توقف إمدادات النفط.. العلاقات المصرية السعودية إلى أين؟
توقف إمدادات النفط.. العلاقات المصرية السعودية إلى أين؟توقف إمدادات النفط.. العلاقات المصرية السعودية إلى أين؟

توقف إمدادات النفط.. العلاقات المصرية السعودية إلى أين؟

أثار قرار السعودية وقف الدعم البترولي لمصر بشكل مفاجئ، حالة من القلق والذعر في الشارع المصري من نقص المواد البترولية، ما اضطر الهيئة المصرية العامة للبترول إلى زيادة مناقصاتها سريعًا في ظل نقص حاد في الدولار، وزيادة المتأخرات المستحقة لشركات إنتاج النفط.

وتوقفت "أرامكو" السعودية عن تسليم منتجاتها في الأول من أكتوبر الجاري لأسباب غير معلومة، وعاودت الهيئة المصرية العامة للبترول الدخول إلى السوق الفورية في الأسابيع الماضية لتغطية الفجوة، معلنةً عن أكبر مناقصة لها في أشهر تشمل طلب شراء نحو 560 ألف طن سولار.

وتضاربت التقارير بشأن هذه الخطوة فقد ذكرت وسائل إعلام سعودية أن تزويد مصر بالنفط تأجل ولم يتوقف، بينما ذكر المسؤولون المصريون أن أرامكو أبلغتهم شفهيًا بتوقف الإمدادات.

وانضم مسؤولون سعوديون مؤخرًا إلى حملة الانتقادات الواسعة التي يشنها المدونون السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الموقف المصري، على خلفية تصويت القاهرة لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن بشأن سوريا تعارضه الرياض.

ووفرت المساعدات البترولية لمصر مئات الملايين من الدولارات شهريًا في وقت تواجه فيه البلاد نقصًا حادًا في العملة الصعبة مما اضطرها إلى ترشيد استخدام الدولار لصالح شراء السلع الأساسية والتفاوض على ترتيبات ائتمانية طويلة الأجل مع منتجي البترول للحفاظ على تدفق الإمدادات المهمة.

وتواترت الأنباء عن توقف الإمدادات البترولية السعودية لمصر قبل أيام من واقعة التصويت بمجلس الأمن.

ردود مصرية

ويرى الكاتب الصحفي والسياسي المصري، عبدالله السناوي، أن وقف السعودية الدعم البترولي لمصر يعد تطورًا سلبيًا في العلاقات المصرية السعودية، لافتًا إلى أن هذا القرار سيضُر بمصر بسبب تعرضها لأزمات اقتصادية طاحنة، بالإضافة إلى ضغوط صندوق النقد الدولي عليها لرفع الدعم عن النفط.

وأوضح السناوي، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن رفع الدعم عن النفط له علاقة بأزمة جزيرتي تيران وصنافير، مشيرًا إلى أنه من مصلحة البلدين التوافق من أجل بناء موقف عربي راسخ، وخروج القاهرة من أزماتها الاقتصادية، حتى يتسنى لها أن تضطلع بأدوارها في الإقليم، لأن العالم العربي بلا دور مصري سيكون عاجزًا وضعيفًا.

وتساءل السناوي: "لماذا اتخذت السعودية هذه الخطوة في هذا التوقيت؟"، مشددًا:" لابد من التعبير عن الأزمات بطريقة مكتوبة لطرحها للحوار بجدية".

في سياق متصل، قال الدكتور سعد الزنط، الخبير السياسي والاستراتيجي، إن التعاقد المصري السعودي على البترول كان يجدد تلقائيًا، والحصة المتفق عليها ترسل شهريًا، موضحًا أن السلطات المصرية فوجئت بأن السعودية لم تعتذر وتأخرت في إرسال شحنة النفط.

وأضاف الزنط، لـ إرم نيوز: "إذا لم يكن هناك أي ظروف داخلية سعودية أوقفت هذه الشحنات، فأعتقد أن هذا امتداد لتداعيات الموقف المصري من الصراع في سوريا، وعدم تأييد مصر لموقف السعودية الداعم للحرب على النظام السوري".

وأوضح الزنط أن العلاقات بين مصر والسعودية ليست على مايرام ومصابة ببعض الجفاف والجفاء، بسبب الملفين السوري واليمني، حيث أن مصر ضد الضغط لإسقاط النظام السوري لأنه يُعد تكرارًا للنموذج العراقي والليبي.

وتابع: "مصر لا تستعدي أحدًا وستصبر على السعودية".

وتقول مصادر سعودية إن السعودية لن تتخلى عن دعمها لمصر، رغم أن الرياض تواجه ضغوطًا على إنتاجها النفطي بعد اتفاق منظمة أوبك الأخير في الجزائر، وسط أزمة اقتصادية جراء تراجع أسعار النفط.

وكتب الكاتب والإعلامي السعودي البارز عبدالرحمن الراشد في تغريدة على حسابه بتويتر معلقًا على انتقادات سعوديين لمصر: “مصر أهم دولة للسعودية على الإطلاق مهما وجِد من اختلافات في بعض الملفات ومهما كان حاكمها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com