"الصراري".. بلدة يمنية أنهكها الحوثيون وحولوها إلى كربلاء أخرى (صور وفيديو)
"الصراري".. بلدة يمنية أنهكها الحوثيون وحولوها إلى كربلاء أخرى (صور وفيديو)"الصراري".. بلدة يمنية أنهكها الحوثيون وحولوها إلى كربلاء أخرى (صور وفيديو)

"الصراري".. بلدة يمنية أنهكها الحوثيون وحولوها إلى كربلاء أخرى (صور وفيديو)

عثرت قوات "الجيش الوطني" و"المقاومة الشعبية" بمحافظة تعز اليمنية، في بلدة الصراري" التي سيطرت عليها الثلاثاء الماضي، على مسجد تاريخي حولته ميليشيات الحوثيين والموالون لهم من أبناء البلدة إلى مركز لإقامة الطقوس الدينية الشيعية، إلى جانب عدد من المراكز التعليمية والدعوية لنشر الفكر الحوثي.

وتقع بلدة "الصراري" في الجزء الجنوبي من المدينة، وسط جبل "صبر" ومديرية "المسراخ"، وتعدّ أحد أهم مراكز نشر التشيّع في محافظة تعز، خلال السنوات القليلة الماضية، نظراً لانتماء غالبية سكانها الهاشميين للمذهب الشيعي الجعفري، لكنها تحولت مؤخراً إلى مركز تجمّع للميليشيات الحوثية القادمة من أقصى شمال البلاد، وباتت مستودعاً لترسانتهم العسكرية.

وقال عدنان زريق، رئيس غرفة عمليات "المقاومة الشعبية" في تعز، خلال مؤتمر صحفي، إن القرية أصبحت "أشبه ما تكون بالأحواز في إيران، حيث أطبقت الميليشيات الحوثية عليها حصاراً خانقاً، وحاولوا فرض أفكار مستوردة على أهلها، وهذه الأفكار لم نعهدها في تعز".

وتمكنت قوات "الجيش الوطني" و"المقاومة الشعبية" في تعز من السيطرة على بلدة "الصراري"، عقب معارك عنيفة قتل فيها ما لا يقل عن 6 من عناصر المقاومة، وإصابة أكثر من 7 آخرين، وعشرات القتلى والجرحى من طرف الحوثيين والموالين لهم، إضافة إلى أسر أكثر من 24 منهم.

وتُشيع الميليشيات الحوثية، أن الجيش الوطني والمقاومة ارتكبا جرائم ضد أهالي البلدة وفجروا فيها دوراً للعبادة ومنازل للمدنيين، وهو ما نفاه أكثر من قيادي في مقاومة تعز.

وأفاد زريق بأن عدداً من عناصر الميليشيات أحرقوا بعض المنازل التي تحتوي على وثائق ومستندات ومقتنيات تخصهم، قبل أن تتمكن قوات الجيش والمقاومة من الدخول إلى البلدة، في حين تمكن آخرون من تفخيخ مسجد "عزلة الصراري" وتفجيره لاحقاً، في محاولة منهم لتشويه أخلاقيات "المقاومة الشعبية".

وقال نائب رئيس مجلس المقاومة في تعز، عارف جامل، إن تحرير الصراري جاء من منطلق أمني بحت، لا سيما وأن الميليشيات تقطع أحد منافذ تعز عبر سيطرتها على البلدة التي تعدّ مركزا لتجمع الميليشيات وعتادهم وتعزيز جبهات القتال في المناطق الأخرى، ومنها أحيكت المؤامرات على جبل العروس، أهم المواقع العسكرية الإستراتيجية في تعز.

ووصف المصور الصحافي عبدالناصر الصديق، الذي تمكن من الدخول إلى بلدة "الصراري" عقب السيطرة عليها، البلدة بأنها "كربلاء تعز"، وقال إنه عثر على أحجار الشيعة التي يسجدون عليها، وشاهد مدارس تعليمية حولتها الميليشيات منذ سنوات إلى مراكز تدريب وغسيل لأدمغة الأطفال، كما عُثر على بعض الكتب الدينية الخاصة بالشيعة.

وعلق أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات، الدكتور نبيل الشرجبي، على استماتة الحوثيين في بلدة "الصراري" بالقول :"قبل بضع سنوات، عندما بدأ المشروع الحوثي يتحول من مشروع سري إلى مشروع علني، كانت قرية "الصراري" حاضرة في كل ذلك المشهد بكل تفاصيله، وقد كانت تلك المنطقة نقطة الانطلاق التي بدأت منها حركة الحوثي الزحف والتحرك والحشد في مناطق وقرى ونواحي تعز الأخرى لتغيير وجهها الديني والثقافي والاجتماعي".

ولفت في منشور له على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" إلى أن الحوثيين هدفوا أولاً إلى "تأسيس مركز انطلاق مشروعهم بدءاً من سلخ هاشميى تعز من النسيج الاجتماعي والديني والثقافي وإعادة تموضعهم من جديد خارج مشروع الاندماج في النسيج التعزي، ونجحوا في ذلك كثيراً جداً، ثم بدأت المرحلة الثانية لمشروعهم بسلخ أسر تقترب من هاشميي تعز ليشكل جلهم مجموعا كبيرا ساهم وبقوة في إيقاع أغلب تعز تحت قبضة الحوثيين، وكان نجاح الحوثيبن في ذلك يمثل خرقاً ونصراً لا يمكن إغفاله أو إنكاره".

ونشر أحد المواقع الإخبارية المحلية في اليمن عدداً من المشاهد المرئية لما يسمى "فعالية موكب عاشوراء" و"حسينية العقيلة زينب" أقيمتا في بلدة "الصراري" بتعز، خلال الأعوام الماضية، بإشراف من "المجمع الإسلامي الشيعي في اليمن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com