10 غارات تستهدف مدينة النبطية ومحيطها في جنوب لبنان
أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية سام وربرغ (Sam Werberg) أنه لا مكان لحركة "حماس" بعد الحرب، وأنه لا اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة حتى اليوم. وأشار وربرغ إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ليست متفائلة أو متشائمة بهذا الخصوص، إنّما "براغماتية".
وقال في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته ومنذ أكثر من شهرين قدما اقتراحًا لاتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل على إنهاء تلك الحرب، ومنذ ذلك الوقت رأينا قبولًا عامًا من قبل الجانبين".
وأضاف أنه "في الفترة الماضية كنّا نعمل على التفاصيل، لكن دون شك ما زالت هناك فجوات، والنتيجة هي أنّه حتى اليوم لا يوجد أيّ اتفاق، فيما أكثر من 40 ألف فلسطيني قتلوا في قطاع غزّة، وثمّة نقص في الاحتياجات الغذائية والمعيشية، والرهائن مازلوا قيد الأسر".
وتابع وربرغ: "منذ أيّام قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنّ الولايات المتحدة وبالتنسيق مع مصر وقطر، قدّمت مقترحًا لسدّ تلك الفجوات، وسمعنا مباشرة قبولاً من قبل إسرائيل، فيما علينا الآن أن نرى ما إذا كانت حركة "حماس" تضع مصلحة الشعب الفلسطيني في أولوياتها أم لا، ولذلك نحن نتوقع استمرار تلك المفاوضات في القاهرة".
وعن الاقتراح الأمريكي، أوضح وربرغ أنّ "إطار الاقتراح يتألف من 3 مراحل، الأولى عبارة عن هدنة تمتد لـ 6 أشهر يتمّ خلالها إطلاق سراح الرهائن الأكثر ضعفًا والزيادة في المساعدة الإنسانية، مع طرح بعض الأسئلة حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في ممري نتساريم وفيلادلفيا".
وأشار إلى أنّ "المفاوضات تتناول كذلك الزمن والجدول بالنسبة إلى الخطوات التي يتوجب على الجيش الإسرائيلي و"حماس" أن يتخذاها"، رافضًا الغوص في تفاصيل أكثر لوسائل الإعلام سعياً لإعطاء المفاوضين - إسرائيل وحماس والولايات المتحدة ومصر وقطر – الفرصة للقيام بتلك المفاوضات بعيدًا من أي ضغط، وفق قوله.
وشدّد المتحدث على أنّ "عامل الثقة مفقود بين كلّ من إسرائيل و"حماس"، وكذلك بين كلّ من "حماس" والولايات المتحدة التي لا تتواصل بشكل مباشر مع الحركة، فيما يجب أن يكون أي اتفاق مبنيًا على خطوات متبادلة من جانب إسرائيل وحماس، ومن هنا علينا حاليًا أن نرى ما إذا كان الجانبان مستعديْن للدخول على الأقل في المرحلة الأولى للاقتراح الأمريكي، مع الإشارة إلى أنّ المفاوضات ستستمر خلال أسابيع الهدنة الستة من أجل الوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق".
وأشار وربرغ إلى أن "واشنطن ترفض وجود احتلال إسرائيلي في قطاع غزّة وذلك موقف ثابت، مؤكدًا أنّ "موقف واشنطن هو أنّها لا تريد استمرار تلك الحرب، مع إدراكها التام لحجم معاناة الشعب الفلسطيني ووجوب إطلاق سراح الرهائن".
ولدى سؤاله عمّا إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يريد أن يقدّم أي تنازل أو أيّ خطوة إيجابية لإدارة بايدن الذي أوشك عهده على النهاية، أشار إلى أنّه لا يريد أن يتكّهن بما تفكر به إسرائيل لا سيما لناحية كيفية التعاطي بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية، قائلاً إنّ "الإدارة الأمريكية تهتم بإنهاء تلك الحرب بمعزل عن أيّ ربط لذلك بأي ملف داخلي".
وعمّا إذا كانت إسرائيل قد أقدمت على إحراج حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية لناحية نقض نتنياهو كلام وزير الخارجية بلينكن، كرّر وربرغ كلامه بشأن أهمية "التركيز على ما يجري داخل غرفة المفاوضات، لافتاً إلى أنّ "نتنياهو أكّد مرّة أخرى الرغبة في إنهاء تلك الحرب، وعلينا أن نرى موقف "حماس".
وعن ممر فيلادلفيا، قال المتحدث إنه "دون شك كلّ التفاصيل المرتبطة بممري نتساريم وفيلادلفيا والحدود بين مصر وغزّة، تعتبر ملفًا شائكًا ومهمًّا وحساسًا، والولايات المتحدة تدرك حجم القلق لدى المصريين، ليس فقط بسبب وجود الإسرائيليين في تلك الأماكن، إنّما يرتبط الأمر بالأمن القومي المصري، إذ إنّ مصر تخشى أيّ فراغ أمني على حدودها ولها الحق في ذلك، وفي المقابل لدى إسرائيل قلق من أيّ إمكانية لاستمرار تهريب السلاح من قبل حركة حماس".
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تدعو إسرائيل إلى مغادرة ممر فيلادلفيا، أجاب وربرغ بأنه "حتّى الآن ما زلنا نناقش تلك التفاصيل، ولا أريد أن أدخل في نتيجة تلك النقاشات، ولكن أيضاً لا أريد أن أحدد أنّنا ندعم هذا الطرف أو ذاك، ولكن يمكن أن أؤكد أنّ ذلك من المواضيع الجوهرية في المفاوضات".
وعمّا إذا كانت احتمالات الردّ من قبل إيران وحزب الله ما زالت قائمة على خلفية اغتيال كلّ من القيادي فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، قال وربرغ إنّ" إيران ذات النفس الطويل سترد دون شك، لكنّ الموقف الرسمي هو أنّنا كولايات متحدة وحلفائها في المنطقة يجب أن نكون مستعدين لأيّ ردّ في أيّ وقت من قبل إيران، وقد رأينا في الفترة الماضية بعض النشاطات المزعزعة للاستقرار، إّنما من الصعب أن نتكهّن بأيّ نتيجة، ولذلك فقد أمر بايدن بتوجيه بعض القطع العسكرية إلى المنطقة كرسالة لا استفزاز، ومن ثم فإنّ كلّ ما قمنا به هو لخفض التصعيد في المنطقة، مع العلم أنّ في إيران رئيساً جديداً وعلي خامنئي يسيطر على البلاد... ومن هنا علينا أن نكون مستعدين لأيّ سيناريو".
وأضاف: "نتمنّى من الجميع في المنطقة، من إيران وحزب الله والحوثيين، أن يعرفوا أن الوقت ليس للتصعيد الذي سيأخذ المنطقة إلى مكان مختلف، فيما إذا كانوا فعلاً يهتمون بالشعب الفلسطيني، فذلك الوقت المناسب للتركيز على المفاوضات".
وعن شروط وقف الحرب بين حماس وإسرائيل قال وربرغ إنّ "الولايات المتحدة ترفض أيّ احتلال في غزّة، وترفض أيّ تهجير قسري للفلسطينيين من أرضهم، وترفض أيّ تقليص للأراضي الفلسطينية في غزّة، لكن بالإضافة إلى ذلك، فوجهة نظر الولايات المتحدة تقضي بأن ليس هناك أيّ مكان لحماس في القيادة وفي الحكومة، ولا أيّ شيء بعد تلك الحرب، إذ ليس من الممكن أن تقبل إسرائيل أو أيّ دولة أخرى أو أي مجموعة أن تستغل أي جهة الأراضي الفلسطينية لشنّ هجمات على إسرائيل".
وعمّا إذا كان يؤيّد فكرة استمرار الحرب حتى القضاء على حركة "حماس"، رد بالقول "نحن نتفهم فكرة نتنياهو لناحية القضاء على حماس، وذلك يعيدنا إلى ما جرى إبّان هجمات الـ 11 من سبتمبر، وكيف كنّا ننظر حينها إلى تنظيم "القاعدة"، من الممكن أن نرى انتصارًا عسكريًّا لإسرائيل، لكن سيكون هناك فشل إستراتيجي على المدى البعيد؛ لأنّ "حماس" أكثر من مجموعة مسلحة إرهابية، بل هي فكرة، لذلك نحن نحثّ الإسرائيليين على تجنّب ضرب الأهداف المدنية".
وعن دخول القوات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية واغتيال قيادي من حركة "فتح" مؤخرًا في لبنان، قال إنّ "الولايات لا ترى أنّ ثمّة حربًا مع حركة "فتح" والموقف الأمريكي هو أنّ هناك سلطة واحدة بعد تلك الحرب وهي السلطة الفلسطينية".
شاهدوا أيضاً: 3 سنوات على حكم طالبان.. الفوضى والمجاعة "تجتاحان" أفغانستان