كيف سيواجه نتنياهو الضغوط الدولية بشأن مسيرة السلام؟
كيف سيواجه نتنياهو الضغوط الدولية بشأن مسيرة السلام؟كيف سيواجه نتنياهو الضغوط الدولية بشأن مسيرة السلام؟

كيف سيواجه نتنياهو الضغوط الدولية بشأن مسيرة السلام؟

يستعين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بلغتي خطاب متناقضتين تمامًا بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، الأولى موجهة للداخل، حيث الغلبة لليمين المتطرف، والذي يخاطبه بما يتناسب معه، ويعلن مرارًا وتكرارًا رفضه لفكرة تقسيم القدس، دون أن يتحدث صراحة عن رفض إقامة الدولة الفلسطينية.

ويستخدم نتنياهو صيغة أقل حدة للتواصل مع المجتمع الدولي وأصحاب المبادرات السياسية، حيث يعلن أنه يتمسك بحل الدولتين للشعبين، ومسألة إقامة الدولة الفلسطينية، ويلجأ إلى مسألة الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية، كشرط  حين تتزايد الضغوط عليه.

ويعتقد متابعون للشأن الإسرائيلي أن نتنياهو يضع في حسبانه أنه بعد عشر سنوات من اغتيال رئيس الحكومة يتسحاق رابين، ظهر فيلم وثائقي العام الماضي، يحاول تبرير دوافع "يجال عامير"، المستوطن المفعم بالكراهية، الذي أقدم على اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الوحيد الذي أراد تحقيق السلام مع الفلسطينيين.

ومن هذا المنطلق يعمل نتنياهو حاليًا على الخروج من "المأزق الدبلوماسي" عقب انعقاد المؤتمر الوزاري في باريس، بحضور وزراء خارجية 28 دولة، فضلا عن ثلاث منظمات دولية، تسعى في النهاية وبشكل عملي إلى إلقاء الكرة في الملعب الإسرائيلي - الفلسطيني، على الرغم من أنه في حالة الأخيرة، هناك تأييد كامل لما يتم من جهود.

وفي الوقت الذي يحاول المجتمع الدولي دفع مسيرة المفاوضات السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والترتيب لمؤتمر تستضيفه باريس الشهر المقبل، بناء على المبادرة الفرنسية، يعتقد مراقبون للشأن الإسرائيلي "أن هناك عددًا من الطرق قد يلجأ إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية لإعادة الكرة التي ألقاها المجتمع الدولي إلى ملعبه".

ويركز نتنياهو حاليًا على تشتيت الجهود الدولية، حيث أن تعاطيه مع تلك الجهود سيفقده حتما مستقبله السياسي، لو وضع في الاعتبار تهديدات شركائه "حزب البيت اليهودي" أو ستفقده شعبيته، طبقا لاستطلاعات الرأي التي تظهر مدى نفوذ اليمين المتطرف، أو في أكثر الحالات تطرفًا سيلاقي المصير ذاته الذي واجهه سلفه رابين عام 1995.

إشعال انتفاضة كبرى

ويستطيع نتنياهو اللجوء إلى عدد من الحيل لإعادة الكرة مجددًا لملعب المجتمع الدولي، وضرب جهوده بشأن إحلال السلام، ويأتي على رأس تلك الحيل إطلاق العنان للمستوطنين المتطرفين لإشعال الأوضاع بالأراضي المحتلة.

ويستطيع مجموعة من المستوطنين المتطرفين، ومجموعات "فتية التلال" أو أعضاء منظمات مثل "لاهافا" وغيرها، إشعال الضفة الغربية والتسبب في اندلاع انتفاضة حقيقية حال أقدموا على عمل استفزازي كبير، ربما يفوق ما حدث إبان حرق منزل عائلة "دوابشة" بقرية دوما العام الماضي، ووقتها سيتغاضى "الشاباك" عن محاولات تتم من خلف الكواليس، ليسهل مهمة هؤلاء، ومن ثم يتسبب في انتفاضة واسعة تجعل الحديث عن احتوائها أولوية قصوى.

وبعيدا عن المستوطنين، يستطيع أحد النواب، ولا سيما النائب الجديد "يهودا جليك" المنضم حديثا للكنيست عن حزب "الليكود" بعد خلو مقعد وزير الدفاع المستقيل موشي يعلون، أن ينفذ رؤيته الخاصة بالحرم القدسي الشريف، وأحقية اليهود بالموقع، وأن يقدم على إشعال الأوضاع عبر زيارة استفزازية تحت حراسة مشددة، تنتهي أيضا بإشعال الأوضاع بالأراضي المحتلة، ولا سيما مع حلول شهر رمضان.

اللجوء لخيار الحرب

ومن بين الوسائل الأخرى التي يمكنها أن تصرف الأنظار عن المفاوضات، هي مسألة الحرب، حيث يمكن أن تتسبب حادثة أمنية محددة في إشعال حرب بين إسرائيل و"حزب الله" على سبيل المثال، أو حركة "حماس" في قطاع غزة، ووقتها ستتجه جهود المجتمع الدولي لاحتواء تلك الحرب، والدعوة إلى وقف إطلاق النار، ما سيمنح حكومة نتنياهو فرصة إضافية للمراوغة، وتهميش ملف التفاوض مع الجانب الفلسطيني.

تقويض السلطة الفلسطينية

قد تتلاقى بعض أهداف تنظيمات وفصائل فلسطينية أو غيرها مع الأهداف الإسرائيلية في مرحلة ما، ومن ذلك تقابل المصالح واللغة المشتركة التي تستخدمها إسرائيل و"حماس" ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من آن إلى آخر، حيث تزعم إسرائيل أنه ليس شريكًا، وتدعي "حماس" أنه ليس شرعيا، وبينهما تخرج دعوات عن شخصيات إسرائيلية وفلسطينية تطالب بالخروج عليه والثورة ضد السلطة الفلسطينية.

العمليات الانتحارية كذريعة

تعتبر العمليات التي يقوم بها فلسطينيون ضد قوات الاحتلال منذ سنوات طويلة، والتي أخذت طابعًا مختلفًا مؤخرا، ويصفها الإعلام الإسرائيلي بـ"إرهاب الفرادى" من الذرائع الأساسية التي تتذرع بها الحكومة الإسرائيلية للتنصل من الدخول في مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية.

وفي حال شهدت الفترة القادمة عملا من هذا النوع، ولا سيما أكبر حجما، على غرار تفجير حافلة بإحدى المدن الإسرائيلية، والحديث عن قتلى وعمل "انتحاري" أو ما شابه، فإن الحكومة الإسرائيلية وقتها ستكون قد وجدت مخرجًا يبعد عنها الضغوط الدولية.

حل الحكومة والكنيست

يعتبر الخيار الأخير لكنه ليس بمستبعد، حيث يتيح حل الحكومة والكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة تنصل حكومة نتنياهو من أي ضغوط دولية، ووقتها تستطيع تلك الحكومة مباشرة عملها كحكومة تسيير أعمال لشهور، وبعدها تعود مجددًا مسألة الانتخابات التي سيخوضها نتنياهو مجددًا على رأس "الليكود"، مستغلاً ضعف مواقف المعارضة واهتزاز صورتها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com