مصر وانقلاب تركيا.. صمت رسمي في مقابل صراخ إعلامي شامت
مصر وانقلاب تركيا.. صمت رسمي في مقابل صراخ إعلامي شامتمصر وانقلاب تركيا.. صمت رسمي في مقابل صراخ إعلامي شامت

مصر وانقلاب تركيا.. صمت رسمي في مقابل صراخ إعلامي شامت

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بتعليقات "شامتة" حيال ما حدث في تركيا، معتبرة أن ما حصل يعد ثورة للإطاحة بنظام أردوغان، بينما لم يصدر أي موقف رسمي، حتى اللحظة.

الخلاف الواضح بين الدولتين المصرية والتركية على المستوى الرسمي، وتحديدًا التباين في الموقف من جماعة الإخوان المسلمين، ألقى بظلاله على المتابعة المصريِّة لمجريات الأحداث، واكتفت القاهرة بتقمص دور المشاهد إذ أصدرت بيانًا مقتضبًا في وقت مبكر من صباح السبت، ناشدت فيه مواطنيها في تركيا بـ"التزام منازلهم".

وقالت الخارجية المصرية، إنها كلَّفت "السفارة المصرية فى أنقرة والقنصلية المصرية في إسطنبول بالاطمئنان على وضع الجالية المصرية، والتنبيه بأهمية التزامهم منازلهم والبعد عن أماكن التوتر".

وخلا البيان المصري من أي تلميح يعكس الموقف المصري بشأن ما حدث.

ووسط مشهد الحياد الرسمي، برزت شماتة واضحة من قبل إعلاميين وصحافيين مصريين بمحاولة الجيش التركي الانقلاب على السلطة، في خلط واضح بين جماعة الإخوان المسلمين المحظورة من قبل الحكومة المصرية، وبين النظام التركي الداعم لتلك الجماعة.

المعنى السابق جسدته الإعلامية لميس الحديدي، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عندما كتبت: "جماعة الإخوان الإرهابية إلى مزبلة التاريخ!!! #تركيا"، فيما كتب الإعلامي والصحفي إبراهيم عيسى على صفحته أيضًا: "اركن جنب اخواتك. #تركيا"، في إشارة إلى الإطاحة بأردوغان من السلطة.

بعض الإعلاميين أطالوا في التعليق، مدعومًا بتحليلات للمشهد، أثبتت الأحداث المتسارعة فشلها، حيث كتب الإعلامي يوسف الحسيني عبر صفحته الشخصية على "تويتر" أن "العالم الغربي سيستقبل خلع (الطاغية أردوغان) بهدوء وربما بشيء من الترحاب، نظرًا لمعاناتهم من إرهاب التيارات الاسلامية"، فيما كتب الإعلامي أحمد موسى عبر صفحته الشخصية على "تويتر": "الليلة ليلة سودة على الإخوان وأردوغان وقطر.. دي مشيئة الله  !! #ثورة_تركيا".

لكنّ الصحفي والإعلامي مصطفى بكري، أطال التحليل بعمق للأحداث بشكل متسرع، فبدأ تعليقاته على الأحداث بنقد للرئيس التركي قائلاً: "هل تعرفون لماذ كان أردوغان يصف ثورة الشعب المصري وانحياز الجيش لها بأنها انقلاب؟، لأنه كان يتخوف من هذا اليوم وقد حدث، أعتقد أن الهاربين الإخوان وخونة الإعلام في القنوات الإخوانية العميلة لن يترددوا في بيع أردوغان، والدليل اننا لم نسمع صوتًا لهم حتى الآن".

تعليقات الإعلامي ذهبت إلى حد الشماتة، عندما كتب يقول: "ذهب أردوغان وبقي بشار، سبحان مغير الأحوال، النصر للجيش العربي السوري، عاشت سوريا العربية، وعاش الشعب السوري العظيم، أردوغان يجب أن يحاكم كمجرم حرب".

وأفرد بكري تحليلاً عنونه بـ"خيارات الجيش ومصير أردوغان" اعتبر فيه أن الانقلاب على أردوغان كان متوقعًا، لأسباب اعتبره "توريط بلاده في دعم الإرهاب، والتآمر على سوريا وعلى أمن المنطقة العربية، وإضعاف الجيش التركي وجرده من كل سلطاته".

صمت الساسة

التزم السياسيون في مصر الصمت التام حيال الأحداث التي جرت في تركيا، سواء عبر بيانات رسمية أو تعليقات على السوشيال ميديا، وفضَّل الجميع الجلوس على مقعد المتفرج لحين اتضاح الأمور، على خلاف العادة، فلم يظهر الدبلوماسي المخضرم عمرو موسى، ولا رؤساء الأحزاب السياسية.

بخلاف الصمت الرسمي الغالب على الحياة الحزبية والسياسية، أصدرت شخصيات سياسية بيانات للتعليق على المشهد، حيث دعا محمد البيلي، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، الجهات المدنية والسياسية في تركيا للتحلل بالصبر وعدم تفتيت البلاد، قائلاً: "لا أحد يريد أن تصل تركيا إلى وضع سوريا والعراق وليبيا، وأن هذا هو غرض الدول المغرضة في تفتيت المنطقة بالكامل".

فيما اعتبر عفت السادات، رئيس حزب "السادات الديمقراطي"، أن محاولة الانقلاب العسكري في تركيا تمثل منعطفًا تاريخيًا في تاريخ أنقرة، وفي وضع نظام الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

وأعرب السادات في بيان صادر عنه اليوم، عن أمله في أن يكون أردوغان قد أدرك الفارق بين الانقلابات العسكرية وبين الثورات الشعبية، في مقارنة لما حدث أمس في أنقرة وما حدث من ثورة شعبية في مصر في 30 يونيو 2013.

وبينما أشار إلى أن ما حدث أمس يعكس حالة من الانقسام والغليان في الداخل التركي، ستؤثر لاحقا على وضع البلاد وسياساتها الداخلية والخارجية، ألمح رئيس حزب "السادات الديمقراطي" إلى أن عدم تعلم أردوغان من درس الانقلاب وتلويحه بإشارة رابعة بشكل سافر يعكس حالة العناد.

ولم يصدر أي تعليق من التيارات الإسلامية في مصر على الأحداث بشكل عاجل، إلا عندما تحدث قيادي سلفي، طالب الجيش التركي بضرورة تسليم قيادات الإخوان المتواجدة في إسطنبول إلى السلطات المصرية.

وقال سامح عبد الحميد، القيادي السلفي، في بيان، إن نفس الخطوات التى شهدتها مصر في 30 يونيو تشهدها تركيا، حيث تولى الجيش التركي إدارة البلاد كما فعل الجيش المصري، وأردوغان ينتظر مصير مرسي، حيث تسبب في قلاقل داخلية وخارجية، وعدم استقرار وعلاقلات سيئة مع عدة دول، وفي الجهة المقابلة، نجد أردوغان على خطى مرسي، حيث دعا أنصاره إلى النزول للشوارع، وتأكيد شرعيته".

وتابع :"المفترض أن يقوم الجيش التركي بتسليم أعضاء جماعة الإخوان المطلوبين في أحكام قضائية للحكومة المصرية، والإخوان يبحثون عن مأوى جديد بعد رحيل أردوغان".

تصحيح أخطاء

يأتي هذا فيما جاءت تعليقات المراقبين والمحللين المصريين للمشهد المتسارع في أنقرة، بنقد لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة السابقة، معتبرين أن ما حدث نتيجة لسياسة خاطئة وخلق عداوات.

اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير العسكري، اعتبر إعلان الجيش التركي السيطرة على البلاد "قرارًا متوقعًا"، مدللاً على ذلك بأن الرئيس التركي استخدم سياسة خاطئة خلقت العداوة مع جميع الدول، فيما أشار الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى أن ما حدث بتركيا مساء أمس الجمعة، يفرض على الرئيس التركي إعادة النظر في كثير من القضايا المتعلقة بالفساد، في جميع أنحاء الدولة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com