لبنان.. الانتخابات البلدية تفرز نمطًا جديدًا من المشاركة السياسية
لبنان.. الانتخابات البلدية تفرز نمطًا جديدًا من المشاركة السياسيةلبنان.. الانتخابات البلدية تفرز نمطًا جديدًا من المشاركة السياسية

لبنان.. الانتخابات البلدية تفرز نمطًا جديدًا من المشاركة السياسية

اختتمت في لبنان الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، والتي تجرى من 4 جولات، في ظل أزمة تدفق اللاجئين السوريين، ومشكل القمامة الذي يؤرق سكان بيروت.

وتعتبر هذه الانتخابات الفرصة الأولى للمواطن اللبناني للتعبير عن صوته السياسي، بعد تأجيل الساسة في لبنان مرارًا إجراء الانتخابات البرلمانية، والمقررة أصلاً في شهر يونيو 2013، في ظل فشل البرلمان في انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو المنصب الشاغر منذ مايو 2014.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا أعدته الكاتبة أماندا رزق الله رأت فيه أنه وسط الوضع السياسي اللبناني المتأزم أصبحت الانتخابات البلدية الآلية المؤسسية الوحيدة المتبقية لتوليد قدر من المساءلة السياسية.

وقالت أماندا إنه بخلاف جهود النشطاء لضمان تمويل هذه الانتخابات، فقد دعا المتظاهرون وممثلو المجتمع المدني إلى توفير قدر أكبر من اللامركزية والموارد المالية للمجالس البلدية، خاصة وأن البلديات أصبحت بحكم الواقع خط المواجهة في معالجة كل من أزمة القمامة، وتدفق اللاجئين السوريين الذي يدر موارد كبيرة من المانحين الدوليين. 

واكتسبت الانتخابات البلدية الجارية حالياً أهمية رمزية وعملية إضافية؛ ويتجلى ذلك بشكل واضح في العاصمة بيروت، حيث قدمت "بيروت مدينتي"، وهى قائمة من التكنوقراط والنشطاء المستقلين، برنامج عمل وجعلت الانتخابات البلدية في العاصمة تتسم بالتنافسية، وذلك لأول مرة في لبنان ما بعد الحرب الأهلية.

ونوهت الكاتبة إلى أنه من الناحية التاريخية، يسيطر على الانتخابات البلدية في لبنان أعضاء من العائلات السياسية التقليدية المتحالفة مع الأحزاب الطائفية الوطنية، ونادراً ما يقدم المرشحون للانتخابات البلدية برامج ملموسة للتنمية المحلية، وما زال هذا الأمر سارياً حتى الآن.

وأضافت بأنه في ضوء الاحتجاجات واسعة النطاق والإحباط العام، من عدم قدرة النخبة الحاكمة على صياغة خطة مستدامة لتوفير الخدمات العامة الأساسية مثل إدارة أزمة النفايات، قرر المواطنون في بيروت، أخذ زمام الأمور بأيديهم، ولأول مرة في تاريخ المدينة الحديث، قدمت الحركة الاجتماعية التطوعية "بيروت مدينتي" للناخبين في المدينة بديلاً للأحزاب السياسية العتيقة ومرشحيها.

وقائمة "بيروت مدينتي" غير تابعة لأي من الأحزاب السياسية الحاكمة، وتتضمن مزيجًا انتقائيًا من المهندسين والأساتذة والناشطين والفنانين والمخرجين.

وقد نجحت المجموعة في كسب تعاطف شعبي، مكّنها من جمع الأموال عن طريق التبرعات الفردية، ووصلت إلى الناخبين من خلال اللقاءات المفتوحة، وقدمت برنامجا من 10 نقاط يعطي الأولوية للخدمات العامة والعدالة الاجتماعية والشفافية، حسب القائمين على القائمة.

ورأت أماندا أنه بينما قد يبدو هذا وكأنه برنامج عادي، إلا أنه يعد بمثابة تغيير تاريخي من الخطاب "الشخصاني" والطائفي المعتاد الذي يحيط بالانتخابات اللبنانية عادة.

وعلى الرغم من خسارة قائمة "بيروت مدينتي" انتخابات يوم الأحد الماضي، أمام قائمة "البيارتة" بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، فقد فازت هذه الحركة الاجتماعية الوليدة بما يقرب من 40 %، من الأصوات، بأكثر مما كان متوقعاً، ولكن نظراً لطبيعة النظام الانتخابي اللبناني فقد ذهبت كل المقاعد لقائمة "البيارتة".

وعجّت وسائل التواصل  الاجتماعي والمدونات اللبنانية بالتعليقات، كرد فعل على هذه النتائج، معتبرة النجاح النسبي الذي حققته القائمة بمثابة انتصار رمزي مهم، وخطوة إلى الأمام لأولئك الساعين لإصلاح السياسة اللبنانية.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com