مدير أمن عدن لـ"إرم نيوز": نسعى إلى إعادة الاستقرار رغم تركة الحرب الثقيلة
مدير أمن عدن لـ"إرم نيوز": نسعى إلى إعادة الاستقرار رغم تركة الحرب الثقيلةمدير أمن عدن لـ"إرم نيوز": نسعى إلى إعادة الاستقرار رغم تركة الحرب الثقيلة

مدير أمن عدن لـ"إرم نيوز": نسعى إلى إعادة الاستقرار رغم تركة الحرب الثقيلة

تكافح قوات الأمن في عدن، لإعادة الاستقرار إلى المدينة اليمنية الجنوبية، التي عانت الانفلات منذ تحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح، لكن هناك معوقات تحول دون نجاح مساعي قوات الأمن، تتمثل في عدم وجود الدعم الكافي من قبل الحكومة، وغياب عدد كبير من الكوادر الأمنية.

وأكد مدير أمن عدن، اللواء شلال شائع، في حوار مع "إرم نيوز" على جهود قواته لفرض الأمن في المدينة، والقضاء على الجماعات "الإرهابية" التي شنت عدة هجمات متفرقة، نافيًا ما تردد حول إفراج قوات الأمن عن بعض العناصر المغرر بها والمتعاطفة مع تلك الجماعات.

وأشار إلى أن نقل البنك المركزي إلى عدن، هو "دليل على ثقة الرئيس عبدربه منصور هادي بقواتنا"، مؤكدًا على قدرة تلك القوات في استيعاب مثل هذه الخطوة.

وكشف عن جهود حكومية لتشكيل كتيبة خاصة لأمن الموانئ الجوية، قائلًا: "تمت الخطوات الأولى في هذا السياق بالتزامن مع تأهيل مطار عدن الدولي وفق المواصفات الدولية وبرعاية من قبل قوات التحالف العربي والإمارات".

وتاليًا نص الحوار:

* ما هي التركة التي خلفتها الحرب الأخيرة في عدن أمنيًا؟

- بحق كانت تركة ثقيلة، بنية تحتية مدمرة كليًا شملت أيضا المرافق الأمنية، ومنتسبو الأجهزة الأمنية غالبيتهم في البيوت والبعض منهم واقع تحت مقصلة الجماعات الإرهابية التي كانت تحصد يوميًا كوادر في القضاء والأمن والجيش ومن المقاومة الجنوبية.

كما أن هناك أقسام شرطة بيد جماعات مسلحة، والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة قبل الحرب -بينها البحث الجنائي الأمن السياسي والقومي الشرطة العسكرية دوائر الاستخبارات- جميعها معطلة، فضلًا عن أن الميزانية التي كانت تُرصد لتلك الأجهزة بطبيعة الحال قطعت من صنعاء.

الصورة بعمومها أن عدن بدون أمن، والجهود التي كان يبذلها الشرفاء من المقاومة الجنوبية لم تكن كافية البتة لمواجهة التنظيمات الإرهابية الدولية والعصابات الأخرى الممولة من جهات استخباراتية تابعة لصالح والحوثيين، وهناك قوى حزبية أخرى عملت جميعها لزعزعة الأمن والاستقرار في عدن وبقية مناطق الجنوب المحررة.

لكن بفضل الله والدعم الكبير من قوات التحالف العربي، وبوطنية رجال الأمن والمقاومة، تمكنا من تجاوز كل تلك الصعاب، وأصبح الواقع الأمني في عدن كما ترونه اليوم.

* بعد الحرب تعددت الكتائب والقوات والميليشيات في عدن.. هل هناك خطوات جادة لدمج كل هذه القوات والميليشيات في إطار جهاز أمني واحد؟

- أفرزت الحرب واقعا جديدًا، وجميعنا يعلم أن قوى مختلفة شاركت في الحرب وساهمت في تحرير عدن وبقية المناطق الجنوبية، وتشكلت منها كتائب وفرق للمقاومة أثبتت وطنيتها وسلمت أسلحتها بعد الحرب للتحالف، وانصهر عديدون من شباب المقاومة في الأجهزة الأمنية واستوعبنا بحسب المتاح عدد كبير منهم.

وتمت معالجة القضايا في عدن بحكمة وتروي، وتعاملنا مع كل قضية على حدة، وبالفعل عادت كل المرافق إلى سيادة السلطة المحلية في عدن.

وأثناء ذلك كنا حريصين جدًا على تفويت الفرصة على من يريد إشعال الحرائق وافتعال الأزمات وإغراق عدن في الفوضى بحسب المخطط المرسوم من صنعاء، وبإمكانكم اليوم التجول في أي مديرية في عدن بأمن وأمان، ولو قارنت الوضع قبل الحرب أمنيًا به الآن بالأرقام والشواهد ستعرف أن ما تحقق كبير وكبير جدًا.

الأجهزة الأمنية الآن في عدن، جميعها خاضعة، وتعمل تحت إدارة أمن عدن، وبإشراف مباشر من قبل قوات التحالف العربي.

* هل لديكم برنامج واضح لتثبيت الأمن في عدن ورفع جاهزية الأجهزة الأمنية؟

- نحن نمشي وفق خطة أمنية نفذناها على مراحل رفع جاهزية القوى الأمنية يتطلب تكاتف الجميع ونجدها فرصة لتقديم كل الشكر والتقدير لأهلنا في عدن والذين كان لهم الدور الأبرز في تحقيق الأمن والاستقرار عبر تعاونهم ومشاركتهم الفاعلة مع أمن عدن.

ولكي تكونوا بالصورة، جنودنا منذ تسعة أشهر بلا مرتبات، وأمن عدن دون ميزانية، لذا نقول إن الوطنية وحب الجنوب، كان المحرك الأبرز لكافة منتسبي الأجهزة الأمنية والمقاومة معا.

* ماهي أهم العراقيل والصعاب التي تواجهونها في جهاز الأمن بعدن؟

- عدم وجود الدعم الكافي من قبل الحكومة إلى اليوم، وغياب عدد كبير من الكوادر الأمنية، صعب عملنا كثيرًا وكل الدعم والمساندة يتم عبر التحالف العربي والإمارات.

هناك أيضًا معوقات عديدة لا يتسع المجال لذكرها بالمحصلة، بدأنا الآن مرحلة عودة المحاكم والقضاء والنيابات إلى العمل، وهي خطوة مهمة في طريق عودة تطبيع الحياة في عدن.

* ماذا بشأن مراكز الشرطة المنتشرة في مديريات عدن؟ وهل هناك إجراءات لتفعيل دور وهيبة هذه المراكز؟

- قدمت الإمارات دعما سخيا لأقسام الشرطة، التي كانت بعد الحرب تفتقر إلى السيارات، واليوم هناك سيارات حديثة لدى كل قسم شرطة في عدن، وأقسام الشرطة في كافة مديريات عدن تعمل بكفاءة.

كما يعاد تأهيل أفراد الأمن تدريجيًا، إضافة إلى تفعيل نشاط البحث الجنائي وكافة إدارات الأمن.

وإن كنت تشير إلى الأحداث وعمليات الاغتيال، فمقارنة بسيطة بين الوضع قبل الحرب وقبل أربعة إشهر، والوضع الآن، تغنيك عن السؤال.

* ما هي إنجازاتكم في مجال مكافحة الإرهاب إلى الآن؟ وهل هناك خطط وإجراءات قادمة لاجثتات الإرهاب من عدن؟

- تمكنت أجهزة الأمن تحديدا الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب المدعومة من التحالف العربي والتابعة لإدارة أمن عدن وإلى جانبها الوحدات الأمنية والعسكرية المساندة، من تطهير محافظتي عدن ولحج بمساندة مباشرة من التحالف العربي وفي أشهر معدودة.

وتمكنت الوحدة من القبض على العشرات من عناصر التنظيمات الإرهابية بينهم قيادات مطلوبة دوليًا، كما تمكنت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن من كشف عشرات مخازن الأسلحة والمتفجرات، وأحبطت -في عمليات نوعية استباقية- عمليات تفجير بسيارات مفخخة في المنصورة والشيخ عثمان ولحج وأخرى كانت تستهدف مقر التحالف العربي.

كما ألقت القبض في غضون أسابيع على عصابات وجماعات إرهابية اعترفت بمسؤوليتها عن قتل أئمة المساجد وقيادات أمنية وعسكرية وفي المقاومة الجنوبية، وتمكنت من تفكيك خلايا دولية تابعة لتنظيمي داعش والقاعدة.

أيضا تمكنت إدارة أمن عدن خلال أسابيع معدودة، من القبض على عصابات اعترف عناصرها بمسؤوليتهم عن عمليات تخريب متعمدة لمولدات الكهرباء وأنابيب الصرف الصحي  وغيرها.

وقدمت إدارة أمن عدن، في سبيل استتباب واستقرار الأمن في المدينة ومحيطها، 97 قتيلًا، وأكثر من 160 جريحًا، بينهم 16 قتيلًا و48 جريحًا من حراستي الشخصية.

* متى ظهرت الجماعات المتطرفة في عدن؟

- هي متواجدة منذ سنوات، وتدار من صنعاء، وتطهير عدن منها يدل على أن لا حاضنة شعبية لها في عدن، بل أن الحرب عليها كانت بمساندة شعبية مجتمعية غير مسبوقة، وبعون الله عدن لن تكون يوما مرتعا لعصابات صنعاء الإرهابية.

* لماذا لم يتم تشكيل كتيبة خاصة لأمن الموانئ الجوية؟

- جاري العمل على ذلك، وتمت الخطوات الأولى في هذا السياق بالتزامن مع تأهيل مطار عدن الدولي وفق المواصفات الدولية وبرعاية من قبل قوات التحالف العربي والإمارات، وبرعاية من الرئيس عبدربه منصور هادي.

* تتحدث بعض المصادر حول إفراج قوات الأمن عن بعض العناصر المغرر بها والمتعاطفة مع الجماعات الإرهابية بعدن.. لماذا تم ذلك؟

- لم يحدث ذلك على الإطلاق ومن ثبت تورطه في عمليات قتل وسفك للدماء المعصومة، فالقضاء في انتظاره، سعينا في بعض الحالات إلى إتاحة الفرصة لعدد ممن لم يثبت تورطهم أو ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء ليكونوا عناصر إيجابية في المجتمع، وقلت على الدوام لا وساطات في شرع وحدود الله.

* ما هو دور المحافظ الزبيدي كشريك لكم في مكافحة الارهاب؟

- المحافظ اللواء عيدروس الزبيدي، رفيق نضال ورجل ثورة، وكل خطواتنا السابقة كانت بمباركته، فهو رئيس اللجنة الأمنية في عدن، والتحالف العربي قدم كل شيء، ولولا ذلك لكان واقع الحال مختلف تمامًا.

* البنك المركزي ونقله إلى عدن.. هل لأجهزة أمن عدن القدرة على استيعاب مثل هذا الحدث؟

- لو لم تكن ثقة الرئيس هادي بأمن عدن، كبيرة، ما أقدم على خطوة كبيرة كهذه، وبعون الله سترون عملنا على الأرض، وستسير الأمور في عدن على خير ما يرام.

* لازالت عدن تعاني من بعض الاختلالات الأمنية، فيما شهدت المدينة حوادث اغتيالات وتفجيرات مؤخرا؟ ما المانع من استتباب الأمن في عدن؟

- لا أبرر إطلاقا، فالتفجيرات الإرهابية موجودة حتى في دول متقدمة تمتلك كل الإمكانيات.

تعلم أن قائمة المستهدفين من الكوادر الجنوبية الأمنية والعسكرية وفي مقاومة، يفوق عددها الـ 100 ألف.. هل من المنطقي أن تعين إدارة أمن عدن أفراد حراسة لكل هؤلاء، وهم في حدقات العيون، ولو لدينا الإمكانيات لفعلنا.

وعلى الرغم من ذلك، تتعهد إدارة أمن عدن لذوي القتلى، بأن الجناة لن ينعموا بالأمن وسيتم جرهم إلى زنازين العدل للقصاص في أقرب وقت، والأيام القليلة القادمة كفيلة بردنا العملي دون ضجيج أو جدل مع جهات أوجعتها الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عدن نعلم جيدا مستودعها ومستقرها وعلاقتها المباشرة وغير المباشرة بعصابات الإرهاب ودعمها.

* عملية ترحيل بعض المخالفين وممن لا يحملون هوية أو أوراق ثبوتية.. توقفت منذ مدة ورافقتها حملة إعلامية شرسة زعمت فيها بعض الأطراف أنها تستهدف الشماليين فقط.. لماذا توقفت الحملة؟ 

- قلنا ونكرر فرض المنظومة الأمنية في عدن تسير وفق خطة مدروسة وعلى مراحل وبإشراف مباشر من قبل التحالف والإجراءات الاحترازية تطال كل مجهولي الهوية أو الأشخاص المشتبهين وفق معلومات خاصة تصل أجهزة الأمن وغالب تلك الإجراءات الغرض منها حماية الأبرياء.

* أجهزة الأمن السياسي والأمن القومي في عدن ما مصيرهم؟ خاصة أنه لم يعد لهم أي دور بعد انتهاء الحرب؟

- تشكيل هذه الوحدات -كما تعلمون- ومقراتها المركزية في صنعاء وبياناتها أيضًا. نحن نعمل على بناء المنظومة الأمنية مع التحالف العربي دون استعجال.

* هل هناك توتر في العلاقة بينكم وبين وزير الداخلية؟

- لا صحة لذلك على العكس تماما علاقتنا بالأخ الوزير ممتازة جدًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com