سكان سرت بين حصار داعش وويلات النزوح
سكان سرت بين حصار داعش وويلات النزوحسكان سرت بين حصار داعش وويلات النزوح

سكان سرت بين حصار داعش وويلات النزوح

تستمر معاناة السكان في مدينة سرت الليبية جراء الحصار الخانق الذي يفرضه تنظيم داعش، مع تصاعد المواقف السياسية والعسكرية بشأن تحريرها.

هاجس النزوح الذي كان يؤرق سكان المدينة أصبح حقيقة، حيث يتأهب المئات للفرار من سرت، التي أصبحت مسرحاً للتحشيد العسكري غير المسبوق، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

ويبدو الفرار من سرت مهمة عصيبة بسبب القبضة المحكمة من داعش، الذي يرى في المدينة حصنه الأخيربعد سقوط كامل "ولاياته" في شرق البلاد وغربها.

صور من المعاناة

وتمكن موقع إرم نيوز من الحصول على رواية أحد سكان مدينة سرت، والذي نجح مع أسرته الصغيرة المتكونة من 4 أفراد، في الهروب من المدينة في رحلة شاقة استمرت زهاء 6 ساعات في دروب الصحراء، حتى المحطة الأخيرة إلى مدينة بني وليد.

ويقول ناصر م .ي والذي تحدث إلى إرم نيوز بكنية مستعارة خوفاً على سلامة أقاربه في سرت، "لقد خرجت أنا وأسرتي الأربعاء الماضي من سرت، في عملية مرهقة لي ولأفراد أسرتي الأربعة، حيث يشدد عناصر داعش قبضتهم على مداخل ومخارج المدينة، خوفاً من مغادرة السكان جراء أعمال عسكرية للجيش متوقعة خلال الأيام المقبلة".

وأضاف ناصر لم نتمكن من مغادرة سرت إلا عن طريق رشوة أحد الدواعش المكلفين بتأمين المدخل الشرقي للمدينة، والذي أمن خروجنا فجرًا باتجاه الطريق الصحراوي، في رحلة محفوفة بالمخاطر سيراً على الأقدام، حتى التقانا أحد الأصدقاء بسيارة صغيرة على بعد 6 كلم خارج المدينة، باتجاه وادي زمزم ونحو بني وليد المحطة الأخيرة.

وأكد ناصر أن العشرات من العائلات فقط تمكنت من الفرار، لكن المئات لا يزالون محاصرين في سرت، حيث يتوقع أن يتخذهم عناصر داعش دروعًا بشرية، في الحرب الوشيكة ضد قوات الجيش.

دعوة لممر آمن للعائلات

وناشد المركز الليبي لدراسات الإرهاب الجهات المختصة، بسرعة توفير ممر آمن للعائلات النازحة من سرت، والعالقين حسب  المركز بمنطقة زمزم والقاصدين المنطقة الغربية .

وأوضح المركز أن عدد العوائل يقدر بــ50 عائلة ليبية، مطالبا الجهات المسؤولة تحمل مسؤوليتها اتجاه النازحين.

ويلات النزوح

وأكد خالد الورفلي وهو مشارك في حملة تطوعية لدعم النازحين من سرت، أن عملية دعم النازحين ليست سهلة، خاصة في ظل تراجع الدعم المخصص لها من قبل مؤسسات الدولة، ولا يتم الاعتماد إلى على بعض مساعدات الخواص، وتبرعات المواطنين.

وأضاف الورفلّي في حديثه مع إرم نيوز "ليكن واضحاً أمام الجميع ، بأن إجلاء النازحين من سرت عملية يجب على جميع الليبيين المساهمة في دعمها" مؤكدًا أن مدينة بني وليد لن تتأخر في هذا الدعم، حيث استعدت مسبقًا بما لديها من إمكانات لدعم النازحين، موضحًا تجاوز عدد الأسر النازحة من سرت 2000 أسرة .

وأعلن المجلس المحلي في بني وليد تشكيل لجنة مكلفة بالنازحين، تتولى متابعتهم من مدينة سرت.

وقال علي النقراط رئيس المجلس المحلي لبني وليد، إن اللجنة يترأسها أعضاء بمختلف القطاعات المحلية، وستناقش آلية استقبال النازحين، وسيتم إعداد نموذج خاص لحصرهم،  مع تخصيص 3 مدارس لإيواء النازحين.

وأشار النقراط بأن بني وليد لا تستوعب مزيدًا من الأسر النازحة، بسبب قلة الظروف والإمكانات ونقص السيولة النقدية.

وناشد المجلس المحلي بني وليد، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التحرك السريع والفوري لمساعدة المدينة للوقوف بجانب النازحين إليها من سرت، لافتا إلى أن العائلات النازحة تعاني ظروفًا قاهرة وتهجيرًا ، مما يستوجب دعمها ومساندتها بشكل عاجل.

وكان رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح قد أصدر أوامره بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، بالتحرك لتحرير مدينة سرت والتراب الليبي كافة من "دنس الإرهاب والتطرف".

ورفض رئيس البرلمان انتحال المجلس الرئاسي صفة القائد الأعلى للجيش، والذي عده عقيلة انتحالاً لصفة يعاقب عليها القانون الجنائي والعسكري، على حد وصفه .

واعتبر عقيلة أنه ووفقًا للتخويل والتفويض الصادر منه للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بتحرير سرت، تعتبر المدينة ومحيطها الجغرافي منطقة عسكرية مغلقة، كما يعتبر أي تشكيل مسلح موجود في المنطقة لا يتبع القيادة العامة، تشكيلاً خارجاً عن القانون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com