معركة حلب تربك خطط الأسد وروسيا
معركة حلب تربك خطط الأسد وروسيامعركة حلب تربك خطط الأسد وروسيا

معركة حلب تربك خطط الأسد وروسيا

وجه مقاتلو المعارضة السورية، ضربة لآمال الرئيس بشار الأسد باستخدام القوة الجوية الروسية لاستعادة مدينة حلب الحيوية والإسراع بإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام، بكسرهم حصارا للحكومة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب.

وفتح التقدم المفاجئ لمقاتلين من غرب سوريا، إلى مجمع عسكري في جنوب غرب حلب يوم السبت ممرا إلى المدينة، ليكسروا بذلك حصارا مضروبا منذ أسابيع، ويوفروا قاعدة انطلاق لهجمات جديدة على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

ومن غير الواضح ما إذا كانوا سيتمكنون من الاحتفاظ بمكاسبهم، أو حتى تعزيزها في حرب تتسم بتغير الحظوظ، لكن نجاح المسلحين أظهر أنهم قادرون على وقف القوة الدافعة، التي أعطتها الحملة الجوية الروسية للأسد في الشهور الأخيرة.

وفي حلب، أظهرت الجماعات المختلفة التي تقاتل جيش الحكومة السورية وحدة نادرة، في الوقت الذي وجهت فيه أيضا ضربة للأسد وموسكو وحلفائهما المدعومين من إيران، الذين أسهموا بشدة في انتصار بالمدينة، التي كانت أكثر المدن السورية سكانا قبل الحرب.

وقال العميد أمين حطيط، وهو مؤيد للأسد في مقابلة بصحيفة الثورة السورية، "كان واضحا أن معركة حلب ستكون المعركة الاقسى والمعركة الأهم والمعركة الأخطر والأطول في كل المعارك التي اندلعت."

وحلب مهمة ليس فقط بسبب حجمها، ولكن أيضا لموقعها القريب من تركيا، وهي داعم قوي للجماعات المعارضة للأسد، التي تعمل في المدينة. وبالإضافة إلى ذلك فإن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة فيها، هي المعقل الرئيسي لمعظم جماعات المعارضة خلافا لمتشددي تنظيم داعش.

وربما ينظر في دمشق وموسكو إلى هزيمة مقاتلي المعارضة في حلب، كمؤشر لانهيار المعارضة المسلحة ضد حكم الأسد.

وأعلنت وسائل الإعلام الحكومية، أن القتال "أم المعارك"، في حين وصفته جماعة حزب الله اللبنانية حليفة الأسد في الحرب، بأنه "صراع وجودي".

وتحدث مقاتلو المعارضة من جانبهم، عن "معركة ملحمية لتحرير حلب"، حاشدين الدعم بإشارتهم إلى محنة المدنيين المحاصرين في المدينة، التي تتعرض لغارات جوية تستهدف بانتظام المستشفيات والأسواق.

وحدة نادرة للمعارضة

تشير حملة حلب، وهي حتى الآن أكبر هجوم منسق لجماعات المعارضة، منذ بدء الصراع في 2011، إلى أنها عززت قدراتها على الرغم من تكبدها خسائر كبيرة منذ بدء الغارات الجوية الروسية ضدها قبل نحو عام.

واقتحم ما يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف من مقاتلي المعارضة من جماعات مختلفة بعشرات الدبابات، دفاعات الجيش التي تشبه الحصن في الراموسة في جنوب غرب حلب في بضعة أيام فقط. وقاد المفجرون الانتحاريون التقدم.

وتراوحت هذه الجماعات، من تحالف جيش الفتح، الذي يشمل جبهة فتح الشام، التي كانت تسمى جبهة النصرة، قبل أن تقطع علاقاتها مع القاعدة قبل أسبوعين إلى الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.

وطرد جيش الفتح الجيش السوري وحلفاءه العام الماضي من محافظة إدلب إلى الجنوب الغربي من حلب، قبل أن يحول التدخل الروسي في سوريا المد لصالح الأسد.

وسيرفع النجاح الذي تحقق الأسبوع الماضي، مكانة جبهة النصرة، والتي جاء تغيير اسمها لأسباب من بينها تضييق الخلافات مع التيار الرئيسي للمعارضة. بيد أن وحدة الجماعات المعارضة هذه المرة، ولدت في الأغلب من رحم القلق من التقدم التدريجي للقوات الحكومية منذ دخلت روسيا الحرب.

وقال علاء الصقار، القائد العسكري في جماعة فتح حلب، "اليوم كنا متفرقين متباعدين شوي (بعض الشيء) اليوم صرنا صف واحد. الهدف هو النظام ما عدا ذلك لا توجد مشاكل بيننا، ما عدا في حالة البعد والركون صار في عندنا عدو واح،د ممكن يقضي علينا فصرنا كلنا يد واحدة."

حملة القصف

بعد سنوات من توقف شبه كامل في الموقف في حلب، كانت الحملة الجوية التي بدأت بتدخل روسيا في سبتمبر، هي التي جعلت الأسد قريبا من تحقيق نصر كبير.

وفشل الجيش السوري في محاولات كثيرة في اختراق الخطوط الأمامية في حلب، ونسبت الكثير من الانتكاسات إلى حصول المعارضة على أسلحة من دول عربية وتركيا.

وسيطر الجيش في الشهر الماضي، على طريق الكاستيلو في شمال حلب، وكان آخر طريق يسيطرون عليه إلى داخل المدينة ليفرض الحصار على 250 ألف شخص في القطاع الخاضع للمعارضة.

وبخلاف القصف، واجه المقاتلون والمدنيون بالمناطق الخاضعة للمعارضة نقصا في الغذاء والأدوية والوقود، بينما يراقب العالم الموقف.

ولكن سيطرة المعارضين يوم الجمعة على قاعدة الراموسة، قطع الطريق الرئيسية الوحيدة للحكومة إلى المدينة، ودل على أن الجيش سيتخبط في إيصال الإمدادات إلى السكان البالغ عددهم مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرته.

ويرغب المعارضون الآن، في التقدم أكثر في المناطق الخاضعة للحكومة، ويعبئون الآلاف من المقاتلين من المناطق الريفية في شمال وغرب البلاد.

وقال دبلوماسي غربي كبير "إن المتمردين قلبوا الطاولة على استراتيجية الحصار"، وأضاف أن التطور يمثل أيضا انتكاسة لموسكو، التي تعتبر النصر في المدينة مبررا لتدخلها في سوريا.

وكانت روسيا، تصب كل تركيزها في استكمال حملة حلب، حتى أنها تحدت دعوات أمريكية بتخفيف القبضة على المدينة، رغم المخاطرة باتفاق مع واشنطن للتعاون في ضربات ضد المتشددين.

معركة طويلة

وقال معارضون ومصادر حكومية ودبلوماسيون، إنه بإعلان المعارضة الآن أنها تجهز للهجوم على المناطق الغربية في حلب، التي نجت حتى الآن من القصف الجوي المدمر، الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة، فإنه تلوح في الأفق معركة دموية أطول.

ويقول مقيمون، إن السكان في شرق حلب انتقلوا في جماعات من المناطق الواقعة على الخطوط الأمامية إلى مناطق أخرى بالمدينة، وهو نمط قد يتكرر في المناطق الغربية الخاضعة للحكومة.

ويعتبر المعارضون نجاحهم دليلا على قدرتهم على قلب الطاولة، حتى في وجه القوة الروسية، وأن هدفهم في الإطاحة بالأسد لم يعد بعيد المنال.

وقال محمد الشامي، قائد جماعة أحرار الشام المنضوية تحت تحالف جيش الفتح، "بعد هذه المكاسب حطمنا الخيار العسكري، الذي حاول المحتل الروسي وحلفاؤه الإيرانيون وحزب الله فرضه".

وأضاف الشامي، "اليوم الذي يخطط للنظام ضباط روس وعناصر حرس ثوري إيراني وحزب الله وهم (يخوضون) معارك، واليوم تفوقنا عليهم."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com