"البوليساريو" تبحث عن زعيم جديد وسط سخط الجيل الشاب
"البوليساريو" تبحث عن زعيم جديد وسط سخط الجيل الشاب"البوليساريو" تبحث عن زعيم جديد وسط سخط الجيل الشاب

"البوليساريو" تبحث عن زعيم جديد وسط سخط الجيل الشاب

فتحت وفاة مؤسس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز التساؤلات عن مستقبل الجبهة بعد رحيل قائدها، وفتحت التساؤلات أيضا عن الملفات المتعلقة بالأوضاع الداخلية في الصحراء الغربية ومستقبل سكانها.

وسلطت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، الضوء على هذا الموضوع، وقالت إن مخيمات الصحراويين في تندوف تشهد سخطًا متزايدًا تجاه قادة الجبهة الحاليين، وخاصة من فئة الشباب.

وقالت المجلة، إن محمد عبدالعزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، الذي توفي، مؤخرا، ساعد في تأسيس الحركة في فترة السبعينات، مشيرة إلى أنه وفقًا لوجهة نظر جبهة البوليساريو، تعتبر الصحراء الغربية، موطن الشعب الصحراوي.

ونشرت البوليساريو برقية تأبين تشبه عبدالعزيز بعدد من القادة الأفارقة المعروفين.

ويرفض المغرب إجراء استفتاء على مصير الصحراء الغربية، خشية أن يختار الناخبون الحكم الذاتي، بدلًا من البقاء جزءًا من المغرب، حتى في ظل المقترح المغربي التي تتحدث عن "خطة الحكم الذاتي".

وحكمت الجبهة ما سميت بـ "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية دون معارضة (حيث تسيطر الجبهة على جميع المقاعد الـ 53 في المجلس الوطني) منذ إنشاء الدولة في المنفى العام 1975.

وتتلقى البوليساريو دعما ماليا وسياسيا من الجزائر، وهو ما يوفر بحسب مراقبين، نفوذا إقليميا في المنطقة.

وهناك أسئلة أخرى تطرح من قبل جيل الشباب تتعلق بما إذا كانت جبهة البوليساريو قادرة على البقاء بدون عبد العزيز، الذي تعلم وتدرب في المؤسسات المغربية ولكنه قاتل خلال الحرب طويلة الأمد في السبعينيات والثمانينيات وتسلح بالمكاسب الدبلوماسية بعد وقف إطلاق النار العام 1991.

ورغم انتقاد الجبهة للاستعمار، إلا أنها جسدت الموروثات الاستعمارية، فالحدود المرسومة على عجل للصحراء الإسبانية لم تحمل أبدًا في الحقيقة الكثير من الأهمية في حياة الناس في المنطقة، ومعظمهم من البدو، ولكن هنا كانت جبهة البوليساريو تعلن هوية وطنية فريدة من نوعها تحدها الحدود التي رسمها الاستعمار.

وكانت الروابط الاقتصادية والدينية والسياسية مع المغرب، دائمًا أمرًا مهمًا لشعب الصحراء، إلا أن البوليساريو تعمل على تقليص هذه الروابط.

وليس سرًا أن البوليساريو تقمع وجهات النظر المعارضة والمعارضين، إذ تحدث عبد العزيز كثيرًا عن أهمية حقوق الإنسان، ولكنه في الممارسة العملية اهتم فقط بحماية أولئك الذين يعملون ضد المغرب.

وتشهد مخيمات تندوف سخطًا متزايدًا، ففي العام 2009، فر أحمد ولد سويلم، أحد كبار مستشاري عبدالعزيز، إلى المغرب وأعلن هناك أن معظم الصحراويين يؤيدون اقتراح الحكم الذاتي المغربي.

وفي العام 2013، رفض مصطفى سلمى، الرئيس السابق لشرطة البوليساريو، والذي أعلن انشقاقه عن الحركة، العودة إلى تندوف من أجل الدعوة إلى خطة الحكم الذاتي للصحراء المقترحة من المغرب.

وفي العام 2014، نشرت مجموعة من الجنود شريط فيديو، شجبت فيه الفساد وتهميش الأصوات المعارضة المرتبطة بحركة الشباب من أجل التغيير، قبل انشقاقها إلى المغرب.

ويبدو أن أبرز المرشحين لخلافة عبد العزيز هو إبراهيم غالي، الذي يحمل أهم منصب دبلوماسي، فهو سفير للبوليساريو لدى الجزائر، بينما أيدت بعض الصحف الجزائرية ترشيح عبد القادر طالب عمر (رئيس الوزراء الحالي للجمهورية الصحراوية الديمقراطية) أو محمد سالم ولد السالك، الوزير الحالي لإعادة إعمار المناطق المحررة، بحسب التسميات الواردة في أدبيات الحركة.

وسوف يفضل المغرب، من جانبه، مواصلة تعزيز سلطتها على الإقليم حفاظا على وحدة تراب المغرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com