المعارضة السورية تراجع خططها في حلب لصد هجوم النظام ومواليه (صور)
المعارضة السورية تراجع خططها في حلب لصد هجوم النظام ومواليه (صور)المعارضة السورية تراجع خططها في حلب لصد هجوم النظام ومواليه (صور)

المعارضة السورية تراجع خططها في حلب لصد هجوم النظام ومواليه (صور)

صعّدت فصائل المعارضة السورية المسلحة، التي تقاتل في مدينة حلب ضد قوات النظام السوري ومواليه، بهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدنية في الأيام المقبلة، وذلك لصد الهجمة السورية الروسية على المدينة.

وأعادت فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب ترتيب أوراقها وتوحيد صفوفها في إطار توقعات ببدء جولة جديدة من المعارك الساخنة ضد النظام السوري والقوات الموالية له من ميليشيات "حزب الله" وغيرها، خلال الفترة القريبة القادمة، حسب ما تفيد به معطيات الميدان.

وشهدت الجبهات الداخلية في قلب المدينة، والتي تفصل مناطق الثوار عن مناطق سيطرة النظام، نشاطاً ملحوظاً في الأيام الأخيرة، خاصة بعد الحصار الذي تعرضت له حلب.

وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام و"حزب الله" من جهة، والفصائل السورية المسلحة و"جبهة النصرة" من جهة أخرى، بالقرب من طريق الكاستيلو وفي محيط مزارع الملاح، وسط قصف واستهدافات متبادلة وأنباء عن تقدم للفصائل في بعض النقاط.

ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات دارت رحاها بين الجانبين في أطراف منطقة "الليرمون" وفي منطقة "بني زيد"، وفي "محور البريج"، وسط معلومات عن مزيد من التقدم لقوات النظام في المنطقة تلك، ترافقت مع قصف جوي مكثف على المنطقتين.

وتمكن مقاتلو المعارضة المسلحة، اليوم الخميس، من استعادة عدة نقاط ومواقع كانت قد سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً في عدة جبهات من المدينة، وذلك بعد معارك بين الجانبين تكبدت خلالها قوات النظام خسائر بشرية وعسكرية، وسط قصف جوي ومدفعي على الأحياء الشرقية من حلب.

وما تزال العمليات مستمرة في الريف الشمالي من أجل فك الحصار عن مدينة حلب، حيث كانت الفصائل استطاعت فك الحصار لساعات بعد سيطرة قوات الأسد والميلشيات الموالية إلا أنها أعلنت لاحقاً الانسحاب لأسباب قالت إنها "عسكرية".

من قلب الميدان

مسلم أبو سلوم أحد مقاتلي المعارضة المسلحة شمالي حلب أكد أن مقاتلي فتح حلب ومجموعات من الفصائل الإسلامية تمكنت من صد إحدى أكبر هجمات قوات النظام والميليشيات المؤازرة لها على محاور "بني زيد" و"الخالدية" و"الليرمون" في حلب.

وأوضح أنه تم قتل عدد من عناصر قوات النظام مع شن مقاتلي المعارضة هجوماً معاكساً على النقاط والمواقع التي تمركزت بها قوات النظام السوري في محيط "صالات الليرمون" وعدة معامل في المنطقة الواقعة بين حيي "بني زيد" و"الليرمون"، لتستعيد السيطرة على 6 نقاط وعدة معامل شمالي دوار الليرمون الذي تسعى قوات النظام للسيطرة عليه، وفقاً لموقع "أرا نيوز".

وقال أحد القادة الميدانين إن قوات النظام حاولت بمساندة بعض الشبيحة في تلك المنطقة التقدم والتسلل إلى نقاط ومواقع الثوار، ولكن تم صدهم وقتل أكثر من خمسة من عناصرها إضافة إلى جرح عدد آخر.

من جهته، أفاد عمر أبو الحسن أحد مقاتلي الفرقة 16 التابعة للجيش الحر، بأن فصائل المعارضة تمكنت من رصد تحركات قوات النظام في منطقتي "بني زيد" و"الخالدية" بعد قصفها للمنطقتين بعشرات القذائف تمهيداً لاقتحامها من خلال تسلل مجموعة من عناصرها، إلا أن فصائل المعارضة تصدت للمجموعة، واستهدفتهم بمدفع محلي الصنع ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوهم، على حد قوله.

قصف متواصل

وقصفت طائرات حربية، صباح اليوم الخميس، مناطق في حي الصاخور بمدينة حلب، ما أدى لسقوط جرحى، بينما نفذت ثلاث طائرات حربية بشكل متزامن فجر اليوم، عدة غارات على مناطق في محيط القصر العدلي وحلب القديمة وحيي قاضي عسكر وطريق الباب ومساكن الفردوس ومنطقة الليرمون شمال حلب، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "قتل 12 مدنياً على الأقل جراء قصف جوي لطائرات لم يتضح اذا كانت سورية أم روسية على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وسقط 9 من القتلى في طريق الباب و3 آخرون في حي الصالحين، بحسب المرصد.

وأظهر مقطع مصور في حي "الصالحين" مبناً مدمراً جراء القصف وأمامه سيارة محترقة وشاحنة لجمع النفايات تدمرت مقدمتها، فيما سعى عمال إنقاذ لرفع الأنقاض والبحث عن ضحايا.

وقال جمعة حسن أحد سكان الحي، وهو يقف أمام المبنى الذي استهدفته الغارات: "دمار كامل، واستهداف للمدنيين، سائق تاكسي وعامل بلدية، هؤلاء هم الإرهابيون بنظرهم".

يأتي ذلك وسط أنباء عن قصف قوات النظام مناطق في حي "الميسر" بمدينة حلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، كما قصف الطيران الحربي مناطق في حي "السكري"، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حيي "بعيدين" و"مساكن هنانو"، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية.

وأوردت مصادر محلية في حلب معلومات عن تبادل لإطلاق النار بين عناصر من "جبهة النصرة" و"الجبهة الشامية" بالقرب من منطقة "مخيم شمارخ" بريف إعزاز في ريف حلب الشمالي، بينما تعرضت مناطق في بلدة "مسكنة" بريف حلب الشرقي لقصف جوي، دون معلومات عن إصابات.

مأساة الإنسانية

وتشهد المدينة المحاصرة حالياً كارثة إنسانية، اشتد خناقها بعد قطع طريق الكاستلو، ما أطبق الحصار بعنف أكبر على سكانها الذين بدأ سكان الأحياء الشرقية منهم يعانون جراء قطع ذلك الشريان الحيوي، حيث فرغت غالبية المحال من أفران وبقالات وبسطات خضار وغيرها من البضائع والمواد الغذائية والطحين وحتى المحروقات.

وتحاول قوات النظام الوصول إلى طريق الكاستيلو وقطعه وحصار مئات الآلاف من المدنيين داخل مدينة حلب في محاولة لتطبيق سيناريو مدينة حمص وغوطة دمشق في ظل صمت المجتمع الدولي حيال النتائج المأساوية التي ستنتج عنها أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب الطاحنة في سورية قبل خمس سنوات، بحسب سكان المدينة.

وذكرت تقارير إعلامية أن بعض المحال أغلقت أبوابها في اليوم الأول لقطع الطريق، للحفاظ على البضائع قبل إعادة فتحها لاحقاً بعد رفع الأسعار بسبب النقص الشديد في المواد الضرورية.

وأفادت مصادر محلية أن الأزمة لا تقتصر على عدم توافر المواد الغذائية، بل هي ناتجة أيضاً من انقطاع المحروقات من مازوت وبنزين وغاز الضرورية لتشغيل الأفران والبرادات. وارتفع سعر أسطوانة الغاز في الأيام الأخيرة إلى 12 ألف ليرة (24 دولاراً) بعدما كانت ستة آلاف (12 دولاراً) في السابق.

ووصل سعر ليتر البنزين إلى ألف ليرة (أي دولارين) أو أكثر إن وُجد، مقابل 450 ليرة في السابق، ونتيجة هذا النقص في المحروقات، توقف الكثيرون عن ممارسة أعمالهم وأصبحت الشوارع شبه خالية من السيارات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com