إعلام إسرائيلي: نتنياهو يجري مشاورات الليلة لبحث الرد على الهجوم الإيراني
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، تفاصيل "مُثيرة" حول اغتيال محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شهر تموز/يوليو الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "عناصر من وحدة دوفدفان الخاصة، التي تضم مستعربين وعملاء سريين، تنكروا على هيئة متسولين وبائعي خضراوات لمراقبة الضيف، وهو ما وفّر المعلومات الأساسية وراء التخطيط للاغتيال".
وأضافت أنه رغم "عدم وضوح غالبية تفاصيل عملية الاغتيال، لكن بناءً على مقابلات مع مصادر أمنية، فإن أحد العملاء تظاهر بأنه صاحب كشك يبيع الخضار خارج المبنى، الذي وُجد فيه الضيف".
وبيّنت الصحيفة أن "أساس عملية الاغتيال هو اكتشاف توقف الضيف على نحو مفاجئ عن روتينه وبروتوكولاته الأمنية الأساسية، وبدأ مسؤولو الجيش الإسرائيلي يدركون أن الضيف، الذي اتخذ احتياطات أمنية صارمة لمدة 30 عامًا، بدأ بشكل غامض في تجاهل النمط نفسه من المعايير، وبدأ في الإقامة في نفس المبنى السكني، غرب خان يونس".
وأوضحت أن "جنود الجيش الإسرائيلي كانوا على علم منذ أشهر بأن الضيف أصبح زائرًا منتظمًا لمبنى بجوار مجمع الخيام في المواصي في قطاع غزة، حيث كان يدخل مبنى سكنيًا بالقرب من المجمع، ويلتقي نشطاء حماس للحصول على تحديثات حول تحركات الجيش الإسرائيلي في المنطقة".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي تلقى معلومات موثوقة من العملاء المحليين والوحدات السرية في المنطقة حول توقيت زيارة الضيف التالية، وبدأ الجيش في التخطيط للقضاء عليه".
وأشارت إلى أن "مهمات المراقبة بواسطة المسيّرات وطائرات الجيش بدأت في إرسال المعلومات إلى غرفة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، ووصل الفريق السري التابع لوحدة دوفدفان إلى المنطقة وبدأوا بالتجول بين السكان النازحين".
وذكرت الصحيفة أن "عناصر الوحدة الخاصة الإسرائيلية تظاهروا بأنهم موظفون في الأونروا جاءوا لتقديم المساعدة، والبعض الآخر تظاهر بأنه شخصية دينية جاءت لرفع معنويات النازحين".
ونوهت "معاريف" إلى أن "جاسوسين سريين إضافيين مكثا في منطقة التخييم، وكانت مهمتهما تسجيل وقت وصول الضيف، وتنكر أحدهم في هيئة بائع خضار، ووقف أمام المدخل الرئيسي للمبنى، والآخر كان يجلس بالقرب من المدخل نفسه، متنكرًا في زي رجل مسن، ويرتدي ملابس ممزقة مثل المتسولين".
وبحسب الصحيفة، "جاء في الـ13 من شهر يوليو/تموز الماضي، خبر عن قدوم الضيف، وبعد أن نقل أعضاء الفريق السري المعلومات إلى غرفة القيادة في إسرائيل، سارع مجلس الوزراء الأمني إلى إعطاء الموافقة على بدء العملية".
وبيّنت "معاريف" أنه "في ظل غياب موعد محدد لوصول الضيف، أمر قائد القوات الجوية طائرتين مقاتلتين بالتحليق فوق المنطقة على ارتفاعات كافية، حتى لا تلفت الانتباه، وظلت الطائرات في حالة تأهب في السماء لمدة 7 ساعات، منتظرة دخول الضيف إلى المبنى".
وذكرت أنه "بعد ذلك اكتشف أحد الطيارين على متن الطائرة تحركات مريبة لنشطاء مسلحين من حماس شرقي المخيم، في منطقة كان من المفترض أن تكون طريق هروب الوحدة الإسرائيلية الموجودة في المكان، وخشي قائد العملية أن يعرض سلامتهم للخطر، لذلك وُضِعَت خطة خروج جديدة".
ومضت قائلة: "وُجِّه قائد القوة السرية في الميدان غربًا بعد أن شوهد الضيف يدخل المبنى، وليس شرقًا باتجاه إسرائيل كما كان مخططًا، ثم نُقِلُوا عن طريق سفينة تابعة للجيش الإسرائيلي دون إثارة الشكوك".
وأضافت: "بعد 5 دقائق، بدأت الطائرتان بهجمات تدريجية على المبنى، حيث أصابت الطائرة الأولى المبنى ودمرته بالكامل، ثم قامت الطائرة الثانية بإنشاء حزام ناري بواسطة قنابل صغيرة حول المبنى لمنع نشطاء حماس من محاولة إنقاذ الضيف ورافع سلامة، مسؤول لواء خان يونس الذي كان يتواجد معه".
وتابعت أنه "في المرحلة الأخيرة أُطْلِق صاروخ لاختراق المنطقة تحت المبنى لأن الافتراض كان أن الضيف سيحاول الهروب إلى الطابق الأرضي، ووفقًا للمعلومات الاستخبارية التي جُمِعَت بعد الحادث، فإن هذا هو بالضبط ما فعله".
وأكدت الصحيفة العبرية أنه "بسبب ذلك استغرق الأمر من الجيش الإسرائيلي أسبوعين لتأكيد مقتل الضيف، حيث كان لا بد من إزالة الأنقاض المحيطة بجسده".