أكراد العراق يستضيفون "لاجئين غوت تالنت"
أكراد العراق يستضيفون "لاجئين غوت تالنت"أكراد العراق يستضيفون "لاجئين غوت تالنت"

أكراد العراق يستضيفون "لاجئين غوت تالنت"

سلطت صحيفة "ميدل ايست آي" البريطانية، الضوء على مسابقة للمواهب في اليوم العالمي للاجئين، والتي أظهرت إمكانات طالبي اللجوء حول العالم.

وأشارت إلى إحدى المتسابقات، وهي روجبين بارودو، التي تتحدث الانجليزية بطلاقة بلكنة هندية طفيفة والتي كانت تعلمتها من مشاهدة أفلام بوليوود، كذلك وسيلة عبد الكريم حسن التي تبلغ 17 عامًا، والتي قد سبق وأن ألفت كتابين وتعمل مترجمة، بينما يأتي الناس من على بعد أميال ليطلبوا من مزغين أحمد لعب الدف والغناء في حفلات زفافهم.

وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء، ليسوا سوى ثلاثة من اللاجئين السوريين الشباب، الذين يعيشون في مخيم أربات في شمال العراق، والذي يشارك في أول مسابقة لمواهب اللاجئين "ريفوجيز غوت تالنت" ليلة الاثنين. ويقام هذا الحدث بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، وقد أفرز عن ظهور عدد كبير من المواهب غير المستغلة التي يملكها اللاجئون في جميع أنحاء العالم.

وتقدر وكالة الأمم المتحدة للاجئين، أن عدد من تم تشريدهم حاليًا بسبب الصراع، أكثر من أي وقت مضى على مدار التاريخ.

وبحسب التقديرات العالمية، كان هناك أكثر من 65 مليون شخص، إما من اللاجئين وطالبي اللجوء أو المشردين داخليا في نهاية العام 2015. ومن بين هؤلاء، يعد الرقم الأكبر من سوريا، حيث فر أكثر من تسعة ملايين من ديارهم بسبب الحرب الأهلية، وقد سعى نحو 250 ألف سوري لطلب اللجوء في كردستان العراق، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق.

وتستضيف محافظة السليمانية 32 ألف شخص من هؤلاء اللاجئين، أي ما يقرب من ثلث الذين يعيشون في مخيمات مثل أربات، وبينما تدخل الحرب في سوريا عامها السادس، قد يكون هناك وقت طويل قبل أن يكون من الآمن لهم العودة إلى ديارهم، وقد افتتحت المخيمات مثل مخيم أربات في أبريل العام 2013، واتخذت شكل المدن الصغيرة، مع كبائن مسقوفة مضاءة ومصفوفة في الشوارع، ويعلو معظمها أطباق الأقمار الاصطناعية.

وفي حين أن الخدمات الأساسية ووسائل الراحة متوافرة في تلك المخيمات، ما زالت فرص العمل والتعليم العالي محدودة للغاية، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر خوفًا من ضياع جيل من الشباب السوري.

وقد تعلق الجيل الرقمي من الشباب السوري ذي الدوافع الذاتية بالأنشطة المنظمة، والاتصال بشبكة الإنترنت المقدمة في المخيمات، كما تعلموا اللغة الإنجليزية، إما عن طريق دراسة رسمية أو من خلال مشاهدة الأفلام، كذلك مارسوا خطوات الرقص من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، وعملوا على تسلية أقرانهم من خلال العروض الموسيقية.

ومع ذلك، يقول ممثل وكالة اللاجئين للأمم المتحدة، غيدو، إن المتنفس لهذه المواهب الإبداعية يظل غائبا إلى حد كبير. ولمعالجة ذلك، نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مسابقة لمواهب اللاجئين، والتي تبنت شكل برامج المواهب التليفزيونية الشهيرة.

وبينما يرتفع ضوء القمر في الأفق، وتهب رياح ساخنة ناشرة للغبار خلال المخيم، يتجمع الآلاف من السكان والمئات من الزوار المحليين أمام المنصة منتظرين مشاهدة العروض، وفي خيمتين وراء هذه المنصة، انتظر المتسابقون في عصبية وحماسة.

وأشارت الصحيفة، إلى حسن، الكاتب الشاب من قرية القامشلي السورية، وهو ينتظر مع 15 مراهقاً من فرقة روجافا للراقصين، والذين قد تدربوا لعدة أشهر لأداء رقصة شعبية وهم يرتدون الملابس الكردية التقليدية، وقال حسن إن القدرة على المشاركة هو الشيء الجيد في أسوأ الظروف التي أدت لتشريدهم، وأكد أنه منذ قدومه إلى هنا، تعرض لثقافات مختلفة وتوافرت له الفرصة لأداء أنشطة مختلفة.

وفي مكان قريب، وقفت روجبين بارودو، التي تبلغ من العمر 17 عامًا مع أربع من صديقاتها من المخيم، والتي أحضرتهن معها لتقديم عرض بالاشتراك مع فرقتها الخاصة، والتي أطلقت عليها اسم ايه بي سي دي، وهي اختصار لجملة "أي شخص بإمكانه أن يرقص". وقد ذهبن وهن يرتدين فساتين بيضاء متطابقة وحجابا، وكن في طريقهن لأداء عدد من رقصات بوليوود.

وأكدت روجبين، أنه نتيجة لشغفها بالأفلام الهندية أصبحت قادرة الآن على التحدث باللغة الإنجليزية بلكنة هندية. وقالت: "أريد أن أكون راقصة، ولكن المشكلة الكبرى تتمثل في عائلتي"، وأضافت: "عائلتي تريدني أن أصبح طبيبة"، وأوضحت: "أريد هذا أيضًا، لكني أريد أن أكون راقصة أكثر من أن أكون طبيبة."

ومع انتظار عائلتها الكبيرة في وطنها في سوريا لترى أداءها على موقع يوتيوب، قالت إنها لا يهمها سواء فازت أم لم تفز. وقالت: "إذا لم أفز فلن يكون لدي أي مشكلة، فأنا أريد فقط أن أظهر مهارتي في الرقص للجميع".

بينما تحلى مزغن أحمد (19 عامًا) بالهدوء قبل أدائه. فقد كان يلعب على الطامبور في مسقط رأسه، عين العرب، في سوريا كل يوم، لكنه تركها عندما فرت عائلته من سوريا. وقال: "لقد ظننت أني سوف أمكث هنا لبعض الوقتت، ولكني هنا منذ عام ونصف العام".

وفي ظل عدم وجود المال لشراء بديل عن آلته، قال أحمد إنه يتدرب الآن على آلة أحد أصدقائه، التي يستعيرها في بعض الأحيان للعزف في حفلات الزفاف، وقال إنه يرغب في ادخار 300 دولار من أجل شراء آلته الخاصة، لكنه ينفق معظم المال الذي يحصل عليه لإعالة أسرته.

وأشار: "لا يوجد الكثير من حفلات الزفاف في هذه الأيام. ففي الغالب، أعمل كعامل يدوي . فلا زلت لا أتمكن من الادخار لشراء هاتفي الخاص".

وفوق خشبة المسرح، يقوم المقدم التلفزيوني اللبناني نيشان دير بتحميس الحشد، قبل دعوة ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، برونو غيدو، من أجل إلقائه كلمة.

وقال: "كلما تم تمكين اللاجئين من المساهمة، استقبلتهم المجتمعات التي يعيشون فيها كأعضاء منتجين في المجتمع، بدلا من متلقين سالبين للمعونات".

وتراوح الأداء من مجموعة لأداء رقص بريك دانس إلى أداء درامي من قبل الممثلات الناشطات اللاتي تناولن موضوع الزواج المبكر، وفي نهاية كل عرض، يقوم الحكام بالثناء والنقد للفنانين.

وفي نهاية المساء، أبهرت الطاقة العالية لفرقة الرقص، روجافا للكاتب الشاب، حسن، عددا كافيا من الحكام لكي تفوز بالمركز الثالث، كما أدت فرقة بارودو للرقص الهندي عرضها بما يكفي من الشغف لكي تحتل المركز الثاني، لكن أغنية المغني أحمد التي قدمها للجمهور التي تدور حول الحرية الكردية هي التي احتلت المركز الأول، وقد نجح مع المتسابقين الذين يقومون بالرقص وراءه على خشبة المسرح، في إبهار الجماهير.

فيما اختتم ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، غيدو، قائلاً: "لقد رأينا الليلة الماضية مواهب رائعة، وطاقة هائلة من قبل الشباب اللاجئين السوريين"، مؤكدًا ضرورة مساعدتهم للكشف عن إمكانياتهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com