لماذا تضخ قطر استثمارات بالملايين في تونس؟
لماذا تضخ قطر استثمارات بالملايين في تونس؟لماذا تضخ قطر استثمارات بالملايين في تونس؟

لماذا تضخ قطر استثمارات بالملايين في تونس؟

يقدم مؤتمر الاستثمار، الذي تستضيفه تونس حالياً، باقة من المشاريع الاستثمارية بمليارات الدولارات، والتي من شأنها إنعاش الاقتصاد التونسي المُنهك، وإعطاؤه فرصة نادرة لاستعادة الثقة في المستقبل وسط انخفاض تصنيفات السندات والاضطرابات العمّالية.

وقال مراد فرادي، أحد المفوضين العامين للمؤتمر العالمي للاستثمار، إن هذا المؤتمر سيساعد في تحديد ما إذا كانت التدفقات النقدية القطرية تراهن على الحصان الرابح في إطار سعيها لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا بعد ثورات الربيع العربي، حيث تعتبر قطر الأب الروحي للمؤتمر.

ويعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الوحيد الذي يشارك في المؤتمر، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام قطرية أن الأمير حمل معه خطة لضخ باقة من الاستثمارات الضخمة في الاقتصاد التونسي الراكد.

ومع انطلاق المؤتمر، أعلن أمير قطر أن بلاده ستقدم مساعدات لتونس بقيمة 1.25 مليار دولار، كما قالت وزيرة المالية التونسية لمياء الزريبي لرويترز إن قطر أبدت استعدادها لتأجيل سداد قرض بقيمة 500 مليون دولار مستحق على تونس في 2016 لمدة عامين على الأقل.

ولأن قطر هي الراعي الرسمي للمؤتمر، فإن وجودها ليس بالأمر المفاجئ، حيث تولي اهتماماً كبيراً بتونس، منذ فترة طويلة خاصة بعد "ثورة الياسمين".

وقال المحلل السياسي يوسف شريف: "تم بناء كلية الطب بجامعة تونس بمنحة قطرية، وهناك استثمارات قطرية بمجال السياحة ومحطة تكرير البترول الساحلية بمدينة الصُّخَيرة، ولكن الفساد والخلافات السياسية أوقفت أو أبطأت تدفق هذه الاستثمارات".

وقال وزير المالية والاستثمار الأسبق ياسين إبراهيم: "أدى الفراغ المالي بعد الثورة إلى مرحلة جديدة في الاستثمارات، حيث وجدت تونس نفسها ترتبط شيئا فشيئا بدول الخليج العربي وخاصة قطر، وجاء تدخل قطر في تمويل تونس عقب تأسيس حكومة "الترويكا" وزيادة قوة حزب "النهضة" الإسلامي بعد انتخابات الجمعية التأسيسية في العام 2011.

ووفقاً لدراسة أجراها المجلس الألماني للعلاقات الخارجية في العام 2015، فإن قطر قد توسّمَت خيراً في الثورة التونسية، وتمنّت أن ينظر إليها الغرب على أنها محور وجسر إلى حزب "النهضة" وعلى أنها جزء من شبكة الحركات الإسلامية الواسعة، والتي كان من المتوقع أن تكون القوى الأكبر مستقبليا بمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف شريف: "تماشت السياسة التونسية مع الرؤية القطرية للمنطقة (على الأقل في الفترة ما بين عامي 2011 إلى 2014) ما دفع بعض المراقبين إلى وصف تونس على أنها جزء من المحور التركي- القطري، حيث تسارعت المنح والقروض بعد العام 2012، وأصبحت قطر أكبر مستثمر عربي في تونس.

ووفقاً للإحصاءات التي يرجع تاريخها إلى سبتمبر من العام 2016، والتي أصدرتها وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي التونسي، أصبحت قطر تركز بشكل متزايد على قطاع السياحة، حسبما أشارت تقرير وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي التونسي.

وقامت شركة "ديار" القطرية بشراء فندق فخم في طبرق، وهي مدينة ساحلية بالقرب من الحدود الجزائرية، ويتضمن الفندق مجمعاً تدريبياً لكرة القدم، وتنفق قطر أيضاً عشرات الملايين من الدولارات في الاستثمار بالمشاريع السياحية في الجنوب بالقرب من "دوز" وفي "قمرت" وهي إحدى الضواحي الغنية بتونس.

وقام القطريون أيضاً بتقديم بعض التبرعات الصغيرة لوزارة الداخلية ومشاريع الأمن التي تقوم عليها، ويقول إبراهيم: "ليست لديهم فكرة كبيرة عن التبرعات مثل التي لديهم عن الاستثمارات".

وأوضح شريف جانباً هاماً بقوله: "هذه الاستثمارات ليست لها عوائد مالية كبيرة بالنسبة للقطريين على خلاف ما ينفقونه في فرنسا والمملكة المتحدة على سبيل المثال، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الاستثمارات توفر لهم الشعبية بين العديد من التونسيين والحلفاء الأقوياء".

وتعتبر قطر حالياً لاعباً رئيسياً في السياسة التونسية حيث قامت بالتودد إلى كل حكومة منذ العام 2011 حتى تلك الأكثر معارضة لسياستها.

وفي حين تمتلك قطر علاقات جيدة مع جميع الأطياف السياسية بتونس سواء مع حزب النهضة أو نداء تونس فقد يثير هذا الأمر القلق من أن هذا النفوذ الكبير قد يؤدي إلى "استحواذ الدوحة" على البلاد، وعلى الرغم من ذلك فلا تملك تونس الفرصة لتكون انتقائية للغاية، وذلك بسبب الحاجة الماسّة لمشاريع البنية التحتية والاستثمارات الأجنبية بالإضافة إلى الحاجة الشديدة لتوفير فرص عمل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com