مليشيات مصراتة تنشد مزيدًا من التمويل قبل حسم معركة "داعش سرت"
مليشيات مصراتة تنشد مزيدًا من التمويل قبل حسم معركة "داعش سرت"مليشيات مصراتة تنشد مزيدًا من التمويل قبل حسم معركة "داعش سرت"

مليشيات مصراتة تنشد مزيدًا من التمويل قبل حسم معركة "داعش سرت"

كشفت تقارير إعلامية ليبية، سعي قادة مليشيات مصراتة المسلحة، للحصول على تمويل خارجي، قبل التقدم على الأرض تحت غطاء الطيران الأمريكي، لحسم معركة سرت ضد مقاتلي تنظيم داعش، المسيطر على المدينة الساحلية.

وقال مختار فكرون، المتحدث باسم السلاح الجوي في مصراتة القريبة، التي تدار منها الحملة على سرت، "طلبنا الدعم من الولايات المتحدة حتى يمكن أن تتحرك العملية بسرعة ولا نفقد مقاتلين آخرين."

وبعد يوم واحد من بدء الولايات المتحدة حملة رسمية من الغارات الجوية على معقل تنظيم داعش في ليبيا، رحب مقاتلو الفصائل المناهضة للتنظيم المتشدد بتدخل واشنطن، لكنهم ظلوا على حذرهم من التقدم برًّا خوفًا من الألغام والقناصة.

وكانت الضربات الجوية الأمريكية، التي بدأت أمس الاثنين، استهدفت دبابة وعربتين في سرت، حيث يقبع مقاتلو داعش تحت الحصار في قلب ما أصبح قاعدة مهمة من قواعده خارج دولة الخلافة، التي أعلنها في سوريا والعراق.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الضربات الجوية في ليبيا "مفتوحة"، لكن سيتم التنسيق في كل ضربة مع حكومة الوفاق الوطني، التي تدعمها الأمم المتحدة.

ولكن القوى الغربية، تقول إنها لن تقوم بعمل أكثر استدامة، إلا إذا تلقت دعوة من حكومة الوفاق الوطني التي وصلت إلى طرابلس في مارس آذار. لكن الحكومة أحجمت عن ذلك فهي تواجه صعوبات في بسط كامل سلطتها على بلد متشرذم، كما أنها حساسة تجاه انتقادات بأنها فرضت من الخارج.

ويتحصن مقاتلو مجموعة من الفصائل الليبية، المناهضة للتنظيم، ومنها عناصر من مليشيات مصراتة، خلف سواتر من الرمال وجدران من الخرسانة المسلحة في المدينة الساحلية، بعد أن لحقت بهم خسائر بشرية كبيرة في اشتباكات من شارع لآخر على مدى شهور.

وتسلّط هذه المعركة، الضوء على تحديات إخراج التنظيم من ليبيا، التي واجه فيها صعوبات في كسب التأييد المحلي، غير أنه استغل الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي.

وأدت حملات عسكرية تدعمها الولايات المتحدة إلى تقهقر الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، كما تقلص حجم وجودها في سرت إلى بضع مئات من المقاتلين، كانوا يسيطرون في وقت من الأوقات على مسقط رأس القذافي.

سرت.. محور المعركة

وتتركز معركة سرت الآن على مركز مؤتمرات واجادوجو، الذي رفع عليه التنظيم رايته السوداء، وكذلك في الشوارع المحيطة بمستشفى وجامعة في المدينة.

وقال فتحي باشاغا، الذي يتولى التنسيق بين حكومة الوفاق الوطني ومركز قيادة عملية مصراتة، إن ضربات أمس الاثنين أصابت أهدافها قرب مركز المؤتمرات وحي الدولار، الذي سيطر المقاتلون عليه سيطرة تامة يوم السبت.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على سرت قبل عام، لكن مليشيات من مدينة مصراتة متحالفة مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، بدأت حملة لتحريرها في مايو أيار الماضي.

ويعتقد قادة مليشيات مصراتة، أن قادة تنظيم الدولة- وبعضهم مقاتلون أجانب أرسلهم قادة في العراق وسوريا- فروا بالفعل من المدينة قبل حصارها. مرحجين أن يكون بعضهم فر إلى مناطق نائية في جنوب ليبيا.

ويقول مسؤولون، إنه حتى بعد سقوط سرت، قد يشن المتشددون هجمات ويقومون بتفجيرات انتحارية.

وعود حكومة السراج

في بداية مايو أيار، تقدم مقاتلو تنظيم داعش نحو الشمال الغربي باتجاه مصراتة، مما أثار عملا مضادا من جانب مليشيات مصراتة التي تحركت بسرعة إلى مشارف سرت. وسارعت حكومة الوفاق الوطني لتشكيل هيكل قيادة عسكرية في محاولة لوضع المليشيات تحت سلطتها. لكن المقاتلين وأغلبهم متطوعون ومسلحون سابقون، قاتلوا في الانتفاضة على القذافي عام 2011، يشعرون أن الحكومة والمجتمع الدولي لم يقدما ما تعهدا به من دعم.

وقال باشاغا، إن الحكومة لم تتمكن من ملاحقة التطورات على الأرض، غير أنها في نهاية الأمر صرفت مئة مليون دينار (65 مليون دولار) كدعم مالي.

ويتحدث المقاتلون عن عثورهم على شراك ملغومة متطورة ومتفجرات مخبأة وسط الأطعمة والأثاث في مبان تركها التنظيم المتشدد. ويقولون إنهم تركوا بمفردهم يخوضون الحرب القذرة ضد عدو يشكل خطرًا عابرًا للدول.

خسائر فادحة

ومع استمرار المعركة، تقول الكتائب إنها أصبحت أفضل تنظيمًا، لكنها مازالت تعاني من خسائر كبيرة.

وقال صهيب جهان، المتمركز على بعد بضعة مئات من الأمتار من قاعة مؤتمرات واجادوجو "كلما تقدمنا نواجه بمقاتلين أعلى مهارة... يحتفظون بأمهرهم للنهاية."

وقتل 350 على الأقل من أفراد مليشيات مصراتة منذ مايو أيار الماضي، وأصيب أكثر من 1500 بجروح، وكان عشرات المقاتلين يسقطون قتلى في يوم واحد في تفجيرات انتحارية وبأيدي قناصة وبسبب الألغام.

وتفتقر الكتائب إلى المعدات العسكرية الحديثة، لكنها تستخدم معدات مثل شاحنات تحمل صواريخ مضادة للطائرات الهليكوبتر واشترت ذخيرة من السوق السوداء، وقامت بتركيب صواريخ مضادة للطائرات على موقع لحرس الحدود قبالة الساحل.

وتستخدم القوات الجوية أسطولا قادما من الطائرات المصنوعة في الكتلة الشرقية، أحدثها يرجع تاريخه لعام 1984. وصنعت ورشة محلية آليات حمل القنابل على الطائرات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com