قصة التقرير الذي أطاح برئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري
قصة التقرير الذي أطاح برئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسريقصة التقرير الذي أطاح برئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري

قصة التقرير الذي أطاح برئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري

بانتهاء أيام زيارة "الأربعين" لضريح الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه) في كربلاء، ومع احتفالات العراق الرسمية بتطهير شرق الموصل، تراجعت حدة التغطيات الإعلامية والمتابعات السياسية المتوترة، لقضية التقرير الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، حول قلق من ضخامة أعداد حالات الحمل في هذا الموسم الذي يؤمه ملايين الزوار الشيعة من إيران وغيرها من الدول.

التقرير الذي أثار استياءً في العراق، وتحشيدًا من طرف إيران والمنابر الإخبارية ذات الصلة بحزب الله والنظام السوري، خضع هنا في لندن لتحليلات استقصائية تولتها مراكز بحثية في رصدها للخطوط البيانية التي تتحرك بها القضايا الإعلامية والماكنات السياسية في منطقة كالشرق الأوسط موضوعة على نيران متنقلة.

التسلسل الزمني

بداية هذا الأسبوع نشرت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن عن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، تقريرًا على صفحتها الأولى معنونًا بـ"تحذير أممي من حالات الحمل غير الشرعي في كربلاء" / "الباسيج" ومليون إيراني في المدينة لـ"زيارة الأربعين".

وفي التقرير الذي يشير إلى حالات الاختلاط الحاشدة في هذا الموسم المذهبي، جرت الإشارة الى معلومات كانت نسبت لمنظمة الصحة العالمية تنقل عن غريغوري هارشل المتحدث باسم المنظمة العالمية قوله: "إن المناسبات الدينية في جنوب العراق تشهد في الغالب اختلاطًا غير منتظم بالوفود القادمة من خارج العراق خاصة من إيران المجاورة، وتشير إلى أنه "بعد زيارة الأربعين العام الماضي حصلت حالات حمل غير شرعي لأكثر من 160 أمرأة عراقية".

وفيما قال بيان النفي الصادر عن منظمة الصحة العالمية، إنهم سيتابعون التحقيق في ظروف وأسباب النشر الأول على موقع لم يسمّه (تبيّن لاحقًا أنه موقع "أصوات حرة " العراقي) فقد تصاعدت الوتائر السياسية والإعلامية التي خصّت "الشرق الأوسط" بالتنديد وتضمنت في بعضها مطالبات عراقية للحكومة السعودية بالاعتذار واتخاذ اجراءات حازمة، فضلاً عن بيانات شجب من مرجعيات دينية وزعامات سياسية، وملاحقات قضائية لرئيس تحرير الشرق الأوسط ومدير مكتبها في بغداد مع مندوبها في العراق.

مراكز التحليل، هنا في لندن، رصدت مثلاً 27 متابعة إعلامية من طرف موقع "العالم" الإخباري الايراني تضمنت استنطاقات تحشيدية لطيف كبير من الشخصيات، بعضها وصف ما نشرته الشرق الأوسط بأنه جزء من حملة سعودية تتضمن في ثناياها موقفًا من مجريات حرب الموصل.

جريدة الشرق الأوسط التي ذكرت يوم الاثنين الماضي أنها لم تكن الوسيلة الإعلامية الأولى التي تشير لهذا التقرير المنسوب لمنظمة الصحة العالمية، أعلنت عن طرد مراسلها في العراق لنشره معلومات مغلوطة.

وأضافت في بيان" أنه من خلال التزامها بمبدأ الأعراف المهنية والمصداقية، فإنها تنشر النفي لتصحيح المعلومات المغلوطة التي تضمنها، كما تعلن عن إيقاف التعامل مع محرر الصحيفة ببغداد الذي تسبب بنشر التقرير. وفي الوقت نفسه شطبت تقريرها من الموقع ومن الارشيف.

ويوم أمس الأربعاء، أعلن رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري، على حسابه في تويتر، عن انتهاء علاقته الوظيفية بالصحيفة، مشيرًا إلى أن الصحفي اللبناني غسان شربل الذي استقال من رئاسة تحرير صحيفة "الحياة اللندنية" سيحل محله.

وكانت صحيفة الحياة السعودية أعلنت عن تعيين زهير قصيباتي رئيسًا لتحريرها خلفًا لغسان شربل.

وفي العراق، نُشر أن مراسل صحيفة الشرق الأوسط، معد فياض الذي أعفته الصحيفة من عمله وكذلك مدير مكتبها حمزة مصطفى، قد اختفيا وسط ملاحقات قضائية وتهديدات مختلفة.

أما موقع "أصوات حرة " العراقي الذي كان نشر التصريح المنسوب لمنظمة الصحة العالمية  قبل أن تعيد الشرق الاوسط نشره، فقد اختفى (الموقع من الإنترنت) وظلت صفحته على فيسبوك بعد شطب كل الأخبار  الحديثة.

يشار إلى أن الدوسري كان تولى رئاسة تحرير الشرق الأوسط العام 2014 بعد أن عمل مراسلاً لها في البحرين العام 2004 ومديرًا لتحريرها في الإمارات العام 2006.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com