اعتراف مصر بمذبحة الأرمن خطوة "كيدية" أم "إنصاف" إنساني؟
اعتراف مصر بمذبحة الأرمن خطوة "كيدية" أم "إنصاف" إنساني؟اعتراف مصر بمذبحة الأرمن خطوة "كيدية" أم "إنصاف" إنساني؟

اعتراف مصر بمذبحة الأرمن خطوة "كيدية" أم "إنصاف" إنساني؟

دخل البرلمان المصري، على خط المواجهة الحكومية بين القاهرة وأنقرة، التي تدخل عامها الثالث على التوالي، من خلال إصدار قرار بالاعتراف الرسمي بارتكاب الأتراك جريمة إبادة جماعية للأرمن.

وعقب فشل الانقلاب العسكري في تركيا، تجددت الخلافات بين البلدين، في أعقاب ما تردد عن عرقلة القاهرة لبيان بمجلس الأمن يدين الانقلاب، قالت القاهرة في أعقابها، إنها فقط ترفض الاعتراف بشرعية النظام الديمقراطي في تركيا، وهو ما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى معاودة الهجوم على مصر مجددًا، عقب هدنة مؤقتة، عندما قال في حوار مع قناة الجزيرة، إن "السيسي هو رجل الانقلاب، لأنه قام بالانقلاب على مرسي، الرئيس المنتخب من خلال الشعب باستخدام السلاح"، على حد زعمه.

وفي خضم التلاسن والتصعيد بين الطرفين، بادر النائب بالبرلمان المصري، مصطفى بكري بجمع توقيعات أكثر من 336 عضوًا لاستصدار قرار رسمي من البرلمان المصري يدين "المذابح العثمانية ضد الأرمن"، حيث تضمن مشروع القرار إدانة "المذابح العثمانية التي وقعت ضد الأرمن في الفترة من عام 1915- 1922، والتي راح ضحيتها 1.5 مليون من الأبرياء المدنيين، نظرًا لأن هذه الجريمة تمثل إبادة جماعية لشعب أعزل".

خبراء سياسيون اعتبروا في تصريحات منفصلة لـ"إرم نيوز"، اعتراف البرلمان المصري بتلك المذبحة "محاولة كيدية"، ونوعًا من "المشاحنات السياسية"، على خلفية التوتر الناشب بين البلدين، آخذين على البرلمان المصري، إقحام نفسه في الخلاف السياسي بين الحكومتين، وصفته التشريعية تفرض أمورًا أخرى أكثر حيوية، بحسب قولهم.

من جانبه، قال الدكتور عبد الحميد الشيخ، عضو مجلس النواب، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن توتر العلاقات بين مصر وتركيا ازداد عقب فشل الانقلاب العسكري في تركيا، معتبرًا أن محاولة عدد من النواب إصدار قرار بالاعتراف الرسمي بجريمة الإبادة الجماعية للأرمن "مجرد زيادة حقن مشاحنات وبحث في سجلات قديمة"، بحسب قوله.

وأضاف الشيخ، أن البرلمان مطالب بإنجاز عدد من القضايا، والنظر إلى الملف الاقتصادي، حتى تستطيع مجابهة تركيا أو غيرها من الدول، حال تعثر العلاقات، منوهًا بأن قوة الاقتصاد التركي، تقوي موقفه في المواجهات السياسية مع أي دولة.

أشرف رحيم، عضو مجلس النواب، قال إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية، هي الكفيلة بالإدانة، معتبرًا أنه "لا جدوى من اعتراف مصر بجرائم الأتراك ضد الأرمن"، إذ أن مصر ليست جهة فرض عقوبة على تركيا، على حد قوله.

وأشار عضو مجلس النواب في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن إقحام للبرلمان المصري في غير اختصاصاته قرار غير صائب، لافتًا إلى أن تلك المسألة مهمة الدبلوماسية المصرية، بناء على اعتبارات سياسية ودبلوماسية.

وأكد رحيم، أن الفترة الراهنة تحتاج التركيز على النطاق الداخلي، واستهداف الشباب لتقليل الاحتقان، وخلق فرص عمل في القطاعين الخاص والحكومي، ومناقشة أسباب الارتفاع الجنوني للدولار، والرقابة على الأسعار، والتطرق إلى مناقشة قضايا الفساد.

إلى ذلك، قال الفقيه القانوني والدستوري عصام الاسطنبولي، إن تقديم مشروع الاعتراف بمذبحة الأرمن، يحتاج لدراسة وأسس سياسية محكمة، حتى لا تندرج مصر تحت مظلة المشاحنات والمناكفات السياسية، لافتًا إلى أن "القرار غير مناسب للرد على تدخلات أردوغان في الشأن المصري، ومواقفه المعادية للسياسة المصرية".

وأضاف الاسطنبولي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن البرلمان مطالب بمناقشة قضايا ذات أولوية، التي تمس العروبة مثل القضية الفلسطينية وما فعلته بريطانيا بوعد بلفور، والتفريط في أراض عربية وإقامة دولة الاحتلال، منوهًا بأن القضية الأرمنية، لا يوجد مردود أو استفادة منها على مصر والوطن العربي.

وفي سابقة تاريخية وذات دلالات عميقة، زار سفير أرمينيا لدى القاهرة، أرمين ملكونيان، الأربعاء الماضي، البرلمان المصري، حيث التقى خلالها رئيس لجنة العلاقات الخارجية ووزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com