المعارضة السورية تبدأ المرحلة الثانية من معركة كسر الحصار في حلب
المعارضة السورية تبدأ المرحلة الثانية من معركة كسر الحصار في حلبالمعارضة السورية تبدأ المرحلة الثانية من معركة كسر الحصار في حلب

المعارضة السورية تبدأ المرحلة الثانية من معركة كسر الحصار في حلب

بدأ مقاتلو الفصائل المعارضة الإسلامية، اليوم الإثنين، المرحلة الثانية من معركة «كسر الحصار» الذي تفرضه قوات النظام على الأحياء الشرقية من مدينة حلب شمال سوريا.

وشن مقاتلو المعارضة السورية هجوماً كبيراً على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب غربي حلب، في محاولة لإعادة فتح طرق إمدادات بعد أن شدد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة الأسبوع الماضي.

ونفذت تلك القوات هجوماً واسعاً على تجمعات قوات النظام في ريف حلب الجنوبي والغربي، بعد وصول تعزيزات عسكرية من مدينة إدلب وريفها، فيما أفادت مصادر محلية أن "الثوار" سيطروا، اليوم الإثنين، على قرية "الشرفة" الاستراتيجية الواقعة غرب مدينة حلب، وذلك ضمن المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن مدينة حلب.

وتعتبر قرية "الشرفة" بوابة للكلية المدفعية في منطقة "الراموسة"، وبتحريرها تكون وجهة الثوار القادمة الكلية والتي أصبحت تحت مرمى الفصائل المسلحة، وبدأ "الثوار" في حلب التمهيد الناري باستهداف كليتي المدفعية والجوية، الواقعتين في منطقة الراموسة جنوب المدينة، ضمن عملية فك الحصار عن حلب.

وتحوي الكلية الجوية ومدرسة المدفعية، القوة النارية الأكبر بيد النظام في مدينة حلب، يضاف إليها القوة النارية المتواجدة في الأكاديمية العسكرية، بحسب "أورينت".

واستعادت فصائل المعارضة مواقعها التي خسرتها على جبهة "حندرات" في ريف حلب الشمالي، بعد معارك ضد قوات النظام وميليشيات لبنانية وإيرانية مع مساندة من "لواء القدس" التابع لقوات النظام، إثر هجوم معاكس سقط خلاله قتلى من عناصر قوات النظام، وسط اشتباكات بين الأخيرة من جهة، و"جيش الفتح" من جهة أخرى، في الجهة الغربية من مدينة حلب.

وقام جمع من الأهالي في قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي والغربي، ومعظم الأحياء المحاصرة في مدينة حلب، بإشعال الإطارات المطاطية في مناطقهم، لحجب الرؤية عن الطيران الحربي، تزامناً مع إعلان بدء معركة كسر الحصار عن حلب، أملاً في التشويش على قدرة الطائرات على رصد المقاتلين على الأرض.

وقال الناشط الإعلامي ميلاد شهابي: " طالبنا مراراً مضادات طيران ولكن لم نتلق سوى الوعود التي كانت مجرد كلام وبفضل الله قام أهالي الأحياء المحاصرة وقرى وبلدات الريف الغربي والجنوبي التي تشهد اشتباكات بفرض حظر جوي بإرادتهم".

وأكد الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية أن المعارضين المسلحين شنوا هجوما ولكنه قال إن مقاتليه صدوا المعارضين من قاعدة مدفعية تابعة للقوات الجوية ونفى سيطرة قوات المعارضة على مدرسة الحكمة.

خسائر الميليشيات

وأكدت مصادر عراقية ولبنانية مقتل العشرات من الميليشيات الشيعية المقاتلة إلى جانب قوات النظام على جبهات ريف حلب خلال معركة فك الحصار عن حلب، وسط حالة تخبط وهروب لعشرات العناصر من الحواجز الى داخل المدينة.

وأفادت تقارير صحفية، نقلاً عن مصار أمنية عراقية، بوصول 21 جثة لعناصر من الميليشيات العراقية، إلى مطار بغداد الدولي، بعدما قتلوا في معارك قرب حلب، من بينهم قيادي بارز في مليشيا "أبو الفضل العباس".

وبث المكتب الإعلامي لـ "جيش الفتح" تسجيلاً مصوراً ونشر العديد من الصور التي تظهر عشرات الجثث الملقاة على الأرض في معركة فك الحصار عن حلب، بالإضافة إلى أسر 12 عنصراً للنظام جُلهم من الأجانب، إلى جانب نشر مقطع مصور يظهر ملاحقة دبابات "الثوار" للميليشيات الشيعية في ريف حلب الجنوبي، أثناء محاولة الأخيرة الهروب من مواقعها على سواتر حاجز السابقية.

وتظهر الصور تقدم مدرعات "جيش الفتح" إلى حاجز السواتر وأثناء وصولها إلى أماكن الاشتباكات حاولت عناصر النظام الهروب من المنطقة، وأثناء تقدم الدبابات تم دهس عنصر من الميليشيات الشيعية.

عداد الضحايا يتسارع

يأتي ذلك تزامناً مع تجدد قصف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام للأحياء الشرقية المحاصرة من مدينة حلب، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ومازال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار بشكل فعلي منذ أن قطع الجيش ومقاتلون حلفاء مدعومون من إيران الطريق الأخير المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مستهل يوليو تموز.

وحلب التي كانت أكبر المدن السورية قبل اندلاع الصراع قبل خمس سنوات مقسمة بين مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تهيمن علها المعارضة.

والسيطرة على حلب بالكامل ستكون أكبر نصر للرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الحرب وستجسد التحول الكبير في موازين القوى لصالحه منذ أن تدخلت روسيا إلى جانبه العام الماضي.

المعبر غير الآمن

ويتزامن ذلك مع مغادرة أكثر من 150 مدنيا أغلبهم نساء وأطفال المناطق الشرقية المحاصرة من مدينة حلب السورية من خلال منطقة آمنة قالت موسكو وحليفتها سوريا إنها خصصت لاستقبال من يتم إجلاؤهم من المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 169 مدنيا غادروا منذ يوم الخميس من خلال ثلاثة ممرات آمنة. وأضافت الوزارة في بيان أن 69 مسلحا سلموا أنفسهم للجيش.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن 169 مدنياً أغلبهم من النساء الذين تفوق أعمارهن 40 عاما وصلوا إلى نقطة تفتيش صلاح الدين. ولم تكن هناك لقطات لأفراد في المعبر ذاته ومن الصعب التأكد من تلك المعلومات بشكل مستقل.

وأعلنت حكومة الأسد وحلفاؤها الروس عملية إغاثة إنسانية مشتركة للمناطق المحاصرة يوم الخميس وأسقطوا عليها منشورات تطالب المقاتلين بالاستسلام والمدنيين بالمغادرة.

وشككت الأمم المتحدة في الخطة وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أنها ربما تكون محاولة لإخلاء المدينة - أهم معقل للمعارضة في البلاد - حتى يتمكن الجيش من السيطرة عليها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com