أردوغان "يؤسلم" مؤسسات الدولة سعيًا للانقلاب على علمانية أتاتورك
أردوغان "يؤسلم" مؤسسات الدولة سعيًا للانقلاب على علمانية أتاتوركأردوغان "يؤسلم" مؤسسات الدولة سعيًا للانقلاب على علمانية أتاتورك

أردوغان "يؤسلم" مؤسسات الدولة سعيًا للانقلاب على علمانية أتاتورك

بين مؤيد ومعارض لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تكثر التساؤلات حول مستقبل الجمهورية التركية، وإمكانية ردم الهوة بين الدين والدولة والانقلاب على العلمانية التي أرسى دعائمها الزعيم التركي الراحل مصطفى كمال (أتاتورك) في عشرينيات القرن الماضي.

وشهد المزاج الشعبي التركي في الأعوام الأخيرة توجهاً ملحوظاً نحو أسلمة الدولة ومرافقها، بتأثير الدعاية السياسية الضخمة، الداعمة لسياسات أردوغان؛ مؤسس حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية الحاكم.

وباتت نسبة مرتفعة من المواطنين الأتراك، تدعم السياسات الحكومية الهادفة إلى هدم الجدار الفاصل بين الدين والدولة، انطلاقاً من دعم قضية المحجبات، إلى تأييد قوانين تقيد بيع المشروبات الروحية واستهلاكها، مروراً بدعم حملات أردوغان المتكررة ضد الإجهاض.

والكثيرون شاهدوا مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخراً، على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصور تَهجُّم مجموعة من الإسلاميين الأتراك، على عدد من زوار متجر موسيقي، في إسطنبول، أثناء تناولهم مشروبات روحية احتفالاً بإصدار ألبوم جديد لفرقتهم المفضلة، خلال شهر رمضان.

وعلى الرغم من تأكيدات أردوغان المتكررة، على علمانية الدولة، يرى محللون أنه لم يألُ جهداً في محاولاته الخروج من عباءة المبادئ العلمانية، والتمرد على النهج الكمالي، واللافت أن محاولات أردوغان تلقى آذاناً صاغية لدى شريحة واسعة من الأتراك، الأمر الذي ظهر جلياً في نجاحاته المتكررة في المعارك الانتخابية، منذ وصول الحزب الحاكم إلى السلطة عام 2002.

ويرى مختصون في الشأن التركي، أن أردوغان تمكن إلى حد معقول من استمالة مؤيديه لإرساء دعائم الطابع الإسلامي للدولة، ومكافحة الإرث العلماني، إذا أخذنا بالاعتبار أرقام "معهد السياسة والاستراتيجية العالمية" ومقره أنقرة، فإن أكثر من 2000 مواطن تركي عبروا الحدود إلى الأراضي السورية، للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلامياً باسم "داعش".

انتعاش غير مسبوق للمدارس الدينية في تركيا

تعيش المدارس الدينية في تركيا عصرها الذهبي مع تمكن حزب العدالة والتنمية من التفرد في حكم البلاد لثمان حكومات متعاقبة، ووصلت نسبة الطلاب الأتراك الذين يدرسون في مدارس الأئمة والخطباء (المدارس الدينية) إلى نحو 10% من طلبة تركيا، بعد أن كانت بحدود الـ 5% قبيل العام 2002؛ وفقاً لمحللين أتراك.

وأسست الدولة التركية، المدارس الدينية، مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، كمؤسسات دينية على نطاق ضيق، لتكون مقرّات تمكن السيطرة عليها واحتوائها، وضمان تخريجها لأئمة مساجد يمكن وضعهم تحت رقابة الدولة، إلا أن دور تلك المدارس تنامى بشكل ملحوظ، بدعمٍ من أردوغان، لتتحول إلى منشآت ذات توجه وطابع ديني مموّل من الدولة، وتصبح بديلاً للكثير من الطلبة، عن المدارس العلمانية التقليدية.

وخرّجت تلك المدارس شريحة لا يستهان بها من الساسة الأتراك، ممن أخذوا على عاتقهم التصدي للتيارات العلمانية في الحكومة؛ ويأتي على رأسهم أردوغان نفسه، كما تضم الحكومة الـ65 لتركيا، التي شُكِّلت يوم 24 أيار/مايو الماضي، 10 وزراء من أصل 27 وزيراً، تلقّوا تعليمهم في مدارس دينية، ما يعكس توجّه الحزب الحاكم للمزج بين الدين والسياسة والتعليم.

وسبق أن دعا أردوغان، مطلع العام 2014، إلى تغيير المناهج الدراسية، إذ اعتبر أن فئة الشباب، لا يعرفون شيئاً عن علماء ومفكري الإسلام، سعياً منه إلى ترسيخ صورة الإسلام في المزاج العام التركي.

تأرجح الجيش

لم تَسلم المؤسسة العسكرية التركية، آخر قلاع العلمانية في تركيا، من التأثير الديني، إذ بدأت في الأعوام القليلة الأخيرة بوادر توجّه إسلامي بات ينشط في صفوفه.

وسمحت الحكومة ببناء المساجد في القطع العسكرية، وزيارة المحجبات لأزواجهن من العسكريين والمشاركة في مراسيمهم بعد عقود من الحظر، كل ذلك بدعم من وسائل الإعلام المقربة من الحكومة التي تصر على إظهار الجنود الأتراك بمظهر المتدينين، فتارة يرددون هتافات إسلامية، وتارة أخرى يقبلون المصاحف في الجوامع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com