هل غيّرت مصر موقفها من الفريق حفتر؟
هل غيّرت مصر موقفها من الفريق حفتر؟هل غيّرت مصر موقفها من الفريق حفتر؟

هل غيّرت مصر موقفها من الفريق حفتر؟

زادت المكاسب التي حققتها قوات حكومة الوفاق الليبية في معقل داعش بمدينة سرت، على ما يبدو من الضغوط على قائد الجيش الفريق خليفة حفتر لتحقيق اختراق يعيد الزخم لدوره في محاربة المتشددين بليبيا.

ووصل حفتر إلى القاهرة الخميس في رابع زيارة له خلال شهر ونصف الشهر، وسط أنباء عن  إعادة تقييم مصر للموقف في ليبيا، مع تزايد الضغوط الدولية لدعم حكومة الوفاق المتحالفة مع جماعات محسوبة على تيارات "الإسلام السياسي" التي يقول منتقدوها إن لها لصلات بالتنظيمات المتشددة.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى لـ"إرم نيوز"، إن حفتر وصل القاهرة في الساعات الأولى من صباح الخميس، للاجتماع مع قيادات عسكرية وأمنية، لافتا إلى أن مصر لديها رؤيا جديدة تتعلق بالدعم التسليحي للجيش الوطني الليبي، وتطوير العمل العسكري في بنغازي، والعمل على إعادة الثقة بين القبائل والفريق حفتر لتوسيع قاعدته الشعبية.

تخاذل دولي

وآضاف المصدر أن "القاهرة تدعم الجيش الليبي، ولا ترى بديلا لحفتر، الذي حقق مكاسب على الأرض، ونفذ مهاما أوجدت توازنا عسكريا في ليبيا، في ظل تخاذل دولي في مواجهة الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى، استمرار الضخ البشري والتسليحي من جانب دول بالمنطقة ضد استقرار ليبيا، وترغب في تقوية تيار الإسلام السياسي هناك، وهو الأمر الذي يبحث مع حفتر في زيارته القصيرة".

وتأتي هذه الزيارة، لتكون الرابعة لحفتر إلى القاهرة، خلال شهر ونصف الشهر فقط، من نهاية يونيو مرورا بيوليو حتى الشهر الجاري، الأمر الذي يعزز المعلومات المتعلقة بإعادة تقييم الموقف في ليبيا، لاسيما بنغازي من جانب القاهرة مع ما يقدم من الجيش الليبي على الأرض وما يحتاجه من دعم سياسي وعسكري خلال الفترة المقبلة.

تشويش

وتحدثت مصادر ليبية على علاقة بحفتر عن وجود حالة من التشويش في العلاقة بين القاهرة وقائد الجيش الليبي، في حين قال خبراء عسكريون يدرسون في أكاديمية ناصر العسكرية وكلية الدفاع الوطني في مصر، إن الدعم مستمر من جانب القاهرة، التي لن تتخلى عن حفتر، بل ستبحث عن تطوير هذا الدعم، مبرهنين على ذلك باستمرار قيام القاهرة بالتدريس العسكري والتدريب لضباط ليبيين في الجيش الليبي من خلال هذه المؤسسات العسكرية.

وقال رئيس كلية الدفاع الوطني السابق، اللواء محمد الغباري، إن مصر حتى الآن تقوم بتدريب وتجهيز عسكريين ليبيين تابعين لـحفتر، لافتا في حديثه لـ "إرم نيوز" إلى أن ما تردد عن تخلي القاهرة عن حفتر غير حقيقي، والهدف منه فصله عن مصر، لأن علاقة حفتر بالقاهرةلصالح بلده من جهة، ومن جهة أخرى حماية المصالح المصرية من الإرهاب القادم من هناك، لاسيما أن حفتر هو المقاتل الميداني الذي يفيد القاهرة في حمايتها من الإرهاب وتقوية أمنها القومي.

تعدد اللاعبين

وتساءل الغباري "نعلم قدراته القتالية، وحتى الآن لم يتم رفع الحظر التسليحي، ومع ذلك فهو يحقق انتصارات، ولكن بمعدل بطيء بحسب الظروف الدولية في عدم التسليح، في ظل استمرار تصدير الجماعات والسلاح إلى هناك من جانب تركيا".

وأكد الغباري أن هناك في ليبيا أكثر من لاعب دولي، ولذلك فإن مصر تعيد مع حفتر ترتيب الأوراق، لكنها لن تتخلى عن الرجل الذي تعلم قدراته ونيته في القتال، مشيرا إلى أن حفتر بمفرده لا يستطيع تغيير الوضع، في ظل مساحات شاسعة وانفصال الأماكن عن بعضها البعض هناك.

وأشار إلى أن القاهرة تعمل على تحويل تأييد القبائل لـحفتر، موضحا أنه لا يوجد بديل حقيقي، والأمر حرب نفسية لخلخلة صفوف المؤيدين، بنشر هذه الأحاديث لتفكيك الجبهة هناك.

"ماذا قدم العالم لحفتر؟"

ومن جهته يقول المستشار القانوني السابق لـحفتر والمقرب منه رمزي الرميحي، إن من يتحدث عن إخفاقات لدى الجيش الليبي خاطئ، مردفا  "ماذا قدم العالم لحفتر حتى يحاسب على النتائج؟".

وأوضح الرميحي لـ "إرم نيوز"، أن "القاهرة لا تتعامل مع أشخاص، إنما تتعامل مع دولة اسمها ليبيا، وترى أن هناك مجلسا للنواب منتخبا، اختار حفتر لقيادة الجيش الليبي، ومن هذا المنطلق يتضح التأييد والدعم الذي أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه الأخير مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند".

ولفت الرميحي إلى أن الحديث عن تخلي القاهرة عن حفتر يأتي في سياق حرب نفسية لعزل الجيش الليبي عن تنفيذ مهامه، في ظل الحظر التسليحي الدولي، لافتا إلى أن حفتر يحارب ميليشيات مسلحة تتبع مدينة مصراتة فقط، أما الموجود في سرت فعبارة عن ميليشيات تابعة لمصراتة نتيجة صفقة بينهما.

وأوضح  مستشار حفتر أن "القاهرة تعي أن حفتر يواجه معوقات وحرب عصابات ودعما غير محدود من دول أخرى، وهو مكبل اليدين عسكريا ولوجيستيا، ويحتاج دعما جزئيا يتم النظر والعمل عليه حاليا".

وتابع "أنا مستغرب ومستهجن سواء من حفتر والقيادة المصرية، كيف يقبل حفتر أن يأتي في زيارة سرية في هذا الوضع؟ وكيف تستقبله القاهرة بهذا الشكل، في حين أنه استقبل رسميا في دول أخرى؟!".

الخطأ الكبير

أما السياسي الليبي علي الفايدي، فأكد أن هناك أحاديث قوية تتردد في الداخل الليبي حول تخلي مصر عن حفتر في الأيام الأخيرة، موضحا أن "حفتر" قدم منذ 3 سنوات خطة تحرير ليبيا في 3 أشهر، وحتى الآن مرت 3 سنوات، ولم تتحرر بنغازي، وهذا ما تنظر إليه القاهرة، مشيرا إلى أن عدم اتجاه حفتر للعاصمة طرابلس كان خطأ كبيرا في الفترة الماضية يتم دفع ثمنه الآن.

وقال الفايدي لـ"إرم نيوز" إن "حفتر تعرض لخذلان من القبائل الكبرى حول طرابلس، وهي قبائل تضم مليونا  و300 ألف شخص"، موضحا أن "تقييم الموقف في ليبيا من البداية لم يكن صحيحا، لاسيما من القيادات في الجيش الليبي، في ظل عدم امتلاك مفاتيح القوة، سواء كان النفط أو العاصمة، والعالم لا يعترف بأحد دون هذين المفتاحين".

وأوضح الفايدي أن من المشاكل التي تواجه حفتر، ويبحثها مع القاهرة أن أعداد المقاتلين في تناقص مستمر، في ظل نقل الجرحى إلى القاهرة دون الاهتمام بهم من جانب الجيش الليبي مما جعل قبائلهم تسحب أبناءها.

ولفت إلى أنه عسكريا لا يتضح بديل لـحفتر، في ظل خروج قيادات الجيش بعد عام 2011 من ليبيا، مشيرا إلى أن حفتر يحتاج حاليا دعما سياسيا وإمكانيات عسكرية، موضحا أن الجيش يشتري الأسلحة والذخيرة من السوق السوداء في ليبيا، في ظل الحظر التسليحي الدولي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com