زيارة الغنوشي إلى العاصمة الفرنسية تثير جدلاً واسعًا في تونس (صور)
زيارة الغنوشي إلى العاصمة الفرنسية تثير جدلاً واسعًا في تونس (صور)زيارة الغنوشي إلى العاصمة الفرنسية تثير جدلاً واسعًا في تونس (صور)

زيارة الغنوشي إلى العاصمة الفرنسية تثير جدلاً واسعًا في تونس (صور)

أثارت زيارة رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية، انقساماً حاداً وجدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التونسية، فيما حظيت الزيارة باهتمام إعلامي واسع في كلا البلدين.

واعتبرت شريحة من الساسة التونسيين تلك الزيارة "اختراقاً سياسياً ودبلوماسياً مهمّاً من حركة النهضة لفرنسا"، بينما رأت شريحة أخرى "مؤشراً على تحوّل نوعي في الموقف الفرنسي من حركة النهضة"، مثنياً على "قدرة الحركة على استثمار هذا التحوّل في أفق استراتيجي".

وتأتي زيارة الغنوشي والوفد المرافق له تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية، والتقى خلالها بوزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرولت وعدداً من مسؤولي الخارجية والمؤسسات التابعة لها.

وتناولت الزيارة "تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس والتحديات التي تواجهها، والأوضاع الراهنة في المنطقة" والعلاقات الفرنسية المتبادلة وسبل تعزيزها لدعم مسيرة الانتقال الديمقراطي".

اختراق سياسي ودبلوماسي

واعتبر الإعلامي والباحث في علم الاجتماع منذر بالضيافي، أنّ زيارة الغنوشي لباريس والتقاءه بمسؤولين كبار في الإدارة الفرنسية بشقيها التشريعي والتنفيذي "تمثل اختراقاً سياسياً ودبلوماسياً مهمّاً من حركة "النهضة" خاصة وأنّ لفرنسا تحفظات كبيرة على الإسلاميين ومشاركتهم في إدارة الحكم".

وقال بالضيافي، في تدوينة له بصفحته على موقع "فيسبوك": "هذه الزيارة جاءت لتؤكد على أنّ "النهضة" أصبحت الحزب الأول في تونس، المخاطب للقوى الإقليمية الجزائر والدولية بريطانيا وأمريكا واليوم فرنسا".

وشدّد على أنّ "لقاءات الغنوشي الباريسية تعبّر عن تحوّل في المستقبل في طبيعة تعامل فرنسا مع تفاعلات المشهد التونسي، وفي الوقت الذي "تتمدد" فيه حركة "النهضة " في الداخل والخارج، نجد مكونات الخريطة الحزبية تتفكك".

بدوره، أكد المحلل السياسي نور الدين الختروشي أنّ "زيارة الغنوشي لفرنسا بدعوة من وزارة الخارجية، تشير إلى تحوّل نوعيّ في الموقف الفرنسي من النهضة"، منوهاً إلى "قدرة النهضة على استثمار هذا التحوّل في أفق استراتيجي، سيعيد ترتيب كل أوراق اللعبة الداخلية تونسياً".

الدبلوماسية الشعبية

وحول زيارته الرسمية إلى فرنسا، قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إنّها "تندرج في إطار الدبلوماسية الشعبية، وهي ليست باسم الحكومة التونسية".

وأضاف الغنوشي، في تصريح صحفي، على هامش لقاء له مع أبناء الجالية التونسية بباريس الشمالية: "هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات التونسية الفرنسية والتشجيع على الاستثمار الفرنسي في تونس.".

وأشار الغنوشي إلى أنّ التحول الحاصل داخل حركة "النهضة" هو "توجّه نحو التخصص السياسي أكثر منه توجهاً نحو العلمانية"، مؤكداً أنّ عدداً من أعضاء الحزب "سيقدمون استقالاتهم منه للتفرغ لمسؤوليات جديدة".

وإلى وقت غير بعيد، بقيت السلطات السياسية في فرنسا متحفّظة على مشاركة الإسلام السياسي الذي تمثله حركة النهضة في إدارة الشأن السياسي في تونس، بعد أن فازت الحركة في انتخابات 2011، وبقيت تراقب إلى أين سيسير الوضع في تونس.

وفي مرحلة ثانية، عادت فرنسا إلى الساحة السياسية التونسية خلال حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، ولو أنّ الدعم كان محتشماً.

ويبدو أنّ ما حصل في المؤتمر العاشر لحركة "النهضة"، نهاية شهر مايو/أيار الماضي، من إعلان تخصص الحركة في الشأن السياسي، بعيداً عن الجانب الديني والدعوي، كان أحد أسباب الدعوة الرسمية التي وجهتها وزارة الخارجية الفرنسية إلى حركة النهضة لزيارة فرنسا، ما يفتح الأبواب نحو علاقات ثنائية قوية بين تونس وفرنسا، ودعم أكبر فرنسي لتونس على مستوى تشجيع الاستثمار والمساعدة على محاربة الإرهاب لإنجاح المسار الانتقالي الذي تعيشه تونس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com