القناة 12 الإسرائيلية: تعطيل الدراسة في بعض مدارس مدينة حيفا عقب سقوط صواريخ على المدينة
قال محللون سياسيون، إن التفوق الاستخباراتي لإسرائيل في مواجهة مليشيا حزب الله، والذي حمل النتائج التي وصل إليها الصراع حتى الآن لصالح إسرائيل، وتكبيد "الميليشيا" اللبنانية خسائر قاسية، أخذ جانبا من أبعاد الحسم.
وكان آخر هذه الخسائر النيل من رأس "حزب الله" والصف الأول، وأيضا بنيته التحتية بشكل فعال، إذ إن هذا التفوق لم يعتمد على البعد التكنولوجي والتقني فقط، ولكن أيضا على تجنيد كوادر في التنظيم و"الحرس الثوري" الإيراني.
وأرجع محللون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، هذا التفوق الاستخباراتي لإسرائيل بشكل كبير إلى الدعم بقدرات من أجهزة مخابرات غربية لدول في صدارتها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
تزامن ذلك مع تسخير وحدات استخباراتية عسكرية إسرائيلية على رأسها الوحدة 8200، الإمكانيات كلها لتكوين قاعدة بيانات مفصلة ودقيقة للجبهة الشمالية "حزب الله"، طوال الفترة الماضية.
وتؤكد الباحثة السياسية تمارا حداد، أن المعركة الحالية أظهرت أن إسرائيل استطاعت طيلة الفترة الماضية جمع المعلومات الأمنية والاستخباراتية تحديدا في المنطقة الشمالية، فيما تمكنت من تسخير وحدات استخبارات عسكرية في صدارتها الوحدة "8200 "، بهدف جمع كم هائل من المعلومات والمعطيات لرسم خريطة "حزب الله" بكل تفاصيلها وأبعادها كافة.
وتوضح حداد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الاستخبارات الإسرائيلية فحصت كل مفاصل "حزب الله" وتوسع نشاطها من خلال النظر ليس فقط على مستوى الذراع العسكرية للحزب، بل كانت المراقبة والمتابعة على المستوى السياسي والتنفيذي، وعلاقته بقوات "الحرس الثوري" الإيراني"، وبالتالي كانت أغلب الاغتيالات تتعلق بمستويات سياسية وتنفيذية وعسكرية.
وتحدثت عن أن من أهم محاور العمل من جانب إسرائيل في هذا الصدد أيضا، القيام بمراقبة حثيثة ودقيقة لعملية الإمدادات التي كانت تصل إلى لبنان لـ"حزب الله" من إيران، مرورا بالعراق إلى سوريا، لتقف على آليات ونوعية الإمدادات التسليحية القادمة والقائمين عليها.
وأشارت حداد إلى أن التفوق الاستخباراتي للجانب الإسرائيلي، لم يكن قائما فقط على البعد التكنولوجي والتقني أو التتبع عبر الأدوات الجوية العسكرية، ولكن هناك حضورا قويا لاستخدام آلية تجنيد العملاء ليس فقط على مستوى الواقع اللبناني المدني، وإنما تجنيد داخل كوادر حزب الله.
وأضافت تقول: "قد يكون مدير فرع مدني بالتنظيم، خاضعًا لهذا التجنيد بشكل أو بآخر، ويكون من خلاله الحصول على معلومات استخباراتية عن تواجد كوادر حزب الله في منطقة معينة".
وأشارت إلى أن عمليات التجنيد البشري، ليست فقط على مستوى عناصر في "حزب الله" ولكن التجنيد طال كوادر من "الحرس الثوري" الذي يعتبر الذراع الخارجية للنظام الإيراني، وبالتالي هذه الاختراقات حملت تفوقا للإسرائيليين، واستطاعوا فعليا حسم المعركة من خلال تفكيك القدرات البشرية وأيضا الميدانية لحزب الله.
ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، نزار نزال، إن الأمر لا يتعلق فقط بتفوق استخباراتي في حسم المعركة، بالرغم من أن تل أبيب تمتلك قدرات استخباراتية وأمنية ليست بسيطة، لكن النقطة الفارقة تتعلق بالاتحاد الاستخباراتي الغربي الداعم لقدرات إسرائيل.
وفي صدارة هذا الاتحاد، الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وهي إمكانيات سخرتها تل أبيب في مناحي عدة، لا سيما ما يظهر حاليا من توجيه ضربات لـ"حزب الله"، أفقدته على الأقل توازن الرأس، في إشارة إلى اغتيال قيادات الصف الأول.
وقال نزال لـ"إرم نيوز" إن الضربات الإسرائيلية القائمة على الإمكانيات الاستخباراتية العالية التي وجهت لـ"حزب الله"، هي "تكتيكية" وليست استراتيجية، فيما كان من الممكن القول إن الجسم الذي جرى استهدفه تكسرت أضلاعه، وسيبدأ يتلاشى شيئا فشيئا.
ويرى نزال أن الضربات التي تعرض لها "حزب الله" في الوقت الحالي، قد تحمل من جهة أخرى، إعادة توازن له إلى حد ما، وذلك عندما يقف على حالته، ويستبدل القادة المشكوك في أمرهم كافة، في ظل ما تعرض له من اختراقات في المرحلة الأخيرة.
لكنه أشار إلى أن مشهد تعيين أمين عام جديد لـ"حزب الله"، يحمل نسخة من تجربة حركة حماس عندما تم اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي كان يعتبر الخط العاقل والواقعي، واستبدل بمتشدد من الصقور، وهو يحيى السنوار.
وتابع يقول: "الحال نفسه في حزب الله، مع التوجه لاختيار هاشم صفي الدين الذي يعتبر من الفولاذيين، ويصنف في صدارة الصقور العقائدين ويتصف بالمتهور، مما سيحمل تصعيدًا بوجه آخر وأكبر في مواجهة إسرائيل".