لماذا تعد السياسة الروسية الجديدة تجاه سوريا صادمة للجيش الإسرائيلي؟ (فيديو)
لماذا تعد السياسة الروسية الجديدة تجاه سوريا صادمة للجيش الإسرائيلي؟ (فيديو)لماذا تعد السياسة الروسية الجديدة تجاه سوريا صادمة للجيش الإسرائيلي؟ (فيديو)

لماذا تعد السياسة الروسية الجديدة تجاه سوريا صادمة للجيش الإسرائيلي؟ (فيديو)

تندرج الغارات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي من حين إلى آخر ضد أهداف تابعة للجيش السوري أو لميليشيات "حزب الله" اللبنانية أو القوى الشيعية الموالية لإيران داخل الأراضي السورية، ضمن إستراتيجية عسكرية، تقوم على ضرورة تنفيذ عمليات وقائية لمنع خطر مستقبلي، ولا تُنفذ في الغالب لوأد خطر عاجل، يوشك أن يهدد أمنها في الوقت الراهن.

ومع ذلك، لا يستبعد مراقبون عسكريون أن من ضمن أهداف الغارات الإسرائيلية تمهيد الأرض أمام قوى متشددة، ربما تجمعها صلات سرية وتتقابل مصالحها مع المصالح الإسرائيلية، فيما تعلن المؤسسة العسكرية بالدولة العبرية منذ شباط/ فبراير الماضي أن الغارات المتكررة تأتي حين تتجاوز الأطراف المشار إليها خطوطاً حمراء تم تحديدها بشكل مسبق.

وتتعلق الخطوط الحمراء التي حددتها إسرائيل بالمساس بالأراضي الواقعة تحت سيادتها، وهو المبرر الذي استخدمته لقصف أهداف تابعة للجيش السوري في الفترة الأخيرة، بزعم أنه المسؤول عما يدور داخل سوريا، وذلك عقب سقوط قذيفة صاروخية في الشطر المحتل من الجولان.

 وتقول إسرائيل كذلك إنها لن تسمح بنقل أسلحة تحدث خللا في توازن القوى الإستراتيجي مع حزب الله والجيش السوري، كما تؤكد أنها لن تسمح بتهريب أسلحة كيميائية إلى حزب الله في لبنان.

تحذير روسي

وحذرت وزارة الدفاع الروسية، الخميس الماضي، من أن توجيه أية ضربات صاروخية أو جوية أمريكية، تستهدف المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد "سيشكل خطرًا مباشرًا على العسكريين الروس".

 وأكدت على لسان الناطق باسمها إيغور كوناشينكوف، أنه عقب استهداف القوات السورية في دير الزور، في الـ 17 من أيلول/ سبتمبر الماضي، "اتخذنا التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الأخطاء ضد العسكريين الروس".

وبين المتحدث أن مدى صواريخ منظومة "S- 300" المنصوبة في قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين، "قد يفاجأ أي جسم طائر مجهول الهوية"، وأن العاملين على النظام الدفاعي الصاروخي الروسي لن يكون لديهم الوقت الكاف لتحديد هوية الطائرات أو مصدر الغارات والرد سيكون فوريا".

وأبدى محللون عسكريون إسرائيليون حالة من الانزعاج الشديد بشأن السياسة الروسية الجديدة، والتي تصطدم بشدة مع الخطوط الحمراء التي تحدثت عنها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في وقت سابق، على الرغم من كون الغارات السابقة التي شنتها إسرائيل لم تواجه بردة فعل روسية واضحة، بيد أن الاختلاف الوحيد الذي طرأ يتعلق بالأزمة القائمة بين موسكو وواشنطن، والتي لم يتردد البعض في التحذير من امكانية تطورها إلى حرب نووية مدمرة.

وعبر عاموس هارئيل، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هآرتس" عن تلك الحالة، وكان من الواضح جليًا أن المخاوف التي عكسها تطال عدم قدرة إسرائيل على القيام بالعمليات الاستباقية لمنع المخاطر المستقبلية المشار إليها آنفًا.

صدام روسي أمريكي

وأشار هارئيل في تحليله، اليوم الأحد، إلى أن تحول سوريا إلى ساحة حرب جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل رسمي، لافتًا إلى مطالبة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمحاسية موسكو على جرائم حرب محتملة في سوريا، فيما صادق البرلمان الروسي على اتفاق مع دمشق بشأن استخدام القواعد العسكرية في سوريا بشكل دائم.

وقال إن التصريحات النارية المتبادلة بين الجانبين تنعكس مباشرة على وضع إسرائيل، محذرًا من حدوث صدام عسكري بين القوات الروسية والأمريكية سيحمل تداعيات كارثية على إسرائيل أيضًا.

ولا يعول المحللون الإسرائيليون على العلاقات الروسية – الإسرائيلية التي تطورت عقب التدخل الروسي في سوريا أواخر العام الماضي، حيث ما زالت إسرائيل تقف في المعسكر الأمريكي، ومن غير الممكن ألا تسمح موسكو بغارات أمريكية بينما ستتغاضى عن الغارات الإسرائيلية.

حزب الله وقوافل السلاح

وتطال السياسات الروسية الجديدة تجاه واشنطن الخطوط الإسرائيلية الحمراء التي حددتها سلفًا، ولا سيما ما يتعلق بنقل أسلحة قد تحدث خللاً في توازن القوى الإستراتيجي مع حزب الله والجيش السوري، أو تهريب أسلحة كيميائية إلى حزب الله في لبنان.

وعن الأسباب، يعتقد المحلل الإسرائيلي أن السياسات الروسية الجديدة في سوريا وتحول الأخيرة إلى مستودع مفتوح وقاعدة كبرى للسلاح والنظم القتالية الروسية المتقدمة، تعني أن تحفيز عمليات تسليح حزب الله أصبحت مسألة وقت، بعد شل قدرة المقاتلات الإسرائيلية على استهداف قوافل السلاح التي تمر من سوريا إلى لبنان طبقًا للسيناريو المتوقع.

الإلتزام الروسي

وفتحت الغارات الإسرائيلية المتكررة في سوريا منذ التواجد الروسي هناك الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن مدى التزام الجانب الروسي بعهوده إزاء حلفائه الميدانيين.

 وقدر مراقبون أن عدم الرد الروسي على استهداف إسرائيل لقوى تقاتل إلى جواره وفي خضم المعارك، هو أمر غير متعارف عليه من النواحي العسكرية.

لكن أيلول/ سبتمبر الماضي شهد أنباء عن طلب موسكو من الرئيس السوري، توجيه قواته لإسقاط المقاتلات الإسرائيلية، التي تنفذ من حين إلى آخر غارات ضد أهداف تابعة للجيش السوري النظامي.

وتحدثت تقارير عن  سياسة روسية جديدة، إزاء الغارات الإسرائيلية، فيما كانت النتائج على الأرض هي إطلاق نيران المضادات الأرضية السورية باتجاه مقاتلات إسرائيلية بشكل غير مسبوق، فيما قالت تقارير سورية أن الجيش النظامي نجح في إسقاط طائرتين إسرائيليتين، إحداها مقاتلة سقطت في القنيطرة، والأخرى طائرة من دون طيار تم إسقاطها قرب دمشق.

سيناريوهات مفتوحة

ومن المتوقع أن تبدأ إسرائيل، مستغلة قناة الحوار الدبلوماسي الذي دشنتها مع موسكو منذ منتصف شباط/ فبراير الماضي، خطوات نحو إعادة شرح طبيعة مخاوفها الأمنية أمام الجانب الروسي في ظل التطورات الجديدة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن الخطوط الحمراء التي حددتها وربما كانت موسكو على علم بها ولم تعارضها، بيد أن التطورات ربما تحتاج إلى نقاش متجدد بين الجانبين.

وسُجلت آخر الغارات الإسرائيلية ضد أهداف تابعة للجيش السوري في النصف الأول من الشهر الماضي، ومن غير المعروف ما إذا كانت الفترة المقبلة ستحمل أنباءً عن غارات جديدة من هذا النوع في ظل تفاقم حدة الأزمة بين موسكو وواشنطن.

وفي وضعية السيناريوهات المفتوحة القائمة حاليًا، من المحتمل أن يحدث ذلك بالفعل، ووقتها قد تنفذ المقاتلات الإسرائيلية -أيضًا- غارات دون الحاجة للتسلل للمجال الجوي السوري. وفي المقابل، وفي حال جدية الموقف الروسي، من غير المستبعد أن يتم إسقاط أول مقاتلة إسرائيلية عبر نظم الدفاع الروسية، أو على النقيض قد لا تنسب غارات جديدة لسلاح الجو الإسرائيلي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com