اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في راميا وعيتا الشعب والقوزح جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

"من إنتاج هوليوود".. تساؤل حول حقيقة مشاهد حوثية لتدمير سفينة "سونيون"

"من إنتاج هوليوود".. تساؤل حول حقيقة مشاهد حوثية لتدمير سفينة "سونيون"
عناصر مسلحة تتبع ميليشيا الحوثي في البحر الأحمرالمصدر: (أ ف ب)
01 سبتمبر 2024، 9:36 ص

يكتنف الكثير من الغموض المشاهد التي بثتها ميليشيا الحوثي في اليمن، لاقتحام وتفخيخ وتفجير الناقلة النفطية اليونانية "سونيون" في مياه البحر الأحمر، وكانت تنقل على متنها نحو مليون برميل من النفط الخام.

 والكمية التي كانت تنقلها "سونيون" هي ذاتها التي كانت تحملها الناقلة النفطية "صافر"، التي ظلت عائمة على البحر نفسه لأكثر من 8 سنوات، وتم الانتهاء من نقل حمولتها العام الماضي.

وأظهرت المشاهد اقتحام عناصر حوثية للسفينة اليونانية، دون وجود أي من أفراد طاقمها البحري، فضلاً عن أن مشاهد التفجير لم يكن وقعها كبيراً قياساً بحجم الحمولة القابلة للاشتعال التي كانت على متنها، بالإضافة إلى الأريحية التامة التي ظهرت على العناصر في تنفيذ المهمة وتصويرها بدقة واحترافية، وكأن لا وجود مطلقاً لأي قوة عسكرية لأمريكا وتحالف الازدهار والاتحاد الأوروبي في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

رصد تسرب نفطي قرب الناقلة "سونيون"

السياسي والمحامي محمد مهدي المسوري قال: "مسرحية الحوثي الأخيرة من إنتاج هوليوود، وصلوا للسفينة بكل أريحية، وزرعوا فيها المتفجرات بكل هدوء، بل وصوروا العملية من الجو، ومن الاتجاهات جميعها، واستمر كل ذلك عدة ساعات، هل يعقل ألا يتحرك أحد؟".

وأضاف المسوري لـ"إرم نيوز": "الغريب أنهم استهدفوها من جوانبها أيضاً، ولم نشاهد أي تسريب أو اشتعال، ويتضح أنها كانت فارغة تماماً والفتحات الجانبية أكدت ذلك"، مؤكدا :"سيناريو غربي صهيوني، إخراج أمريكي، تنفيذ إيراني، إعلان حوثي، مسرحياتهم مكشوفة ومفضوحة".

بدوره، ذهب رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والإستراتيجية عبدالسلام محمد، إلى فرضية محاولة تكرار الحوثيين لتجربة خزان النفط "صافر"، التي يبدو أنهم كسبوا منها العديد من المكاسب المادية، كذا واستخدامها كورقة ضغط سياسية واقتصادية وعسكرية.

وقال محمد لـ"إرم نيوز": "إن ضرب الناقلة اليونانية، خاصة وهي تحمل نفطاً مقارباً لحمولة نفط صافر، يدل دلالة قاطعة على أن الحوثي غير مهتم لا بالبيئة ولا بأي أضرار قد تحدث في البحر الأحمر، وتنعكس على بيئته، من عواقب خطرة ستحدث جراء تسرب النفط؛ ما ينعكس على المدن الساحلية في قارتي أفريقيا وآسيا المُطلة على البحر الأحمر".

الحوثي يستغل خطورة خزانات النفط

وأضاف: "كل ذلك يوحي بما لا يدع مجالاً للشك، بأن الحوثي استفاد كثيراً، وعرف كيف يستغل ملف خطورة خزان النفط صافر على البيئة، واستطاع الحصول من خلاله على الكثير من الدعم الذي يريده، فضلاً عن المكاسب في بعض الأوراق السياسية والاقتصادية والعسكرية، ويبدو أنه يريد تكرار المسألة هذه المرة مع الناقلة اليونانية".

وذكر محمد: "لطالما أزعجتنا الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي بعواقب تسرب خزان النفط صافر، والمخاطر الكبيرة الناجمة عنها إذا تُركت، واليوم يكشف استهداف ناقلة نفطية مماثلة بحمولة مقاربة، بأن المجتمع الدولي متهاون ومتواطئ مع الحوثيين، وإلا إذا لم يكن متهاوناً ومتواطئاً لما سمح إطلاقاً بتكرار هذه المأساة، ولن يقبل بأي تهديد يطال مثل هذه السفينة".

ولفت إلى أن: "عدم وجود البوارج الحربية والقوات العسكرية الدولية في البحر الأحمر، وترك الحوثي، يقودنا إلى استنتاجين، إما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فشلوا وهُزموا أمام الحوثيين، وإما أنهم انسحبوا تاركين المجال أمام الحوثي للعب معاً بأوراق جديدة على أمن الإقليم والمجتمع الدولي".

تحقيق دولي شامل

من جانبه، حذّر الباحث السياسي طاهر بازياد، من عواقب الأعمال الحوثية المُهددة للملاحة الدولية والأمن الإقليمي والدولي، حيث قال: "هذه المشاهد تعكس واقعًا مقلقًا يستوجب معه استجابة دولية حازمة للحفاظ على أمن وسلامة الملاحة البحرية، كون هذه الأعمال تشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط على الملاحة البحرية، بل على الأمن الإقليمي والدولي، ونشدد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لضمان حرية وأمان حركة السفن في الممرات المائية الحيوية".

وأضاف بازياد: "عادةً ما تكون الناقلات النفطية محملة بمواد قابلة للاشتعال، وهو ما يجعل من المتوقع حدوث انفجارات كبيرة في حال تعرضت لتفجير، وعدم ظهور انفجارات كبيرة في المشاهد التي بثها الحوثيون، يثير تساؤلات عديدة حول ملابسات الحادث". وتابع: "غياب هذه الانفجارات قد يوحي بوجود عوامل غير معروفة أو غموض في الأمر".

وأردف بازياد لـ"إرم نيوز"، "الغياب الظاهر للقوات الأمريكية وغيرها من القوات الدولية، التي يُفترض أنها متواجدة لحماية الناقلات والسفن في المنطقة، يثير تساؤلات مهمة حول فعالية تلك القوات في تأمين الملاحة البحرية".

وذكر أن الغموض الذي يحيط العملية برمتها وما شابها من ملابسات وتساؤلات، يزيد من الحاجة إلى إجراء تحقيق دولي شامل لكشف التفاصيل الحقيقية لما حدث وتحديد المسؤولين عن هذا الهجوم.

من جهته، اتفق الصحفي ورئيس تحرير "الشأن الإخباري" كمال الشيباني، مع سلفه بازياد، في المطالبة بضرورة فتح تحقيق دولي لكشف تفاصيل الحقيقة كافة، مضيفاً عليه المطالبة بـ"إعادة تقييم الإستراتيجيات الأمنية في الملاحة البحرية".

إيجاد إجابات منطقية 

وقال الشيباني: "العملية التي أظهر الحوثيون مشاهد تنفيذها على الناقلة النفطية تُثير العديد من الشكوك، وتبعث على الريبة، وتفرض الكثير من التساؤلات"، مُستعرضاً في الوقت نفسه بعضاً من تلك التساؤلات: "أين ذهب طاقم السفينة؟ وأين ذهبت القوات العسكرية الدولية؟ وكيف لتفجير ناقلة نفطية ألا يُحدث ذلك الكم الكبير من الهالة الضخمة؟".

وأفاد الشيباني، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، محاولاً إيجاد إجابات منطقية على تساؤلاته، لافتاً إلى أنه: "ربما ظهور السفينة خالية من طاقمها، قد يشير إلى بلاغ سابق وصل إليهم يفيد بضرورة إخلائها نتيجة تحذيرات أو تهديدات مُسبقة"، مُستدركاً: "ومع ذلك يبقى الأمر غامضاً، ويحتاج إلى تفسير بشكل واضح".

وتابع: "عدم حدوث انفجارات كبيرة يثير الكثير من الشكوك حول طبيعة الحمولة الفعلية للسفينة، وما إذا كانت تحمل النفط بالفعل أو أي مواد أخرى أقل خطورة"، مضيفا: "ناهيك عن غياب الرد الفوري من القوات الأمريكية والقوات الدولية الأخرى المتواجدة في البحر الأحمر، التي تُشير هذه الحادثة إلى وضع علامات استفهام كبيرة حول جدوى هذه القوات في حماية الملاحة البحرية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC