وكان جهاز الأمن الوطني العراقي، أعلن عن عودة 4390 مواطنًا من مخيم "الهول" في سوريا إلى العراق، لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، مؤكدًا أن العائدين من المخيم سيتم وضعهم في وحدات إدارية لإعادة دمجهم مع المجتمعات، بسبب اختلاطهم بعوائل مقاتلين في التنظيم، خاصة الأطفال.
وعلى مستوى العراق، كانت وزارة العدل العراقية كشفت عن وجود 89 طفلًا أجنبيًّا داخل السجون برفقة أمهاتهم ممن التحقن بعناصر تنظيم "داعش"، مؤكدة عدم قبول بلدانهم تسلمهم، رغم مخاطبات عديدة جرت معها.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد لعيبي إن "هؤلاء الأطفال بعضهم ولدتهم أمهاتهم داخل السجون والبعض الآخر كانوا بصحبتهن عند اعتقالهن"، مشيرًا إلى أن "90% من الأطفال في سجون وزارة العدل، والمتبقي منهم لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية".