المدينة القديمة في حلب.. قفر وخراب جراء المعارك المستمرة (صور)
المدينة القديمة في حلب.. قفر وخراب جراء المعارك المستمرة (صور)المدينة القديمة في حلب.. قفر وخراب جراء المعارك المستمرة (صور)

المدينة القديمة في حلب.. قفر وخراب جراء المعارك المستمرة (صور)

على جانب الطريق، جلست امرأة في أواخر العشرينيات من العمر، مرتدية الحجاب ورداء أسود تبكي وهي تهدهد صغيرها، وتقول "ولد طفلي بعد ثلاثة أشهر من الحصار ولم تكن هناك مستشفيات ولا حفاضات ولا حليب، وجف ضرعي من الخوف والفزع".

وبعد أن حارب الجيش السوري مقاتلي المعارضة في المدينة القديمة، في حلب خرج المدنيون الجوعى والمفزوعون من أقبيتهم إلى أرض قفر تكسوها آثار الدمار.

وكشفت الأنقاض والشظايا في الشوارع في أنحاء حي باب الحديد، عن شراسة المعركة التي دارت هذا الأسبوع والتي منحت الجيش السوري السيطرة على المنطقة التاريخية، ما يقربه من أكبر نصر له بعد ما يقرب من ست سنوات من الحرب.

رائحة البارود

وتواصل القتال في حلب التي خسر فيها مقاتلو المعارضة الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد أغلب المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في المدينة منذ سنوات.

ويشهد دوي الغارات الجوية ورائحة البارود ومشهد الدخان المتصاعد من الأحياء القريبة على العنف المستمر، فيما يواصل الجيش وحلفاؤه هجومهم.

وقال قائد مجموعة من المتطوعين في وحدة من القوات الخاصة بالجيش السوري تعرف باسم قوات النمر، إن قواته تكبدت خسائر فادحة في الأزقة الضيقة في أنحاء باب الحديد إحدى البوابات التاريخية للمدينة القديمة قرب قلعة حلب.

وأضاف القائد الذي ذكر أن اسمه إسماعيل، "أن مسلحي المعارضة كان لديهم أسلحة متطورة وخاصة بنادق القناصة وأظهروا مقاومة شرسة وأن قواته سقط بينها الكثير من الشهداء".

وأشار إسماعيل، وهو يقف أمام مبنى متصدع عليه آثار حريق، إلى أن قواته "تقدمت نحوهم من عدة اتجاهات لكنهم هاجموهم وقتلوا منهم وفروا، منوهًا إلى أن المنطقة استغرقت يومين لتحريرها بالكامل" وتابع أنه "واثق من نصر سريع لقوات الحكومة السورية، وأنه يعتقد أن العملية تحتاج أسبوعا إضافيا على الأكثر لتحسم".

وسيطر مقاتلو المعارضة على هذا الجزء من المدينة القديمة أربع سنوات وتوجد أدلة واسعة على وجودهم وعلى الحصار المطول والمعركة الشرسة التي سبقت فقدانهم السيطرة عليه.

شعارات سياسية

ووراء المباني في إحدى الشوارع سدت قطع خشبية سقطت من نافذة تاريخية مزخرفة الزقاق، وحفرت شعارات سياسية وأسماء جماعات من المعارضة المسلحة على جانب أحد المخابز.

وتحذر إحدى الجمل المكتوبة على الحائط من وجود قناصة، وتعطي تعليمات لتفادي القصف فيما يعبر شعار آخر عن الصمود ويدعو لسقوط الأسد.

وداخل ورشة سابقة لصنع الأثاث، وضعت مواد لصنع القذائف مثل أسطوانات غاز منزلية معبأة بمتفجرات يطلقها مقاتلو المعارضة من مدافع مكتوب عليها اسم "مدافع الجحيم" تسببت في سقوط الكثير من القتلى والمصابين من المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من المدينة.

والمنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب محاصرة بالكامل منذ الصيف، وتعرضت لقصف جوي من جانب قوات الحكومة وسلاح الجو الروسي وقصف بالمدفعية والبراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات هليكوبتر.

وفي أحد الأحياء،‭‭ ‬‬تعرضت مئذنة مسجد للقصف فيما لحقت أضرار جسيمة بقبته، أما في الشوارع المحيطة استخدمت كتل خراسانية في بناء حوائط أمام واجهات المتاجر بعد أن تحطمت أبوابها المعدنية، وخارج منفذ لبيع الكتب المدرسية تناثرت مجلدات على الأرض.

المعركة الضارية

وبالنسبة للمدنيين فإن الاندلاع المفاجئ للمعركة الضارية بين الطرفين في المنطقة جاء كخاتمة مرعبة لسنوات من الحرمان والقصف، حيث تجمع العشرات من المدنيين المشردين من بينهم أطفال في الطريق ومعهم متعلقاتهم بعد أن فروا من حي الصالحين الذي تتواصل فيه معارك شرسة.

وقال ماهر طشطاش وهو طفل في التاسعة من العمر، إن القصف كان مخيفا وإن مقاتلي المعارضة أبلغوهم أن الموت ينتظرهم إذا أمسك الجيش بهم، بينما أضاف شقيقه محمد (12 عاما) أنهما اختبآ في قبو مبنى حتى انتهى القتال.

ويتبادل مقاتلو المعارضة والحكومة الاتهامات باستغلال مخاوف سكان حلب لمصلحتهم من خلال التحذير من فظائع، وحتى الأموات لم يسلموا من المذبحة، ففي مقبرة دار السلام قرب شارع ابن سينا في حي الحمدانية دُمرت قبور، واضطر الناس لدفن الجثث في أرض عامة مكشوفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com