سيناريو الحرب متعددة الجبهات يؤرق إسرائيل
سيناريو الحرب متعددة الجبهات يؤرق إسرائيلسيناريو الحرب متعددة الجبهات يؤرق إسرائيل

سيناريو الحرب متعددة الجبهات يؤرق إسرائيل

ناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسة والأمنية ملفا يتعلق بوضع الجبهة الداخلية المدنية في حال تحقق السيناريو الأسوأ على الإطلاق من وجهة نظر المؤسسة العسكرية، وهو خوض حرب على جميع الجبهات.

ورغم أن هذا مجرد افتراض إلا أنه قابل للتحقق، لذا فإن المناورات والتدريبات التي تجريها قوات الاحتلال بشكل متدفق، تضع دائما في الحسبان خوض حرب على أكثر من جبهة.

وتعد هذه أول مشاركة لوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في الاجتماع الأمني المصغر منذ توليه هذا المنصب، إلا أن موعد الانعقاد كان محددا سلفا، وليس لتولي الوزير ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المتشدد أية علاقة باستعراض هذا الملف، الذي يشغل بال جيش الاحتلال والمؤسسة السياسية منذ سنوات.

وبحسب خبراء إسرائيليين، كانت تلك هي المرة  الأولى التي ينعقد فيها المجلس لمناقشة ملف يتعلق بسيناريو مفترض، حيث كان العنوان الرئيسي للاجتماع هو "كيف سيتم التعامل على مستوى الجبهة الداخلية في حال دخل الجيش الإسرائيلي في حرب على جميع الجبهات".

وأرجع الخبراء هذا الاهتمام الجديد للقادة السياسيين باستشراف المستقبل العسكري لإسرائيل  إلى المتغيرات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، ورغبتهم في التيقن من مستوى الجاهزية لمواجهة السيناريو الأخطر على الإطلاق.

ولم تتبدد المخاوف الإسرائيلية من تحقق هذا السيناريو عقب الاجتماع، حيث مازالت النظرة إلى قيام قوى شبه نظامية ومليشيات مسلحة بشن هجمات متزامنة من جميع الجبهات على أنها كابوس، ولا سيما لو انضمت إليها قوى نظامية كإيران مثلا، طبقا لما طرح خلال الاجتماع.

ويشير يوسي ميلمان، المحلل العسكري بصحيفة "معاريف"، إلى تقارير قدمتها المؤسسة العسكرية للوزراء بالمجلس المصغر، بشأن قدرات المنظمات القابعة على حدود إسرائيل مجتمعة، في مقابل استطلاع القدرات الدفاعية والهجومية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي للرد على هجمات متزامنة، بهدف معرفة مصير الجبهة الداخلية المدنية.

توقع السيناريو الأسوأ

ويلفت ميلمان إلى اهتمام المؤسسة السياسية بمعرفة ما إذا كان بالمقدور مواجهة "السيناريو الأكثر خطورة"، رغم أن تحققه مازال بعيدا، ولكن من غير الممكن عدم وضعه بالحسبان، والاستعداد ليوم يدخل فيه الجيش الإسرائيلي حربا على الجبهة اللبنانية، والسورية، فضلا عن قطاع غزة، وتوقع مشاركة إيران عبر قوتها الصاروخية.

وخلص الاجتماع إلى أن مليشيات حزب الله تشكل العدو الأخطر، ووضع بالاعتبار أن المنظمة اللبنانية ستكون قادرة في الحرب القادمة على فتح جبهة إضافية من ناحية الجولان السوري، ولم يستبعد أن تتعرض المناطق الشمالية الإسرائيلية بالتزامن، لهجمات صاروخية من قبل الجيش السوري، طبقا لهذا السيناريو.

وبحسب السيناريو الذي تخشاه الدولة العبرية، قد تنضم إيران للحرب، فيما طرحت فكرة أن حركة حماس في غزة، ومعها حركة الجهاد الإسلامي وغيرها، إضافة إلى تنظيمات سلفية بالقطاع وفي سيناء قد تنضم للحرب، وبالتالي سيكون على الجيش الإسرائيلي العمل ضد جميع هذه الجبهات بشكل متزامن.

استمرار المخاوف

ونوه المحلل الإسرائيلي العسكري إلى أن القادة السياسيين، أرادوا معرفة موقف الجيش من هذا السيناريو الكارثي، ويبدو أن التقديرات لم تطمئن أعضاء المجلس المعني بشؤون الأمن القومي، حيث قدر الجيش أن لدى التنظيمات المشار إليها مجتمعة قرابة 220 ألف صاروخ وقذيفة.

ولفت ممثل الجيش بالاجتماع إلى أن نصف هذا العدد من الصواريخ بحوزة حزب الله، وأن المنظمة الشيعية حسنت من منظومتها الصاروخية كما وكيفا منذ نهاية حرب لبنان الثانية قبل 10 سنوات، وتحولت من منظمة تعمل بأسلوب حرب العصابات إلى جيش يضم 20 ألف جندي نظامي، و25 ألف احتياطي، ووحدات بحرية وطائرات بدون طيار، ولديه قدرات في مجال الحرب السيبرانية، ومنظومة استخباراتية متطورة.

وطبقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي  فقد تزود حزب الله بصواريخ لديها القدرة على حمل رؤس حربية تزن مئات الكيلوغرامات ولديها قدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة، وأنه يمكن الافتراض أن الحرب القادمة ستشهد قيام المنظمة بإطلاق قرابة 4 آلاف صاروخ في الأيام الأولى ضد المطارات ومحطات الكهرباء والقواعد العسكرية وغيرها.

خسائر فادحة

وذهب مندوب الجيش الإسرائيلي إلى أن خسائر فادحة ستلحق بالجبهة الداخلية حتى ولو نجحت النظم الدفاعية الإسرائيلية في التصدي للكثير من الصواريخ، وأن حربا من هذا النوع لو فتحت على جبهات عدة، سوف تشهد إخلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم، أكثر بكثير مما حدث إبان حرب لبنان الثانية التي شهدت إخلاء 200 ألف من سكان المدن الشمالية.

وتوقع أن تتعرض شبكات الكهرباء والهواتف لمشاكل خطيرة، وسوف يتعطل العمل بالمؤسسات المختلفة.

وأشار مندوب الجيش الإسرائيلي إلى الجانب الإيجابي من وجهة نظر المؤسسة التي ينتمي إليها، وبين أن سلاح الجو سيتعامل مع جميع الجبهات في وقت واحد، ولكنه ركز على كون حزب الله مستغرق في الحرب السورية وأنه لا يسعى للحرب مع إسرائيل،  الأمر ذاته الذي ينطبق على حركة حماس في غزة التي تتجنب التصعيد.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com