سانا: معلومات أولية بأن العدوان الإسرائيلي استهدف أحد معامل السيارات في مدينة حسياء الصناعية
رفعت ميليشيا الحوثي في الأيام الأخيرة وتيرة عملياتها العسكرية على المستوى الداخلي، في تصعيد ميداني جديد تتركز حدّته في مواقع التماس بين المحافظات المحررة من الحوثيين والمناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وخلال الأيام الماضية، شنّت ميليشيا الحوثي هجمات متعددة على مناطق تسيطر عليها القوات الجنوبية في محافظتي الضالع ولحج ومواقع أخرى، دون إحراز أي تقدم يذكر، وسط تحذيرات من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، من استعدادات وتعزيزات عسكرية جارية وتهديدات مستمرة بعودة الحرب إلى اليمن.
ويرى المتحدث العسكري باسم "القوات المسلحة الجنوبية" محمد النقيب، أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي من تصعيد عسكري على المستوى المحلي هو محاولة بائسة لابتزاز المجتمع الإقليمي والدولي الساعي إلى إحلال السلام في اليمن.
وقال النقيب، لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يرسلون رسائل تصعيدية تشير إلى رغبتهم في عودة التصعيد العسكري، خاصة تجاه مناطق الجنوب، في مناورة تهدف إلى تحقيق مكاسب وانتزاع تنازلات جديدة عبر فزاعة "عودة الحرب".
ولا يستبعد النقيب أن يكون فتح المنافذ البحرية والجوية للحوثيين، مثل ميناء الحديدة ومطار صنعاء، واستمرار تدفق السلاح الإيراني بأنواعه إليهم، قد أشعرهم بحالة من التضخم، وأن لديهم القدرة على تحقيق تفوق على الأرض، "لكن الاختبارات التي جرت مؤخرًا على مسرح الجبهات العسكرية الجنوبية تشير إلى فشلهم في تحقيق أي تقدم أو نجاح عسكري".
وأشار إلى أن القوات المسلحة الجنوبية، من خلال تصديها لهجمات الحوثيين على الجبهات الحدودية، حالت دون اقترابهم بشكل أكبر من ممرات الملاحة الدولية في مياه خليج عدن وباب المندب والبحر العربي، "وهي اليوم تمثّل حائط صدّ للمشروع الإيراني الإرهابي الذي يستهدف المنطقة والمصالح الدولية".
وذكر أن موقف المجتمع الدولي تجاه ميليشيا الحوثي، رغم ما ترتكبه من جرائم، وتغاضيه عن عمليات التصعيد التي تقوم بها، شجعها على ممارسة المزيد من التصعيد الإرهابي وصولًا إلى خارج المسرح الوطني، عبر استهداف طرق الملاحة الدولية والتجارة العالمية، وسط "تخاذل المجتمع الدولي وعدم جديته في معاقبتها وردعها".
ويعتقد مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن أسباب تصعيد الحوثيين العسكري في الجبهات الداخلية خلال الأيام الأخيرة "مدفوعة برغبتهم في إعادة تفعيل المسار السياسي".
وقال السفياني، لـ"إرم نيوز"، إن ميليشيا الحوثي أدركت أن المسار السياسي في اليمن وصل إلى نقطة حرجة، وإلى جدار مسدود "بسبب انخراطها في الساحة الإقليمية ونتيجة هجماتها المستهدفة للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل خريطة الطريق المعنية بالشأن الداخلي أو تجميدها مؤقتًا على الأقل، ودخول المسار السياسي في نفق مظلم، وهذا ما يعترف به المبعوث الأممي لأكثر من مرة".
وأضاف أن هجمات الحوثيين وتصعيدهم المتزايد، خاصة في جبهات الضالع ولحج، ضد القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ترسل رسائل بعودة العمليات العسكرية الشاملة ما لم يتم استئناف المسار السياسي وفق رغبة الحوثيين.