logo
العالم العربي

"وُلدت ميتة".. كيف ينظر حزب الله وإسرائيل إلى "هدنة" جنوب لبنان؟

"وُلدت ميتة".. كيف ينظر حزب الله وإسرائيل إلى "هدنة" جنوب لبنان؟
قوات إسرائيلية قرب الحدود جنوب لبنانالمصدر: رويترز
27 سبتمبر 2024، 7:51 ص

قدّم محللون سياسيون، مقاربات حول نظرة كل من إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبنانية، في التعامل مع مبادرات وقف إطلاق النار، ولا سيما الاتفاق الأخير، الذي "وُلد ميتاً"، كما يشير مراقبون.

وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، إلى جانب أطراف دولية وإقليمية، على مبادرة لوقف إطلاق النار، تحسبًا من تحول القتال على الجبهة اللبنانية إلى "حرب مفتوحة".

وقال محللون لـ"إرم نيوز" إن تعامل إسرائيل مع مبادرة وقف القتال على الجبهة اللبنانية، مرتبط بالأزمة التي يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  وفريقه الحكومي، في الداخل الإسرائيلي.

الجبهة الإسرائيلية الداخلية 

وأوضحوا أن التعامل مع هذه الأزمة، يتطلب إشعال مزيد من الجبهات واستمرار الصراعات، لإرضاء الجبهة الداخلية في إسرائيل، والهروب من الإطاحة بالحكومة والمحاكمات التي قد تلاحقها بسبب الحرب في غزة.

بينما يذهب موقف "حزب الله"، بحسب مراقبين، إلى النظر في أوراق التوصل إلى هدنة ووقف نزيف الحرب، لعدة أسباب منها الحفاظ على ما تبقى من ترسانة الميليشيا العسكرية، وإنقاذ قياداتها وعناصرها من شبح الاغتيالات عبر الضربات الإسرائيلية المتكررة، فضلًا عن النزيف البشري الذي يضرب حاضنتها الشعبية المتأثرة والمهجرة من قرى الجنوب اللبناني، والتي باتت في حالة يرثى لها.

وفي هذا الصدد، يوضح المحلل السياسي والإستراتيجي، محمد صالح الحربي، أن نظرة إسرائيل إلى مبادرة وقف إطلاق النار، مرتبطة بـ"الورطة" التي يقع فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجموعته، وفي صدارتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والمتعلقة بعدم القدرة على التراجع عن القتال، لا سيما أن جميع الضربات الموجهة في الأساس تهدف إلى إرضاء الجبهة الداخلية.

ويبين الحربي، لـ"إرم نيوز"، أن هذا الإرضاء هو محاولة للتعامل مع جملة الانشقاقات والانسحابات التي ضربت وجود حكومة نتنياهو على المستويين السياسي والعسكري، مع مواقف "محرجة" مع الداخل في ظل الحديث عن تغيير وزير الدفاع ومسؤولين مهمين، وأحداث أخرى.

ويلفت إلى أن تلك العوامل مجتمعة من شأنها أن تكشف عمق الأزمة التي يواجهها نتنياهو، والتي لها عدة مشاهد، منها ما ينتظره من محاكمات داخل إسرائيل بعد انتهاء حرب غزة، لذلك ليس أمام نتنياهو وفريقه سوى المضي في هذه العملية بإشعال الجبهات، واستمرار الصراعات، وإطالة أمد الحرب لضمان البقاء في السلطة.

ويرى الحربي أن خيار "حزب الله" صعب في الاستمرار بهذه المواجهة، وليس أمامه سوى التهدئة، في ظل ضربات "قاتلة" تنال من قيادات في الصف الأول للحزب، لاسيما مع استخدام إسرائيل لطائرات "إف 35" في الاستهداف، وتهجير أهالي قرى الجنوب بما يحمل ذلك من ضغوط، مع ما ظهر من تخلّي إيران عن المشاركة في الحرب، بحسب ما أعلنه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أخيرًا، من نيويورك.

ويشير الحربي إلى أن نظرة نتنياهو وفريقه لمبادرة وقف القتال، يحيطها رغبة أمريكية بعدم تفاقم الصراع، في وقت باتت فيه الولايات المتحدة على أعتاب الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر المقبل، أي بعد أقل من 40 يومًا، وبالتالي لا بد لواشنطن أن تعمل على تهدئة الوضع.

ويعتقد أن واشنطن ستشكل ضغطًا حاسمًا على تل أبيب في هذا الصدد، بالتزامن مع أنباء عن توقف صفقة سلاح أمريكية بقيمة 20 مليار دولار، أقرها الديمقراطيون كنوع  من الضغط على نتنياهو، في ظل رغبة واشنطن، أن تكون الكلمة العليا لـ"التحييد" في الانتخابات المنتظرة بالولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو: ندرس مقترح واشنطن لوقف إطلاق النار في لبنان

 

أزمة "حزب الله"

من جانبه، يقول المحلل السياسي اللبناني، سامر عراوي، إن "حزب الله" في أزمة كبيرة تتطلب الانفتاح إلى حد كبير على هدنة ووقف إطلاق النار بأسرع وقت. 

ويضيف عراوي، لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله" ينظر في أوراق التوصل إلى هدنة حتى يوقف نزيف الحرب لعدة أسباب، منها الحفاظ على ما تبقى من ترسانته العسكرية، وإنقاذ قياداته وعناصره التي تبحث عن منافذ من الضربات التي تستهدفهم، فضلًا عن النزيف البشري الذي يضرب حاضنته الشعبية المتأثرة والمهجرة من قرى الجنوب، والتي باتت في حالة يرثى لها، فضلًا عن وقوفه أمام مسؤوليته السياسية أمام القوى اللبنانية الأخرى، إذا أصبح سببًا في المستقبل القريب بتدمير لبنان أكثر مما هو عليه الآن، في حال الاستمرار بالحرب.

ويلفت عراوي إلى أن الارتباطات الأيديولوجية من جانب "حزب الله" بإيران ليست بعيدة عن التعاطي مع أي تفاوض جادٍ لوقف إطلاق النار، في ظل المواقف والتصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين خلال تواجدهم بالولايات المتحدة، وعلى رأسهم الرئيس الإيراني.

ويقول عراوي إن الأزمة الأكبر تتمثل في تعامل إسرائيل مع الواقع الذي وصلت إليه في جنوب لبنان، والقبول بوقف القتال، في ظل سعيها لأن يصبح الجنوب اللبناني منطقة خالية للأبد من أي تهديد، وضمان ألا تعود ميليشيا حزب الله إلى مواقعها تحت ستار عودة النازحين المدنيين، وهو ما يمكن أن يكون ذلك المقابل الذي تضعه "تل أبيب" لـ"واشنطن" في ظل رغبة الأخيرة بوقف إطلاق النار.

واختتم عراوي بالقول إن هذا ما سيعتبر أقل المطالب أو الشروط التي من الممكن أن يرضخ من خلالها نتنياهو أمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، للفوز بالسباق الرئاسي، واستمرار حكم الديمقراطيين للبيت الأبيض.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC