هل ينجح السبسي في تلطيف الأجواء مع بوتفليقة؟
بدأت السلطات الجزائرية والتونسية في ترتيب زيارة رئاسية ينوي القيام بها الرئيس الباجي قايد السبسي للقاء نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مطلع العام المقبل، كثاني زيارة للرئيس التونسي منذ وصوله إلى الحكم في أواخر العام 2014.
وأفادت مصادر دبلوماسية لـ "إرم نيوز" بأن الرئيس التونسي تباحث في الأمر مع رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال خلال لقائهما بقصر قرطاج بمناسبة مشاركة الوفد الجزائري في ندوة الاستثمار الدولية "تونس 2020" خلال أواخر الشهر الماضي.
وأرجعت المصادر ذلك إلى رغبة الباجي قايد السبسي في تبديد المخاوف الجزائرية من استضافة بلاده طائرات أمريكية دون طيار شرعت في تنفيذ طلعات جوية لمراقبة الأراضي الليبية، بمبرر "محاربة تنظيم داعش والنشاط الإرهابي المتصاعد".
ويبحث السبسي وعبدالعزيز بوتفليقة في القمة، التي ستجمع بينهما، سبل تفعيل التنسيق الأمني والسياسي بين البلدين لمكافحة الإرهاب وتنامي الجريمة المنظمة بالجهات الحدودية، علاوةً على طمأنة الجيران بعدم "التعرض للأمن القومي" للبلدين وهو ما تجلى أيضاً في تصريحات أدلى بها مسؤلو البلدين في الآونة الأخيرة.
ويظلّ الملف الأمني محدداً رئيساً في العلاقات الثنائية بين البلدين ويُهيمن على تفكير القيادتين، ولكن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية نحو إقامة قاعدة عسكرية في المنطقة يظل أيضًا هاجسًا للجزائر التي تشكك في نوايا واشنطن رغم تبريرات الأخيرة بأن أي تحرك أمريكي لا يستهدف سوى محاربة تنظيمات إرهابية تنشط بالأراضي الليبية.
واستدعت اعترافاتٌ قدمها السبسي حول شروع طائرات أمريكية دون طيار في استغلال الأجواء التونسية، إلى استدعاء الرئيس الجزائري لاجتماع المجلس الأعلى للأمن لبحث تداعيات هذا الوضع المستجد ما يشير إلى قلق رسمي بأعلى هرم السلطة في الجزائر.
وطلب عبد العزيز بوتفليقة من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية موافاته بتقارير دورية عن الوضع على الحدود، معبرًّا عن انشغاله بما يجري من تطورات خاصة في الجارتين تونس وليبيا حيث تمرّ الأخيرة بظروف عصيبة وتشهد الأولى تواجدًا عسكريًا أمريكيًا غير مسبوق.
بدوره، نفى الرئيس التونسي في مقابلات تلفزيونية محلية وعربية، أي رغبة لبلاده في تعميق التعاون الأمني مع واشنطن إلى إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، مبرزًا أن ذلك ليس في وارد اهتمامات تونس ولن تتم – بحسبه-الموافقة على ذلك دون علم الجزائر.
