قلق في الجزائر من "استضافة" تونس لطائرات أمريكية بدون طيار
أثار إعلان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن السماح لطائرات أمريكية بدون طيار بطلعات جوية في بلاده لمراقبة الحدود مع ليبيا قلقًا في الجزائر.
وشنّت صحف جزائرية مقربة من الحكومة، هجومًا عنيفًا على الرئيس السبسي، حيث وصفت دوائر الإعلام المحسوب على حكومة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة هذه التصريحات بـ"الطعنة التونسية في ظهر الجزائر" الرافضة لأي مسعى أمريكي يستهدف إقامة قاعدة عسكرية في دول الجوار وخاصة تونس.
وقال الرئيس التونسي في حوار تلفزيوني الثلاثاء إن بلاده تستقبل حاليًا سبعين عسكريًا أمريكيًا لتدريب عناصر الجيش الوطني على "درء الأخطار الإرهابية"، معتبرًا أن وجود ضباط أمريكيين لا يعني إنشاء قاعدة عسكرية بالتراب التونسي.
وردًا على المخاوف الجزائرية، أكد السبسي أنه "تم إبلاغ الجزائر بشكل مسبق بهذه المسألة" مضيفًا "يجمعهما تعاون وثيق في مجال محاربة الإرهاب".
وقال السبسي "إن الجزائر غير معنية بمنطقة طيران الطائرات الأمريكية بدون طيار وقد قمنا بإبلاغ الطرف الجزائري، وليس لدينا أي لبس في العلاقات مع الجزائر ونحن نتعاون منذ فترة في مجال مكافحة الإرهاب".
ورجّح مراقبون أن تكون واشنطن قد استخدمت القاعدة العسكرية في تونس وفقا للاتفاق العسكري الموقع شهر يونيو/حزيران 2015 بين تونس وواشنطن والذي يمنح تونس صفة الشريك العسكري خارج حلف الناتو.
وشككت الصحف الجزائرية في قدرة الجيش التونسي على تسيير الطائرات بدون طيار لافتقاده التجربة والكفاءة المطلوبتين، وقالت إن "قوات المارينز بدأت في وضع أقدامها بالمنطقة تحسبا لتدخل عسكري أوسع".
وحذرت زعيمة المعارضة اليسارية، لويزة حنون التي نافست الرئيس بوتفليقة في انتخابات 2014، من مغبة تحول الجارة الشرقية إلى قاعدة خصبة تتصرف فيها الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، مضيفة "أن تواجد جنود أمريكان بتونس يعني أن الأمن القومي الجزائري في خطر".
ودعت زعيمة حزب العمال المعارض، رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة إلى ممارسة ضغوط سياسية على نظيره التونسي الباجي قايد السبسي لرفض التواجد الأمريكي على الأراضي التونسية، وتتقاسم لويزة حنون هذه الموقف مع عموم الطبقة السياسية في الجزائر التي تجمع على رفض قواعد عسكري أجنبية بالمنطقة.
