لماذا يتمسك الفلسطينيون بإجراء حوار إستراتيجي مع إدارة أوباما قبيل رحيلها؟
لماذا يتمسك الفلسطينيون بإجراء حوار إستراتيجي مع إدارة أوباما قبيل رحيلها؟لماذا يتمسك الفلسطينيون بإجراء حوار إستراتيجي مع إدارة أوباما قبيل رحيلها؟

لماذا يتمسك الفلسطينيون بإجراء حوار إستراتيجي مع إدارة أوباما قبيل رحيلها؟

تتحدث صحف ووكالات أنباء فلسطينية عن توجه وفد رفيع المستوى من السلطة برئاسة صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، لإجراء حوار فلسطيني – أمريكي هو الأول من نوعه منذ عام 1994.

وتفيد أن الوفد سيلتقي يوم غد الاثنين مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، قبل أن تبدأ جلسات العمل مع أطقم أمريكية لبحث العديد من الملفات السياسية والأمنية، والتعليمية والثقافية، وكذلك الدينية.

ويضم الوفد الفسطيني إلى جوار عريقات، كلا من ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية، وحسام زملط مستشار الرئيس للشؤون الإستراتيجيّة، وماجد سامي من وزارة الخارجية، وعادل بشارة من دائرة شؤون المفاوضات، وسفير فلسطين في واشنطن معن عريقات.

وتستمر الزيارة حتى الخميس المقبل، يلتقي خلالها الوفد الفلسطيني أيضا مع سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأميركي.

لجان ثنائية

وأعلنت مصادر فلسطينية أن الوفد ينشد من وراء الزيارة والاجتماعات تشكيل لجنة ثنائية وزارية فلسطينية – أميركية، على غرار ما تم بين الجانب الفلسطيني والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، لكنها لم تشر إلى كيفية وضع آليات عمل تلك اللجنة في وقت تستعد فيه إدارة الرئيس باراك أوباما لمغادرة البيت الأبيض في ةالـ 20 من كانون الثاني/ يناير المقبل.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن عريقات قوله، إن الزيارة ستشمل عقد لقاءات مع إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، مشيرا إلى أن الهدف منها هو "فتح حوار إستراتيجي فلسطيني – أمريكي، للمرة الأولى منذ عام 1994"، معربا عن أمله أن تسفر عن تشكيل لجان ثنائية في مجالات العمل المشترك كافة، وإيجاد ركائز وأسس العمل الثنائي في كل المجالات.

وتابع أن الجانب الأمريكي هو الذي حدد موعد الزيارة واللقاءات، وأن الوفد الفلسطيني قد يلتقي مع فريق الإدارة الجديدة المنتخبة.

إسرائيل تجاوزت أوباما

وتأتي زيارة الوفد الفلسطيني عقب زيارة قام بها وفد إسرائيلي رفيع المستوى، برئاسة القائم بأعمال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي يعكوف ناغيل، أجرى خلالها مباحثات مباشرة مع فريق يضم مستشارين وشخصيات سياسية وأمنية تعمل إلى جوار الرئيس الأمريكي المنتخب.

وتختلف الأهداف التي أعلنها الوفد الفلسطيني بشأن الزيارة عن تلك التي أعلنها الجانب الإسرائيلي، ففي الوقت الذي ركز فيه الوفد الإسرائيلي على مناقشة الملفات السياسية والأمنية والعسكرية مع مستشاري ترامب، خشية حدوث أي تضارب أو سوء فهم بين الجانبين خلال المائة يوم الأولى من ولايته، يقول الفلسطينيون إنهم سيعقدون لقاءات مع مسؤولي إدارة أوباما.

وأجرى الوفد الإسرائيلي مباحثات مكثفة مع مستشاري ترامب، بهدف التنسيق بشأن تطلعات الطرفين وتوحيد الأهداف والمواقف بشأن العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك.

وأفادت مصادر أن ترامب أراد الاستماع إلى رؤية الحكومة الإسرائيلية ومعرفة مواقفها إزاء عدد من الملفات السياسية والعسكرية والأمنية، فضلا عن الحديث عن خطوط أساسية يتم تحديدها بشأن العلاقة بين البلدين بهدف منع حدوث تضارب في المصالح والمواقف بشكل قد يلقي بظلاله على تلك العلاقات، التي تتسم حاليا بالود والصداقة بشكل استثنائي.

فيتو حتمي

وفي المقابل تتردد أنباء عن محاولات فلسطينية لحث الرئيس أوباما على عدم استخدام "الفيتو" ضد مشروع قرار تعتزم السلطة الفلسطينية وضعه أمام مجلس الأمن الشهر المقبل، ضد المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، وقبل تاريخ إدلاء ترامب القسم.

ويعقد الفلسطينيون الأمل على الإدارة الديمقراطية لتثبيت موقف داعم للملف الفلسطيني قبيل مغادرتها البيت الأبيض، في وقت يستبعد فيه مراقبون أن يقدم أوباما على خطوة من أي نوع تتعارض مع المصالح الإسرائيلية أو مع توجهات الرئيس المنتخب بشكل جذري.

وأكدت مصادر إعلامية إسرائيلية مطلع الشهر الجاري، أن الرئيس أوباما نفى احتمال قيامه بممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بملف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية أو بشأن المستوطنات قبيل خروجه من البيت الأبيض رسميا.

وتحدث مسؤولون أمريكيون عن تطمينات أرسلها أوباما لإسرائيل، وتأكيدات بأنه تراجع عن فكرة ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية خلال ما تبقى له من أسابيع داخل البيت الأبيض.

ونفى هؤلاء المسؤولون عزم أوباما اتخاذ أية خطوة على صعيد المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقالوا إنه على الرغم من إحباطه الشديد على خلفية الجمود الذي شهده الملف الإسرائيلي – الفلسطيني، ولكنه لا ينوي التطرق لهذا الملف عبر خطاب رئاسي أخير، ولن يؤيد أي قرار ضد إسرائيل في الأمم المتحدة قد يفرض عليها واقعًا محددًا بعد ذلك.

ونوه السّفير الأمريكي لدى تل أبيب دان شابيرو، في حوار نشرته مواقع إخبارية إسرائيلية وقتها، أن واشنطن تعارض أي قرار أحادي الجانب في مجلس الأمن الدولي، يتعلق بهذا الملف، وأن الحديث يجري عن سياسات متبعة منذ سنوات، ولا مجال لتغييرها في هذه الفترة القصيرة.

وأوضح أن الجانب الفرنسي ربما يعتزم طرح مقترح جديد لاستئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أمام مجلس الأمن، مضيفا أن الولايات المتحدة ستستخدم حق "الفيتو" بهدف اسقاط هذا القرار.

ولفت إلى أن السياسات الأمريكية المتفق عليها بين الديمقراطيين والجمهوريين تنص على معارضة كل قرار أحادي الجانب، سواء في الأمم المتحدة أو أي منتدى دولي آخر، وأن كل قرار لا يعترف بإسرائيل أو يحاول سلب الشرعية عنها غير معترف به أمريكيا.

نوايا ترامب

ويرى مراقبون أنه من المستغرب أن تعول السلطة الفلسطينية على إدارة أوباما قبل أسابيع معدودة من مغادرتها البيت الأبيض، في وقت فشلت فيه تلك الإدارة في فرض واقع محدد على الإسرائيليين طوال ثمان سنوات مضت.

وعدا عن حث الإدارة الأمريكية الحالية على عدم استخدام "الفيتو"، فضلا عن النقاش الإستراتيجي الذي يجري الحديث عنه، من المحتمل أن يجري الحديث عن محاولة من جانب السلطة الفلسطينية لفهم نوايا الرئيس المنتخب عن قرب، والحديث مع أكبر عدد من المسؤولين والخبراء الأمريكيين بشأن الخطوات التي يعتزم ترامب القيام بها بشأن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي.

وتخشى السلطة الفلسطينية أن يترجم ترامب تصريحاته ضدها إلى واقع عملي، وتتابع حالة الود المفرط بينه وبين إسرائيل، والخطوط العريضة التي يجري الحديث عنها بشأن سياساته المتوقعة والتي قد تشهد محاباة وتغاضيًا كاملًا عن السياسات والممارسات الإسرائيلية؛ ما ينذر باشتعال الأوضاع بشكل ربما لم يحدث من قبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com