إسرائيل تحذر من سيطرة"حزب الله"على أبراج مراقبة للجيش اللبناني
حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من سيطرة منظمة "حزب الله" اللبنانية، على أبراج المراقبة التابعة للجيش اللبناني على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاءت التحذيرات بعد نشر صور تظهر جنودا إسرائيليين قرب الحدود قبل قرابة ثلاثة أشهر، حيث تم التقاط الصور من تلك الأبراج، ما يعني أن المنظمة الشيعية هي من تسيطر عليها.
ونسب موقع "ديبكا" الإسرائيلي، المتخصص في الملفات العسكرية والاستخباراتية، تلك الأبراج لميليشيات "حزب الله"، موجها انتقادات للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي كانت قد قللت من أهمتها.
وأشار الموقع إلى أن الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل جملة "الإعلام الحربي" ما يقطع الشك باليقين بشأن الجهة التي تقف وراء التقاطها.
ونوة الموقع أنه كان قد حذر في آيار/ مايو الماضي من أن أبراج المراقبة المنتشرة على الحدود الشمالية الإسرائيلية مع جنوب لبنان قد تستخدم كنقاط مراقبة فعالة، وأن الكاميرات وأجهزة الاستشعار الملحقة بالأبراج تنقل صورا دقيقة للمنظمة اللبنانية، ومشاهد مباشرة بجودة عالية لغرفة عمليات تابعة لـ"حزب الله" في منطقة الضاحية في بيروت.
وحذر الموقع من الرسالة التي توجهها الصور التي نشرت، وقال إنها تدل على أن جنود الجيش الإسرائيلي كانوا بلا غطاء أو حماية، وكان بعضهم يرتدي الخوذات العسكرية والبعض الآخر لا يرتدي ما يحميه.
وتباينت التقديرات في إسرائيل بشأن أبراج مراقبة ظهرت بشكل مفاجئ في آيار/ مايو الماضي، على الجانب الآخر من الحدود الشمالية، حيث أشارت بعض المصادر إلى أن تلك الأبراج ربما تخص الجيش اللبناني، فيما رجحت آراء أخرى أنها تابعة لميليشيات "حزب الله".
وظهرت تلك الأبراج على بعد أمتار معدودة من السياج الأمني، في المنطقة ما بين رأس الناقورة، مرورا بالمناطق المقابلة لمستوطنة "حنيتا" وقرية "عرب العرامشة"، وصولا إلى مستوطنة "زرعيت".
وأشارت وسائل إعلام عبرية وقتها إلى أن الحديث يجري عن أبراج مراقبة تستخدم في نوبات حراسة، وأنها تخص الجيش اللبناني، لكن سكان المنطقة أعربوا عن قلقهم وقالوا إن تلك الأبراج قد تخص "حزب الله"، في إطار استعداده لحرب جديدة ضد الجيش الإسرائيلي.
ورد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأن الجيش يراقب عن كثب من النواحي الميدانية ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود الشمالية، وتقوم أجهزة الاستخبارات بالعمل المناسب لمعرفة ملابسات الموضوع، وأنه لا توجد أية تغييرات بشأن تقدير الموقف الخاص بالحدود الشمالية.
ووجه قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، الجنرال الإيطالي لوتشيانو بورتولانو، رسالة طمأنة إلى إسرائيل بشأن الأبراج، التي تعتقد تل أبيب أنها تشكل خطرا أمنيا، حيث تشرف على مواقع إستراتيجية تابعة للجيش الإسرائيلي.
وألقى بورتولانو محاضرة بجامعة تل أبيب، حول تسوية النزاعات، نوه خلالها أن الأبراج الجديدة التي أقيمت في فترة زمنية وجيزة جنوبي لبنان، وتسببت في مخاوف عميقة لدى الجانب الإسرائيلي "سوف تستخدم للمراقبة من قبل الجيش اللبناني، ولا علاقة لميليشيات حزب الله بها" على حد قوله.
ولفت إلى أن تلك الأبراج لن تسقط في يد ميليشيات "حزب الله"، وأن ثمة اتصالات مع الجيش اللبناني، حيث يؤكد الأخير أنه لن يسمح للمنظمة بالسيطرة على هذه الأبراج أو استخدامها، في أي من الأحوال، مؤكدا أن تلك الأبراج مخصصة للمراقبة فقط، في إطار عمليات حفظ الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
لكن مراقبين إسرائيليين أشاروا إلى أن أبراج المراقبة المشار إليها ستقع بيد "حزب الله" عاجلا أم آجلا. ورد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بزيارة ميدانية للمناطق الحدودية مع لبنان، وخلال جولة ليبرمان على مقربة من الحدود اللبنانية بدت أبراج المراقبة وقد اعتلاها أشخاص وقاموا بمراقبته، حيث زعمت وسائل الإعلام العبرية أن مسلحين كانوا يراقبون ليبرمان خلال زيارته للمنطقة.
