"المصريين الأحرار" يتوعد الحكومة ويدعم ولاية ثانية للسيسي (حوار إرم)
"المصريين الأحرار" يتوعد الحكومة ويدعم ولاية ثانية للسيسي (حوار إرم)"المصريين الأحرار" يتوعد الحكومة ويدعم ولاية ثانية للسيسي (حوار إرم)

"المصريين الأحرار" يتوعد الحكومة ويدعم ولاية ثانية للسيسي (حوار إرم)

انطلق حزب "المصريين الأحرار" في مرحلة صعبة من تاريخ مصر الحديث، وتحديدًا عقب ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، لكنه وضع بصمة واضحة في الساحة السياسية، خصوصًا أنه نجح في حصد 65 مقعدًا في البرلمان، ليتصدر المركز الأول على مستوى الأحزاب المحلية، من حيث عدد النواب، في الانتخابات التي جرت عقب ثورة 30 حزيران/ يونيو.

الظهور القوي لـ"المصريين الأحرار"، وتمكنه من حجز مكان له وسط الأحزاب القديمة، يفرض العديد من التساؤلات، حول سياسة الحزب، وكيفية صعوده المفاجئ.

وفي ظل ذلك، كان لـ"إرم نيوز" لقاء مع الأمين العام للحزب، الدكتور نادر الشرقاوي، أجاب خلاله على الكثير من الأسئلة، التي تدور في الشارع المصري، حول سياسيات الحزب، ومواقفه، والمشهد السياسي في البلاد عمومًا. وتاليًا نص الحوار:

* ما رؤية الحزب للحياة السياسية الراهنة في مصر؟

- يجب أن نقرأ التاريخ جيدًا، ونشاهد الدول التي مرت بثورات في العصر الحديث، مثل إسبانيا والبرتغال وبعض دول أوروبا الشرقية، فالدول بعد الثورات يرتفع سقف تطلعات الحرية بها، ويصبح السقف عاليًا جدًا، لكن يبقى الواقع مغايرًا تمامًا لتلك التطلعات.

قمنا بثورتين في مصر، وبالطبع هناك مطالب كثيرة، وثورة 25 يناير، كانت مطالبها الحرية، أما ثورة 30 يونيو، فكانت مطالبها الحفاظ على الهوية المصرية، وبالتالي فقد اضطررنا أن نواجه ردود أفعال المنظمات الإرهابية.

أما بالنسبة للحياة السياسية، فالحقيقة أننا نعيش في رحاب ديمقراطية وليدة، ولابد أن نأخذ الخبرة بأيدينا، ولا يمكن أن تفرض علينا من الخارج، ومصر دولة كبيرة جدًا وقد عرفنا الحياة البرلمانية والحزبية، قبل جميع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقبل دول كبيرة في أوروبا، لكن اعترف بأنه لدينا فهم خاطئ لتطبيق العملية الديمقراطية، ولابد هنا من تقوية الأحزاب.

وأعتقد أن مصر بصدد عملية سياسية جيدة، لكننا نحتاج إلى أن نواجه مشاكلنا بشكل أعمق، وبإرادة حقيقية لكل أفراد المجتمع، أما الديمقراطية الحقيقية فستأتي بشكل تدريجي، لأنها تحتاج إلى تعليم وإعلام وطني منضبط، ومواطن لديه وعي بالسياسة.

* ما موقف الحزب من قانون التظاهر؟

- نحن مع تعديل قانون التظاهر بالكامل، بحيث يتم تخفيف العقوبات التي ينص عليها، كما أننا نتفهم تمامًا أننا في مرحلة حرجة، وأن كثرة التظاهر قد تؤدي إلى مشكلات، لكن نحن نؤمن بالدستور الذي كفل الحريات، وهو الذي كفل التظاهر، وبالتالي فإن قانون التظاهر يحتاج إلى تعديل، ويجب على الدولة تحديد أماكن للتظاهر في المدن المصرية، وأن تمنح المواطن الحق في أن يعبر عن نفسه، دون تعطيل المرور، أو تعطل العمل، على غرار ما يحدث في لندن وغيرها من العواصم الأوروبية.

* كيف يرى الحزب أداء الحكومة في الوقت الحالي؟

- أعطينا الثقة للحكومة، بعد أن كنا نتفهم الوضع الحرج الذي تمر به البلاد، وجاء ذلك بعد عدة لقاءات مع رئيس الحكومة والوزراء، وقد أوضحنا وجهة نظرنا في العديد من الملفات ومنحنا الثقة للحكومة، لكنها ليست ثقة مطلقة، بل محددة الوقت ومحددة التكليفات.

ولكن بعد مرور أشهر من منح الثقة، رأينا أداء مترديًا من بعض الوزراء، والحقيقة أننا أعلنا هذا أمام الجميع في البرلمان، وقلنا نحن نشعر بتردى الأوضاع في بعض الوزارات، لكن هناك وزراء يؤدون عملهم بنجاح على رأسهم وزارة التخطيط ووزارة الكهرباء، وننتظر تقييم أداء بعض الوزارات الأخرى، ومن الممكن أن يقوم الحزب إذا استمر تردى أداء الحكومة، بطلب لحجب الثقة عنها، وأؤكد أننا إذا رأينا أداء ضعيفًا من الحكومة، فلن نصمت.

* ماذا بشأن ملف الإرهاب؟

- بعد ثورة 30 يونيو كانت الجماعات الإرهابية تحاول فرض أيديولوجياتها على الشعب المصري، باستخدام القوة ونشر العنف، لكن مصر، حكومة وشعبًا، استطاعت خلال شهور قليلة، أن تسيطر على تلك العمليات الإرهابية، واستطاعت أن تحاصرهم في منطقة صغيرة جدًا.

وأعتقد أنه خلال أسابيع قليلة لن نسمع عن الإرهاب في سيناء، وبالتالي نحن نمر بسياسة الأوليات، الشعب والجيش والشرطة، كان همهم الأول محاربة الإرهاب، كما أن مصر لا يمكن أن تعيش في عزلة بعد 30 يونيو، وبالتالي كانت هناك مهام خارجية سواء لرئيس البلاد عبدالفتاح السيسي، أو للأحزاب مثل "المصريين الأحرار"، الذي أجرى جولات عديدة في عدة دول، بهدف استعادة العلاقات المصرية الخارجية، وتوضيح الصورة.

* هل يفكر الحزب بالدفع بأحد أعضائه لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة؟ 

- لا أعتقد ذلك، لأن السيسي جاء بتكليف من الشعب ومن القوى السياسية، ونحن كنا من أكبر الأحزاب السياسية الداعمة له أثناء الانتخابات، ومازلنا نثق فى قدرات الرئيس ووطنيته، ونتمنى أن تكون قوة الأجهزة الحكومية، بنفس قوة وسرعة الرئيس، والحزب مع استمرار الرئيس لفترة حكم ثانية.

* هل انتخابات المجالس المحلية في الفترة المقبلة ستكون متكافئة، أم أن المال السياسي سيكون له كلمة أخرى؟

- أعترض على كلمة المال السياسي.. هل هناك انتخابات تجرى في أي دولة في العالم، بدون أموال مهما وصلت درجة الديمقراطية بها، وجميع الدول الديمقراطية يتم فيها تمويل الانتخابات، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، فالمال يلعب دورًا مهما في العملية الانتخابية، لأنها تحتاج إلى مصروفات ومقابلات مع الناخبين، لكن إذا كنا نتحدث عن الرشاوى الانتخابية فهذا شأن آخر، نرفضه تمامًا.

أما فيما يخص انتخابات المحليات، فإننا لن نعلن أي موقف بشأنها، إلا بعد صدور قانون منضبط للمحليات، يتم إصداره بعد حوار مجتمعي مع الأحزاب والقوى السياسية، لتجنب ما حدث من قبل من "العوار الدستوري" الذي حدث في قوانين البرلمان السابق، وبمجرد صدور قانون منضبط، سيعلن حزب المصريين الأحرار كافة التفاصيل الخاصة بانتخابات المحليات.

* هل هناك مشروعات بقوانين سيطرحها نواب حزب المصريين الأحرار تحت قبة مجلس النواب في الفترة القادمة؟

- من المؤكد أن الحزب الذي يمتلك أكبر هيئة برلمانية تحت قبة مجلس النواب، وهي الهيئة الأكثر انضباطًا ونشاطًا في المجلس بحسب شهادة رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، ومن الطبيعي أن يكون لدينا حزمة من القوانين التي نعدها قانونًا تلو الآخر، لكن دور نواب الحزب، لا يقتصر على تقديم مشروعات بقوانين، بل هم يقومون بمراقبة أداء الحكومة، بجانب دورهم التشريعي، وبالتالى فإن أي مسؤول مقصر سيتم محاسبته.

هناك خطة تشريعية في الفترة المقبلة، كما أن للحزب دور كبير في وضع ملاحظاته على الموازنة العامة للدولة، ونحن نعد الآن لتشريعات اقتصادية مهمة للفترة المقبلة.

* كيف يرى الحزب انتقادات الشارع المصري للأداء البرلماني ودور الأحزاب في الفترة الأخيرة؟ 

- هذا البرلمان مختلف تمامًا عن كافة البرلمانات السابقة، وجاء من خلال إرادة الناخب الحرة، ولاننسى أن معظم أعضاءه يمارسون الحياة النيابية لأول مرة، وبالتالي لم تكتمل لديهم الخبرات السياسية الكاملة.

والشيء الآخر هو أن هذا البرلمان، اضطر تحت ضغط شديد، أن يقر عددًا كبيرًا من القوانين في فترة زمنية قصيرة جدًا، لأن الدستور ألزمه بالبت فيها في فترة زمنية محددة، وبعد ذلك عمل البرلمان لفترة بدون لائحة، لأن الدستور يلزمه لائحة جديدة، وإقرارها، يستغرق الكثير من الوقت والجهد.

وكل هذه الأشياء أدت إلى بطء أداء البرلمان إلى حد ما، كما أنه قام بأشياء جيدة، واستطاع أن يعيد علاقات مصر مع أفريقيا والبرلمان الدولي والبرلمان العربي، وأقام علاقات برلمانية مع الكثير من الدول، ويجب ألا نتسرع في الحكم عليه، وأعتقد أنه مع الدورة البرلمانية المقبلة، سيكون لدى النواب خبرة كافية.

* كيف ترى علاقة مصر بالدول العربية؟

- علاقة مصر بالدول العربية، طيبة، والرئيس عبدالفتاح السيسي، استطاع أن يستعيد علاقاتنا بالدولة العربية، وعلاقاتنا بدول الخليج باتت علاقات استراتيجية، عدا قطر.

* كيف يرى الحزب العلاقات المصرية – التركية في ظل التوتر الحادث؟

- مشكلة تركيا أنها يحكمها نظام الإخوان المسلمين، وأعتقد أن رئيسهم سيأخذهم إلى "الهاوية"، إذا لم ينتفض الشعب التركي الذي نحترمه، ضد هذا النظام الذي يعبث بتركيا والمنطقة بأكملها، وأعتقد أن تركيا ستحاول في الفترة المقبلة أن تخرج من عزلتها الشديدة، خاصة بعد أن اعتذرت لروسيا، وتحاول في المستقبل القريب العمل على إعادة الحد الأدنى من العلاقات مع مصر.

* ماذا بشأن الملف الاقتصادي؟

- على المستوى الاقتصادي، تأثرت مصر بمحاولات عزلها، ففقدت السياحة الجزء الأكبر من نصيبها في سوق السياحة العالمي، والاستثمار المباشر حدثت فيه مشكلة كبيرة جدًا إلى جانب إغلاق المصانع أثناء الثورات، وقد أثرت المشكلات الاقتصادية على العملية السياسية بالبلاد، لكنني أعتقد أننا أحرزنا تقدماً كبيراً جداً في ملف الأمن واستعدنا الأمن بشكل ممتاز.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com